مارك تشامبيون: بوتين يستعد أفضل من الغرب لحرب طويلة
يعرف فلاديمير بوتين، الذي درس التاريخ الروسي بحماس واهتمام شديد، معرفة جيدة أن بدء حرب وخسارتها وتخريب الاقتصاد هما توأم الخطر اللذان أطاحا ببعض أسلافه في الكرملين، من القيصر نيقولا الثاني إلى ميخائيل غورباتشوف.لذلك فإن قراره باستبدال وزير دفاع غير كفء برجل من رجال الاقتصاد الأكفاء يهدف إلى التأمين ضد هذه الأخطار، وهي خطوة قد تبعث الطمأنينة فقط في قلب بوتين والمحيطين به، وليس سواهم.يمثل تعيين أندريه بيلوسوف مزيجاً خطيراً من نوع خاص، لأن مهمته ستكون وضع آلة الحرب الروسية على أسس أكثر استدامة، في الوقت الذي تستمر فيه إدارة البلاد بيد رجل مدفوع برؤى ضخمة، الأمر الذي يتطلب إعادة التفكير من جانب أوكرانيا وغيرها من الدول الأخرى التي كانت خاضعة لموسكو، وكذلك في الغرب.لو أن هذا الحديث يبدو مثيراً للقلق، فانتبه إلى ما قاله بوتين للروس منذ فوزه الساحق عند إعادة انتخابه في مارس. وبغض الطرف عن أن نتيجة التصويت كانت مقررة سلفاً ولم يكن لها أي علاقة بالديمقراطية، فقد فاز بوتين بنسبة 88% من الأصوات واسترد سلطته وثقته بنفسه، ورمى وراء ظهره الكوارث الأولى التي نجمت عن غزو أوكرانيا، بل وتمرد يفغيني بريغوجين، رئيس الطهاة السابق الذي تحول إلى قائد ميليشيا.بقلم: Marc Championتأثير الحرب الروسية على أوكرانيا شديد الوضوح في جورجيا
يدور كثير من الجدل حول ما يحمله المستقبل لأوروبا والدول المجاورة لها إذا نجح غزو روسيا لأوكرانيا. غير أننا نعرف جانباً من الإجابة على أقل تقدير، نظراً لأنها تتحقق أمامنا في جورجيا.فهذه الدولة الصغيرة في منطقة القوقاز هي التي أفصح الرئيس فلاديمير بوتين أولاً عن استعداده لاستخدام القوة فيها، حتى تستعيد روسيا مجال نفوذها وسيطرتها. ولم تزل بداية تلك الحرب مسألة مثيرة للجدل سوف أتطرق لها في وقت لاحق، بيد أن ما حدث منذ ذلك الحين لا ينبغي أن يثير أي خلاف.في مساء الإثنين، ألقى رجل الأعمال الجورجي بيدزينا ايفانيشفيلي، الذي كون ثروته المليارية في روسيا، خطاباً يتهم فيه "حزب الحرب العالمي" بمحاولة منع بلاده من تأكيد حريتها وسيادتها.هذا الحزب هو ذاته الذي استخدم منظمات المجتمع المدني غير الحكومية لإِشعال ثورة الزهور في جورجيا عام 2003، بحسب إيفانيشفيلي، الذي يدير بلده حالياً من منصب غير منتخب بوصفه رئيس "حزب الحلم الجورجي" الحاكم. وقد وضعت تلك الانتفاضه في السلطة حكومة وصفها الرجل بأنها كانت "دمية" أغرقت البلاد في براثن الجريمة والقمع، ثم دفعتها في حرب مع روسيا عام 2008. وبعد ذلك دفعت هذه المؤامرة العالمية غير واضحة المعالم دولة أوكرانيا إلى حربين مع موسكو في عامي 2014 و2022.اقرأ أيضاً: روسيا وأوكرانيا تتبادلان قصف منشآت تكرير نفط وغازأضاف إيفانيشفيلي في خطابه أن هؤلاء أنفسهم يحاولون حالياً الإطاحة بحكومته من السلطة، وفرض قيم أجنبية مثل حقوق المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً، لأنه يرفض فتح جبهة ثانية ضد روسيا.وبحسب إيفانيشفيلي، ينبغي التعامل مع المنظمات غير الحكومية، وكذلك محاكمة أعضاء حكومة الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي الموجود حالياً في السجن بتهم يقول محاموه إنها ملفقة، على جرائم لم يحددها.قال الباحث الخبير في منطقة القوقاز توماس دي وال يوم الثلاثاء، إن ذلك "كان خطاباً في غاية الخطورة سيصيب كل من يهتم بجورجيا بالقشعريرة حتى العظام".بقلم: Marc Championمارك شامبيون: يا ليت الغرب يدعم أوكرانيا كإسرائيل
حان الوقت لنعلن موقفنا صراحةً بشأن أوكرانيا. لأنه إذا لم يتغير النهج الذي يتبناه الغرب بشأنها في أقرب فرصة، والولايات المتحدة بشكل خاص، فإن أوكرانيا ستواجه الدمار أولاً، ثم الاجتياح بتكلفة هائلة بالنسبة إلى الأوكرانيين وأوروبا والولايات المتحدة.لا يوجد تناقض أكثر وضوحاً، أو مثيراً للاشمئزاز بصراحة، من تجربتي نهاية الأسبوع الماضي بين خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وإسرائيل، حيث تعرض كل منهما لهجمات صاروخية مجمعة ومكثفة وغارات بطائرات مسيرة من طراز "شاهد".لم تُمس إسرائيل تقريباً بوابل هائل من الهجمات يوم السبت، بفضل دروع أنظمة الدفاع الجوي المجهّزة بشكل مكثف، وتدخلات الجيوش الأميركية والبريطانية والفرنسية والأردنية التي ساعدت في إسقاط العديد من الرؤوس الحربية التي أطلقتها إيران، قبل أن تتمكن من الوصول إلى المجال الجوي الإسرائيلي. على الرغم من كل الانتقادات المستحقة التي تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الطريقة التي أدار بها حرباً انتقامية ضد "حماس" في غزة، فإن هذا الرد المنسق سار تماماً على النحو الذي ينبغي أن يكون.لا يمكن أن نرجع السبب في مثل هذا الدعم الواسع والمباشر إلى المكانة الاستثنائية التي تتمتع بها إسرائيل فحسب. فمشاركة الأردن، على الرغم من علاقتها المضطربة مع نتنياهو والسكان المتعاطفين بشدة مع القضية الفلسطينية، تشهد على ذلك. أدرك الأردن ببساطة، كما أدرك المشاركون الآخرون، أنه لا ينبغي السماح لإيران بالنجاح، لأن ذلك من شأنه أن يفرض مخاطر تتجاوز حدود إسرائيل.اقرأ أيضاً: الاستخبارات الأميركية حذرت من خطر "مسيرات إيران" قبل هجوم "البرج 22"بقلم: Marc Championأزمة الهجرة حقيقة.. يجب أن تتجنبوا السياسات الغبية
عاودت حشود المهاجرين اتجاهها إلى أوروبا والولايات المتحدة هرباً من العنف، ويدعم الإخفاق في كبح ذلك اليمينيين الشعبويين على جانبي المحيط الأطلسي. لقد وضعت ألمانيا الأسبوع الماضي نقاط تفتيش على أجزاء من حدودها، وطالبت إيطاليا بحصار بحري على البحر المتوسط، واعتبرت وزيرة بريطانية أن المعاهدة الدولية التي تضمن حماية اللاجئين لم تعد توافق الغرض منها. لقد قالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان إن الهجرة غير المشروعة أضحت "تحدياً وجودياً للمؤسسات السياسية والثقافية".لم يكن خطاب برافرمان في معهد "أميريكان إنتربرايز" (American Enterprise Institute) في واشنطن جدياً، فقد اعتمد على مغالطات وعبارات سياسية مبهمة، وهذا مؤسف لأنها كانت محقة في أن الهجرة غير النظامية بدأت تصل لحد الأزمة. بيد أن أول خطوة للتعامل مع ذلك هو الإقرار بما يحدث فعلاً.الحقيقة البيّنة التي يتجاهلها الجانب الليبرالي من هذا النقاش هي حجم التحدي الاقتصادي والسياسي الناتج عن تدفقات اللاجئين الضخمة والمفاجئة، حتى بالنسبة للدول الغنية. إن هذه تعد أزمة هوية تثير مخاوف لدى كثير من الأميركيين والأوروبيين بأنهم مهددون، ولن يساعد أي قدر من المحاباة الأخلاقية في تخليصهم من هذا القلق. كما أن الإخفاق الحالي في التعامل مع الأزمة يشكل خطراً سياسياً بصراحة.بقلم: Marc Championمارك شامبيون: بوتين يفوز بحرب الحبوب وشق صفوف حلفاء أوكرانيا
بلومبرغ - مارك شامبيون وخافيير بلاسنجح قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء اتفاق سمح لأوكرانيا بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب عن طريق البحر، بتحقيق مآربه. فقد أضعف اقتصاد عدوه ودق إسفيناً بين الحلفاء المقربين المناهضين له، كل ذلك من دون أن تفقد روسيا دعم ما يسمى بدول جنوب الكرة الأرضية.أصبح من المستحيل تجاهل هذه الحقيقة في الأيام القليلة الماضية، خصوصاً بعد خروج الانتقادات اللاذعة بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وزعماء بولندا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك عن السيطرة. إذ قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي يوم الأربعاء إن بلاده، وهي واحدة من أكبر موردي المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لن ترسل المزيد، وهو تهديد تراجعت عنه حكومته جزئياً يوم الخميس.بقلم: Marc Championمؤشر بلومبرغ الفرعي للحبوب
31.85 USD-0.92
مؤشر بلومبرغ الفرعي للحبوب
31.85 USD-0.92