القهوة والشاي ومعركة بريطانيا
مبنى الشاي الذي يقترب عمره من 100 سنة في منطقة شورديتش في لندن يعتبر رمزاً مثيراً للحنين إلى واحدة من أعظم السلع البريطانية تقديراً. ما يزال الشاي يقدم داخل هذا الموقع حيث أماكن مخصصة للقهوة في المكاتب التي تشغل مستودعاً سابقاً لشركة "ليبتون" الأسطورية، أو لدى مستأجري المطاعم الذين يصعب الحجز عندهم على غرار "برات" و"لايل"، أو بالفرع المحلي لإمبراطورية النادي الاجتماعي "سوهو هاوس" الذي يحتل زاوية هناك. عدا ذلك، يمثل الشاي فقط الاسم المدون على اللافتة الكبيرة المعلقة على السطح، فلم تعد مؤسسة عاملة بالوقت الحالي في مبنى الشاي. عملياً، بينما باتت "ليبتون" لفترة قصيرة شركة متعددة الجنسيات، استحوذت عليها "يونيليفر" على مراحل بداية من الحرب العالمية الثانية. ومع حلول 2022، تغير اسمها إلى "إكاتيرا" (Ekaterra) وبيعت إلى شركة "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners). ولم تعد علامة "ليبتون" التجارية -وقد كانت موضع سخرية من قبل البريطانيين على مدى عقود لرداءة جودتها- متوفرة بصورة كبيرة في المملكة المتحدة.خلال الأسابيع القليلة الماضية، نشرت كل من صحيفة "ذا تايمز" هنا في لندن وصحيفة "نيويورك تايمز" مقالات عن تفوق القهوة على الشاي على مستوى المشروبات التي يتناولها البريطانيون –هذا كشف شبه كارثي في بلد تحظى فيه ثقافة احتساء الشاي بتقديس على غرار اليابان بل وتزيد عليها بتعلق عاطفي غريب- وهذا يكرم إمبراطوريات الشاي التي غيرت مجرى التاريخ (لا داعي لذكر الصينيين، من فضلك). كان الشاي في يوم من الأيام باهظ الثمن بطريقة لا تصدق، وساعد على إنقاذ بريطانيا مما يطلق عليه جنون مشروب الجين خلال القرن الثامن عشر ليحل -بفضل زيادة الواردات وهبوط الأسعار- محل عصير ثمار العرعر الكحولي (الذي تعرض أيضاً لضرائب باهظة). ثم ساعدت ثقافة كاملة من أدوات الشاي والخزف باهظة الثمن الطبقة الوسطى الناشئة في التعبير عن ازدهارها. بات "الشاي" اسم وجبة خفيفة (ما يعادل كلمة ميريندا بالإسبانية).بقلم: Howard Chua-Eoanيونيليفر بي ال سي
4,565.00 GBp+3.30
يونيليفر بي ال سي
4,565.00 GBp+3.30
الأسرار الصناعية لن تبقى مخفية إلى الأبد
يبدو أن الصين أنتجت معالجاً يضاهي بعض أكثر أشباه المواصلات الغربية تطوراً. وبينما قد ينزعج الخبراء العسكريون ومؤيدو العقوبات في الولايات المتحدة من ذلك، لا يجب أن يمثل التطور مفاجأة كبيرة. فالاحتفاظ بالأسرار الصناعية لفترة طويلة أمر مستحيل، حيث عرف الصينيون أنفسهم قبل ألف عام ما نطلق عليه حالياً خسارة حقوق الملكية الفكرية عبر التجارة والسرقة والحرب، فلا يملك أحد حق فرض الاحتكار على الابتكار.التقدم المُحرز في التكافؤ التقني مع الغرب انكشف في عملية تفكيك - أجريت لصالح "بلومبرغ" - لأحدث هاتف ذكي أطلقته "هواوي تكنولوجيز" يستخدم رقاقة أنتجتها شركة "سيميكوندوكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشيونال"، ومقرها في شنغهاي. ما يزال مُعالج "كيرين 9000" (Kirin 9000) متأخراً بجيلين عن أكثر منتجات الغرب تطوراً. فمع سمكه البالغ 7 نانومترات، قريباً سيتفوق عليه المعالج الأكثر نحافة بسمك 3 نانومترات الذي ستستخدمه شركة "أبل" في هاتف "أيفون" المقبل. مع ذلك، يعكس ذلك اختراقاً يتيح تسرب الدراية الفنية عبر العقوبات الأميركية الصارمة.بقلم: Howard Chua-Eoanسيميكوندوكتور مانيوفاكتشرينغ انترناشيونال كورب - بورصة شنغهاي
94.70 CNY-5.06
سيميكوندوكتور مانيوفاكتشرينغ انترناشيونال كورب - بورصة شنغهاي
94.70 CNY-5.06