رئيس السلفادور يخرب حلمه بتحويل بلاده إلى سنغافورة أخرى
بعد أن سحق المعارضة السياسية وعصابات الجريمة المنتشرة في بلاده في أقل من 5 أعوام، يواجه رئيس السلفادور الذي لا يهدأ نجيب أبو كيلة تحدياً أشد صعوبة، هو تحقيق الرخاء لشعبه.يرى بعض المعلقين أن تحويل السلفادور إلى نسخة من سنغافورة في أميركا اللاتينية ينبغي أن يكون هدف الرئيس النهائي، أي تحويلها إلى نموذج مثالي للنظام وحرية الأسواق، ويهيمن عليها سياسياً حزب واحد باسم تحقيق الكفاءة– وهو نموذج لا يخجل الزعيم من الترويج له.فكما أصبحت سنغافورة واحدة من أغنى دول العالم في عهد لي كوان يو، وهو زعيم آخر مثير للجدل، يزعم أصحاب هذا الرأي أن الرئيس البالغ من العمر 42 عاماً من جيل الألفية، يستطيع أن يتقدم بالسلفادور اعتماداً على استراتيجيته التي تشجع قطاع الأعمال، وتقوم على الأمن الشامل، واحتضان التكنولوجيا.هذه الفكرة، وإن بدت طموحة، لا تنتفي عنها صفة الواقعية تماماً، فتحول البلاد إلى منارة للسلام نسبياً في أميركا الوسطى، سيساعدها بالتأكيد على جذب استثمارات جديدة وسياح جدد، بما يدعم النشاط الاقتصادي ويحقق الرفاهية. غير أن المشكلة على ما يبدو تتمثل في أن أبو كيلة يقوّض ذلك الهدف المأمول بسبب تجاهله ضرورة إصلاح العجز المالي في السلفادور، وظهوره في بعض الأحيان بمظهر لا يدعم الثقة عند مجتمع الأعمال. وهي أمور تندرج تحت هزيمة الذات، إذا كنت تسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.اقرأ أيضاً: كيف كسب رئيس السلفادور الداعم لـ"بتكوين" تأييد وول ستريت؟بقلم: Juan Pablo Spinettoتفاؤل "جيه بي مورغان" بآفاق اقتصاد أميركا اللاتينية لديه ما يبرره
بعد مرور ثلاثة أشهر من عام 2024، بدأت أميركا اللاتينية بالفعل تُظهر قدرتها على تجاوز توقعات النمو.يتباطأ أكبر اقتصادين في المنطقة، البرازيل والمكسيك، ولكن ليس بالقدر الذي كان يُخشى منه في البداية، ويبدو أن دول "الأنديز" تستعيد بعض الزخم الذي فقدته خلال الوباء. يستمر التضخم في التباطؤ ومن المتوقع أن تعطي أسعار الفائدة المنخفضة المرتقبة دفعة إضافية للنشاط. الأهم من ذلك أن أميركا اللاتينية دخلت مرحلة إيجابية من حيث الجغرافيا السياسية والتدفقات التجارية. ويغتنم الاقتصاديون في بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" هذه الفرصة عبر تقرير إقليمي شامل مكون من 109 صفحات صدر الأسبوع الماضي:"تجاوز النمو الاقتصادي في أميركا اللاتينية التوقعات خلال الجزء الأكبر من السنوات الماضية، ويبدو أن المنطقة في وضع جيد دورياً. ومع ذلك، فإن القصة تتجاوز الدورة الاقتصادية إلى الأمور الهيكلية. وينبغي الاستفادة من آفاق أميركا اللاتينية على المدى الطويل من خلال البحث المحتمل عن مصادر إمداد آمنة ورخيصة وموثوقة مستمدة من الانقسام الجيوسياسي الأخير.أميركا اللاتينية تعلمت كيفية مواجهة الأزمات الماليةفالمنطقة منتجة للسلع الأساسية والصناعية، وتتمتع بعلاقات جيدة مع أغلب المناطق ــ وديمقراطيات راسخة نسبياً ــ قادرة على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع بقية العالم في الأعوام المقبلة. علاوة على بعض الإصلاحات الاقتصادية التي تمت الموافقة عليها في السنوات الماضية".بقلم: Juan Pablo Spinettoالمكسيك بحاجة إلى الإنفاق على مياه الشرب أكثر من النفط
نُشرت مقالتان ولم يفصل بينهما سوى أيام قليلة، حيث حذرت المقالة الأولى من أن مدينة مكسيكو سيتي، وهي إحدى أكثر العواصم اكتظاظاً بالسكان في العالم، قد تنفد منها المياه بعد أشهر فقط. فيما أفادت المقالة الثانية بأن الحكومة المكسيكية منحت شركة النفط التابعة لها "بيميكس" حوالي 1.37 تريليون بيسو (أو 80.5 مليار دولار) على هيئة ضخ رأس مال وإعفاءات ضريبية بين عامي 2019 و2023.يعكس هذان الحدثان الأولويات المتناقضة للرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المعروف بـ"أملو"، حيث يظهر تفضيل واضح لدعم شركة النفط الوطنية المثقلة بالديون بشكل كبير، في حين يتم تجاهل الحاجة الملحة لتحسين إدارة الموارد المائية على الرغم من التحديات الجسيمة التي تواجهها البلاد، وخصوصاً العاصمة. الرئيس القادم بعد انتخابات يونيو يجب أن يعيد تقييم هذه السياسات ويجد حلولاً متوازنة أكثر.المكسيك تلحق بالبرازيل وتدخل دوامة الركوديتسم أكثر من نصف مساحة المكسيك بأراضٍ ذات مناخ صحراوي أو شبه جاف، مما يجعلها معرضة للجفاف. ويتوقع أن يسهم تغير المناخ في زيادة سوء الأوضاع، مما يقلل من إمدادات الطاقة الكهرومائية ويؤثر سلباً على مستويات المعيشة، والإنتاج الغذائي، والأعمال التجارية، ويزيد من حدة الصراعات القائمة. حالياً، يعاني أكثر من 70% من مساحة المكسيك من درجات متفاوتة من الجفاف، بينما تصل هذه النسبة إلى 100% في مكسيكو سيتي وضواحيها. تجربة الركض في الخارج بالمدينة خلال الظهيرة، كما فعلت شخصياً في يوم أحد، كفيلة بإظهار التأثير الشديد للجو الجاف على التنفس والبشرة، خاصة وأنك تكون على ارتفاع 2200 متر (7216 قدماً) فوق مستوى سطح البحر. وشهد الصيف الماضي وفاة ما لا يقل عن 419 مكسيكياً، أغلبهم في الشمال، بسبب موجات الحر القاسية التي ضربت أنحاء واسعة من البلاد، ولا يوجد ما يدل على أن هذا الوضع كان استثنائياً.بقلم: Juan Pablo Spinettoهل تُولَد طفرة نفطية في الأرجنتين من رحِم الأزمة الاقتصادية؟
تجري نسمات انتعاش في أرجاء اقتصاد الأرجنتين المُنهار هذه الأيام، ومصدرها صناعة النفط والغاز.يتزايد إنتاج النفط بمعدل مزدوج، مدعوماً بمكامن ضخمة من النفط الصخري في باتاغونيا، والذي تزدهر معه أعمال الشركات بمشاريع جديدة تعزز الصادرات وإنتاج الغاز الطبيعي، فيما يترقب التنفيذيون في الصناعة الانتخابات الرئاسية المقبلة وسط آمال كبيرة في تحسّن بيئة الأعمال.ارتفعت بعض الأسهم الأكثر انكشافاً على أعمال الهيدروكربون في الأرجنتين، مثل سهم شركة "واي بي إف" (YPF SA)، الأرجنتينية الرائدة، وشركة "ترانسبورتادورا غاز ديل نورتي" (Transportadora Gas del Norte SA) المشغلة لخطوط الأنابيب، بمعدل يفوق 300% من حيث القيمة بالدولار في الأشهر الـ 12 الماضية.كما يُتوقع أن يؤدي بدء تشغيل خط أنابيب غاز جديد بطول 573 كيلومتراً (356 ميلاً) إلى توفير واردات طاقة بالمليارات، والتي شكّلت واحدة من أكبر مشكلات السياسات بالنسبة إلى الإدارات الأخيرة.بفضل الإنتاجية الجيدة لمناطق بالأرجنتين تفوق حتى نظيراتها من النفط الصخري في الولايات المتحدة، يمكن أن يصل إنتاج النفط من رقعة "فاكا مويرتا" (Vaca Muerta) أو (Dead Cow) في مقاطعة نيوكوين إلى مليون برميل يومياً بحلول نهاية العقد الحالي، وفقاً لتقرير صادر عن شركة "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) الاستشارية. في حال تحقق هذا النمو الهائل - وهو ضخم- ستتمكن الأرجنتين من شق طريقها مرة أخرى نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة، مما يعزز احتياطيات الدولار التي تشتد الحاجة إليها عن طريق تصدير معظم النفط الخام الخفيف المعزز مع السعة الإضافية.انكماش الاقتصاد الأرجنتيني يفوق التوقعات جراء الجفاف القياسيبقلم: Juan Pablo Spinettoمزيج برنت
74.29 USD+1.27
مزيج برنت
74.29 USD+1.27