
James Stavridis
James Stavridis is a Bloomberg Opinion columnist. He is a retired U.S. Navy admiral and former supreme allied commander of NATO, and dean emeritus of the Fletcher School of Law and Diplomacy at Tufts University. He is also chair of the board of the Rockefeller Foundation and vice chairman of Global Affairs at the Carlyle Group. His latest book is "2034: A Novel of the Next World War."للإتصال بكاتب هذا المقال:@stavridisjjstavridis@bloomberg.netجميس ستافريديس: تهديدات فنزويلا لغيانا تتبع نهج بوتين في أوكرانيا
قد لا يعرف الكثير من الأميركيين دولة غيانا الغنية بالنفط في أميركا الجنوبية والتي باتت في مأزق. إذ تجاورها دولة كبيرة وعدوانية، هي فنزويلا التي يديرها زعيم استبدادي يحافظ على علاقات وثيقة مع روسيا وإيران وكوبا ودول استبدادية أخرى.في خطوةٍ تذكرنا بغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، أشرف ديكتاتور فنزويلا -نيكولاس مادورو، سائق حافلة سابق ومساعد للرجل اليساري القوي هوغو تشافيز- على استفتاء في بلاده الأسبوع الماضي. تمحور الاستفتاء حول ضم إيسيكويبو وهي منطقة شاسعة من غيانا مجاورة لفنزويلا، وتمثل ما يقرب من ثلثي أراضي غيانا. تعتبر هذه المنطقة غنية بالموارد مثل النفط والذهب والمياه العذبة والأخشاب -ويبلغ عدد سكانها الصغير نسبياً حوالي 100 ألف نسمة.فنزويلا تستنفر المشاعر القومية في نزاعها مع غيانا على النفطتطالب فنزويلا بالمنطقة منذ أكثر من قرن، على الرغم من رفض مطالباتها من قبل المحكمين الدوليين في عام 1899. وبطبيعة الحال، ينظر الغيانيون إلى الاستفتاء باعتباره تهديداً وجودياً. كانت النتيجة الرسمية أمراً محتوماً في فنزويلا القمعية؛ حيث ادعى مادورو "نجاحاً تاماً" ووافق 95% من الناخبين على مقترحاته. لكن تقارير وسائل الإعلام المستقلة أشارت إلى أن مراكز الاقتراع كانت فارغة إلى حد كبير.بقلم: James Stavridis
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي وجه المعارك العسكرية؟
أصدر البيت الأبيض أمراً تنفيذياً شاملاً بشأن تقنية الذكاء الاصطناعي، وهو أمر لافت من عدة نواحٍ، أهمها كونه يضع إطاراً مبدئياً لتنظيم عمل تطبيقات التقنية المثيرة للجدل، والتي تبشر بأنها سيكون لها تأثير هائل على حياتنا.لا يزال الإطار التنظيمي الجديد قيد التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأوروبي، حيث كانت الإدارة الأميركية قد أعلنت عنه للمرة الأولى في يوليو الماضي، كما سلط الرئيس جو بايدن الضوء على المقترح خلال اجتماع عقد في سبتمبر مع مجلس مستشاريه للعلوم والتقنية في سان فرانسيسكو.سيشكل الأمر التنفيذي دفعة قوية للتعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث تقرر صدوره قبل أيام فقط من اجتماع القيادات البارزة في وادي السليكون مع المسؤولين الحكوميين الدوليين في المملكة المتحدة للنظر في مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي.سيتطلب الأمر أيضاً إجراء تقييمات مفصلة، على غرار اختبارات الأدوية التي تجريها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، قبل أن تتمكن الحكومة من استخدام نماذج محددة للذكاء الاصطناعي. تهدف اللوائح الجديدة إلى تعزيز جوانب الأمن السيبراني لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تيسير هجرة خبراء التقنية اللامعين إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج "إتش- 1بي" (H-1B)، الذي يسمح لأصحاب الأعمال الأميركيين بجلب أجانب للعمل في مهن متخصصة.يبدو أن معظم الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي تؤيد اللوائح الجديدة، حيث أبرمت شركات مختلفة مثل صانعة الرقائق "إنفيديا" ومطورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" اتفاقيات طوعية لتنظيم التقنية الواعدة على غرار الأمر التنفيذي."OpenAI" تبني أداة لكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعيكما انخرطت "غوغل" في السياق ذاته بشكل كامل، وحذت حذوها "أدوبي" (Adobe) مطورة محرر الصور والرسومات النقطية "فوتوشوب" (Photoshop)، الذي شكل مصدراً كبيراً للقلق بسبب إمكانية استغلال برنامج تصميمات الجرافيك الأشهر لأغراض التلاعب باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. سيقود المعهد الوطني للمعايير والتقنية الجانب الحكومي في وضع إطار لتقييم المخاطر والتخفيف من حدتها.بقلم: James Stavridis
ماذا بعد تنامي قوة البحرية الأميركية قبالة ساحل إسرائيل؟
بعد أيام من وصول أسطول حربي أميركي قبالة ساحل إسرائيل، انطلقت ثلاث سفن حربية أخرى وفرقة من قوات مشاة البحرية بشكل عاجل نحو الوجهة ذاتها من الكويت الخميس الماضي، وقد تصل إلى هناك بحلول منتصف الأسبوع المقبل.نظراً لوجود تركيز هائل بالفعل لقوة النيران في المنطقة يتمركز حول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد" (USS Gerald R. Ford)، التي تعمل بالطاقة النووية، تثير القوات الإضافية أسئلة حول القدرات الحربية التي ستكون متاحة وكيف يمكن استخدامها في الحرب في غزة.السبب الرئيسي للتفكير في الدفع بهذه السفن سريعاً إلى موقع الأزمة هو تواجد عدد كبير من المواطنين الأميركيين في منطقة حرب. هناك نحو 200 ألف أميركي، أغلبهم مزدوجي الجنسية، في إسرائيل. إلى جانب احتمال الوقوع في مرمى النيران بين إسرائيل وحماس في الجنوب، هناك خطر حقيقي في حدوث صراع أوسع نطاقاً إذا قرر حزب الله الانضمام إلى القتال من جهة الشمال، بعد أن يحصل على الضوء الأخضر المرجّح من إيران.ستحتاج الإدارة إلى ما هو أكثر من القوة القتالية المباشرة للمجموعة الهجومية الخاصة بحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد". قد يفسر ذلك سبب إصدار أوامر للسفن الحربية وقوات مشاة البحرية بقطع أحد تدريباتهم التي كان مقرراً استمرارها حتى 22 أكتوبر، وذلك بسبب ما أسماه البنتاغون "الأحداث المستجدة".بقلم: James Stavridis
أعماق البحار تتحول إلى ساحة حرب بعد انفجارات "نورد ستريم"
أكّدت الهجمات الأخيرة على خط أنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق على أهمية قاع البحر كمنطقة صراع في الحرب الحديثة. لسوء الحظ، فإن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ليسوا على استعداد لحماية شبكاتهم الضعيفة القابعة تحت عن الأمواج.لم يثبت بعد بشكل قاطع أن سلسلة انفجارات خطوط الأنابيب هي عمل تخريبي أو تُنسب إلى أي دولة، لكن معظم المحللين يعتقدون أن الجاني المحتمل هو روسيا. حيث يبدو أن موسكو هي المستفيد الرئيسي من الهجمات، والتي ربما تكون مصممة لإرسال إشارة إلى أوروبا الغربية (وإلى جميع المشاركين في الاقتصاد العالمي) مفادها أن الكرملين يمكن أن يُعرّض البنية التحتية الحيوية في قاع البحر للخطر.لقراءة المزيد: طوارئ في أوروبا لتأمين البنية التحتية للطاقة بعد انفجار "نورد ستريم"كيف يمكننا الاستعداد للردع وإلحاق الهزيمة والرد على الاعتداءات تحت الماء؟درستُ هذه القضية منذ أوائل الثمانينيات، عندما كتبت مقالاً في المجلة المهنية للبحرية، التي تحمل اسم "وقائع المعهد البحري الأميركي" (US Naval Institute Proceedings)، بعنوان "حرب الموارد في البحر". حيث حددتُ نقاط الضعف في منشآت النفط والاتصالات البحرية، والهجمات المفترضة على غرار ما حدث الآن مع نورد ستريم.بعد عقود، أمضى فريقي في منظمة حلف شمال الأطلسي وقتاً طويلاً في التفكير في كيفية حماية 400 كابل يحمل 98% من بيانات الإنترنت العالمية، وهو أمر لم يكن علينا القلق بشأنه في الثمانينيات.ما من شك في أنه توجد الآن بنية تحتية حيوية ضخمة في البحر، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لم يفعلوا الكثير للاستعداد للدفاع عنها، بما في ذلك شحذ المهارات الهجومية لخلق ردع حقيقي في ذهن أي مهاجم محتمل.آن أوان التصدي لتحديات أعماق المحيطفي مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، حيث أعمل زميلاً أول، استكشفت إحدى المناورات الحديثة ذات التصنيف العالي هذه التحديات، حيث جُمِعت مجموعة رفيعة المستوى ونخبوية للتعامل مع قرارات التكنولوجيا والسياسة التي ستكون حاسمة للدفاع عن أعماق المحيط. كانت النتيجة واضحة: لقد حان الوقت لإيلاء المزيد من الاهتمام والموارد لهذه المجموعة من التحديات ليس فقط في البنتاغون، ولكن أيضاً في مؤسساتنا البحثية ومراكز الفكر والوكالات الحكومية الأخرى.اقرأ أيضاً: أوروبا تحقق في أضرار غير مسبوقة بشبكة أنابيب"نورد ستريم"في الواقع، ليس لكل جزء من قاع البحر نفس القدر من الأهمية بالطبع. فالمنطقة الشاسعة تحت المحيطات -70% من سطح الأرض- يصعب الوصول إليها وتصعب مراقبتها، حتى مع الأسطول الاستثنائي للجيش الأميركي من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والغواصات المأهولة، والتدريبات في المياه العميقة والمركبات التي تعمل عن بعد.تحديد الأولوية في أعماق المحيط أمر رئيسيسنحتاج إلى إعطاء الأولوية للدفاع والاحتفاظ بالأجزاء الأكثر أهمية. وسيشمل ذلك أنابيب الغاز الطبيعي والنفط تحت سطح البحر، سواء تلك التي ترتفع لتصل إلى البر أو التي تربط المرافق في البحر؛ وكبلات بيانات الإنترنت، والحفارات فوق الماء لاستغلال النفط والغاز وقاع البحر؛ وسلاسل الاستشعار المصنفة المستخدمة لتتبع حركة المرور تحت سطح البحر.طالع المزيد: السويد تكتشف تسرباً رابعاً للغاز في "نورد ستريم"كل هذا يعني الاستثمار في تدريب وتجهيز وإعداد قوات عالية التخصص يمكنها العمل في قاع البحر. واليوم، تنتشر هذه القدرات من خلال المجتمعات العسكرية والعلمية والأرصاد الجوية والبيئية والتجارية، مع القليل من التنسيق. ويجب أن يتركز الجمع بين هؤلاء أصحاب المصلحة للتشاور والعمليات في إطار منظمة واحدة، إما البحرية الأميركية أو الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي.فضلاً عن ذلك، تشمل المناطق التي نحتاج إلى التركيز عليها مزيداً من التعزيز المادي للكابلات وخطوط الأنابيب، بما في ذلك الرافعات التي تربطها بالأرض؛ وأجهزة استشعار أفضل في الوقت الحقيقي تحت سطح البحر لاكتشاف الهجمات وتوثيقها، مثل الكثير من كاميرات فيديو المراقبة المنتشرة في كل مكان في الأماكن العامة؛ وفرق الاستجابة والإصلاح المتمركزة بالقرب من المرافق البحرية الأكثر حيوية (قبالة ساحل النرويج، على سبيل المثال)؛ والتدريب والتمارين التي تثبت للقوى المنافسة أن الولايات المتحدة لديها القدرة الهجومية للرد على الهجمات بطريقة متناسبة. في الواقع، لدى روسيا أيضاً العديد من نقاط الضعف في قاع البحر.التحالف مع الدول الصديقةيُشار إلى أن العمل مع الحلفاء والشركاء والأصدقاء سيكون مهماً أيضاً؛ إذ يمكن أن تساعد المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وحلف الناتو (خاصة قيادته البحرية القوية للحلفاء)، والشركاء الثنائيين المهمين مثل أستراليا والبرازيل والهند واليابان، في تعزيز جهود الولايات المتحدة.طالع أيضاً: "غازبروم" تقطع الغاز الروسي عن إيطاليا ابتداء من اليومأما العوامل الرئيسية التي تزيد من تعقيد المسألة على أرض الواقع فهي تشمل فشل مجلس الشيوخ الأميركي في التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي تُبعد أميركا عن العديد من المجالس وهيئات صنع القرار. أخيراً، أصبح التصديق على هذه الأداة الدبلوماسية المهمة والمعقولة -التي تستشهد بها الوكالات الأميركية والأوامر العسكرية بشكل روتيني وتتبعها عملياً على أي حال- أكثر منطقية من أي وقت مضى.اقرأ المزيد: روسيا تسابق الزمن لإعادة فتح جسر القرم بعد حادث الانفجارولطالما اعتبرت الجيوش أن مجالات الحرب هي مجالات جوية وبحرية وأرضية. لكننا أدركنا بمرور الوقت أن الفضاء الخارجي والفضاء الإلكتروني مختلفان ويتطلبان أدوات وتدريباً متخصصين -ومن هنا تم إنشاء القيادة الإلكترونية للبنتاغون في عام 2010 وقوة الفضاء في عام 2019. إلا أن قاع المحيط– وهو مزيج صعب من الأرض والبحر– هو أيضاً مجال فريد، والاستعداد للعمل على مستوى العالم هناك يُعدّ عنصراً حاسماً في الأمن القومي لأميركا.بقلم: James Stavridisالروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي
0.0122 USD+0.6541

الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي
0.0122 USD+0.6541
إخراج الحبوب من أوكرانيا.. إبحار في مياه تملؤها الألغام
كيف يبدو الإبحار بسفينة شحن ضخمة محملة بآلاف الأطنان من الحبوب انطلاقاً من ميناء دولة تمزّقها الحرب لخوض المياه المزروعة بالألغام؟أصبح هذا السؤال يحمل أهمية مع إطلاق مخطط جديد هذا الأسبوع يهدف بالسماح بتصدير شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وبالفعل بسبب ذلك، تراجعت احتمالات ندرة الغذاء والاضطرابات السياسية إلى حد ما، لا سيما في الدول التي تعاني الجوع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لكن الإجراءات البحرية لم تُحسم بعد، وبالنسبة للسفن القليلة الأولى التي تبحر إلى الخارج، فإن التحديات هائلة.فهل سيتمكن الأوكرانيون من تصدير الكمية الضخمة التي تفوق 20 مليون طن من الحبوب والتي باتت تشكل عبئاً على مرافق التخزين الخاصة بهم؟أول السفنلنتأمل الوضع المخيف الذي يواجهه بحّارة هذه السفن التجارية مثل سفينة "رازوني" التي ترفع علم سيراليون، والتي أبحرت يوم 1 أغسطس من أوديسا متجهة إلى لبنان حاملةً 27 ألف طن من الذرة.للأسف في كثير من الأحيان، تكون نتيجة أول ملامسة للألغام غير المرئية المزروعة في المياه حدوث انفجار. فعندما كان قبطان "رازوني" ينطلق من الميناء، بالتأكيد كان يتحرك بقلق كمن يعبر جسراً يهتز وهو يراقب كلاً من الميناء وأطراف سفينته.لأول مرة منذ الغزو الروسي.. سفينة حبوب تغادر ميناء أوديسا الأوكرانيالنجاة من الألغام البحريةاستطاعت السفينة أن تبحر عبر حقول الألغام، وهي رحلة مرعبة حتى بالنسبة لأكثر البحارة خبرة. ففي الثمانينيات، واجهت البحرية الأمريكية الألغام عندما أغلقت إيران مضيق هرمز في إطار ما يسمى بـ"حرب الناقلات" بين الدول العربية وطهران. حين اصطدمت فرقاطة الصواريخ الموجهة "يو إس إس صمويل بي. روبرتس" بلغم وكانت على وشك الغرق، قبل أن يتم إنقاذها بواسطة فريق بطولي ضمن طاقمها أعضاؤه مدرّبون تدريباً عالياً نجحوا بالسيطرة على الضرر.وعلى مدى فرق البحرية في الخليج، واجهت البحرية الأميركية حوادث اصطدام لعدد من سفنها الأخرى بألغام عائمة، بما في ذلك اصطدام السفينة الحربية "يو إس إس برينستون" في أوائل عام 1991 بلغم وهي كانت تحمل منظومة صواريخ "إيغيس" المتقدمة.يتم إيلاء الكثير من الاهتمام في البحرية للألغام. التي يكون معظمها مربوطاً في قاع البحر، وتكون مواقعها محددة بعناية من قبل الدولة التي تضعها لتتمكن سفنها من العبور في ممرات آمنة.استراتيجة الألغام يمكن استخدام حقول الألغام بشكل دفاعي (كما تفعل أوكرانيا لثني أسطول البحر الأسود الروسي عن القيام بهجوم برمائي على أوديسا) أو بشكل هجومي كما فعل الإيرانيون خلال "حرب الناقلات"، عندما وضعوا ألغاماً عائمة في المياه الإقليمية ودفعوها نحو سفن الولايات المتحدة أو سفن الحلفاء.ويمكن أن تنفجر الألغام بطريقتين: إما عبر التلامس المباشر بين جسم السفينة المعدني ومعدن اللغم ما يفعّل آلية الإطلاق على سطح اللغم؛ أو من خلال استجابة لتردد من صوت أو اهتزازات السفينة أو من الضغط الناجم عن مرور جسم السفينة فوق سطح اللغم ما يؤثر على نظام أسلحة اللغم ضد محركات السفينة.وبالنسبة لكل من السفن الحربية التابعة للبحرية والسفن التجارية، فإن خط الدفاع الأول والأفضل هو امتلاك الاستخبارات الجيدة. وقد رافقت سفينة "رازوني" باخرة أوكرانية يرجح أنها تمتلك معلومات حول المواقع الدقيقة للألغام التي زرعتها البحرية الأوكرانية.أوكرانيا تطمئن الأسواق.. صادراتنا من الحبوب تصل 3.5 مليون طن شهرياً قريباًإجراءات السلامةعلى الرغم من كل التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها السفن اليوم، فإن العنصر الرئيسي الثاني لتجنب وقوع انفجار لغم هو المراقبة المرئية المُحكمة. إذ إن وجود نقاط المراقبة المتمركزة في أقصى السفينة وعلى الجانبين أمر بالغ الأهمية. بالنسبة لسفينة تجارية ذات طاقم صغير جداً، فهذا يعني أن المهمة تحتاج لكل فرد من أفراد الطاقم، لاستخدام مناظير تمشيط الأفق باستمرار بحثاً عن أي أجسام عائمة مجهولة.في الحالة المثالية، يبحر المرء عبر ممرات تم تحديدها بوضوح على الخرائط وأيضاً تمّ التحقق منها بواسطة سفينة كاسحة للألغام. فتقوم الولايات المتحدة بتشغيل سفن كاسحة للألغام عالية الكفاءة يمكنها مسح مثل هذه الممرات أو تأكيد أنها خالية من الألغام بالفعل. ولدى "الناتو" قوة دائمة كاسحة للألغام تُدرّب باستمرار وتجري تدريباتها كفريق واحد. وفي عام 2021، وافقت المملكة المتحدة على تزويد البحرية الأوكرانية بسفينتين من تلك السفن، لكن الحرب أوقفت تلك الخطة.روسيا تهاجم ميناء أوديسا في أوكرانيا بعد يوم من توقيع اتفاق لتصدير الحبوبهناك إجراء آخر للسلامة يتمثّل في استخدام أجهزة استشعار علوية يمكنها اكتشاف الألغام، وعادة ما يتم ذلك بواسطة طائرات الهليكوبتر التي تعمل إما من الشاطئ أو من السفينة نفسها، على الرغم من أن الطائرات بدون طيار قد تقوم بهذه المهمة اليوم. تتمتع معظم السفن التجارية بسعة محدودة لمدرج الطيران، لذا فإن استخدام طائرة هليكوبتر صغيرة أو طائرة بدون طيار مع أول مجموعة من السفن العابرة إلى الخارج هو أمر منطقي.التغلّب على الخوفمع ذلك فإن جميع الاحتياطات التي يمكن تصوّرها ليست مثالية. فإذا شاهد الطاقم لغماً في الماء أمامه، فإن الخوف سيبدأ، حيث يعني ذلك أنك تُبحر في ممر غير خالٍ من الألغام. وقد يكون أفضل حل هو ببساطة محاولة "التراجع" -مثلما تفعل مع السيارة- والإبحار بأبطأ سرعة مستقرة للخروج من المنطقة.من الممكن أيضاً تفجير لغم أو تعطيله باستخدام رشاشات عيار 50 من سطح السفينة أو طائرة هليكوبتر، لكن هذا ليس خياراً ممكناً بالنسبة للسفن التجارية مثل سفينة "رازوني". وهنا يكون وجود سفن حربية أوكرانية أو تابعة لـ"الناتو" ضمن نطاق طائرات الهليكوبتر أمراً منطقياً، فكل من رومانيا وبلغاريا وتركيا لديها قوات بحرية قادرة.هذه الإجراءات غير المألوفة ستمر في ذهن قبطان أي سفينة تجارية، وتشعره بالقلق بينما يشق طريقه ويراقب البحر من أعلى السفينة.بقلم: James Stavridisمؤشر بلومبرغ الفرعي للسلع الزراعية
58.78 USD-0.67

مؤشر بلومبرغ الفرعي للسلع الزراعية
58.78 USD-0.67
غرق سفينة "موسكفا" الروسية درس لكافة القوات البحرية
يعتبر غرق أحد أهم سفن الأسطول الروسي: "موسكفا" في البحر الأسود، والذي حدث في 14 من أبريل الحالي، أول تدمير لسفينة حربية ضخمة في أرض المعركة يشهدها العالم، منذ حرب الفوكلاند قبل أربعين عاماً، حين فقدت المملكة المتحدة والأرجنتين سفناً كبيرة في المياه الباردة في جنوب المحيط الأطلسي. أمّا بالنسبة للروس، فسيتعين عليك العودة إلى الحرب العالمية الثانية حتى ترصد خسارة مماثلة.كيف سيؤثر هذا الحدث الجلل على الحرب في أوكرانيا؟ وما هي الدروس التي يجب أن تستخلصها القوات البحرية حول العالم منه؟عيوب السفن الروسيةسبق لي وأن زرت عدداً من السفن الروسية في مناسبات مختلفة (بينها سفن في مدينة سيفاستوبول قبل الغزو الروسي) واتضح لي أن البواخر الحربية المصنوعة في السبعينات والثمانينات مثل "موسكفا" من فئة "سلافا"، تعاني من عدّة نقاط ضعف من حيث البناء والقيادة.ولعلّ العيب الأبرز في هذه السفن هو افتقارها إلى مبدأ التقسيم القتالي الذي يقسّم السفن إلى مقصورات، وهو نظام معتمد في السفن الحربية الأمريكية والغربية الأخرى. وبدل وجود أبواب تمنع تسرب المياه يمكن إغلاقها بإحكام حين تكون السفينة في حالة التأهب القصوى (ويكون كلّ عناصر الطاقم في مواقعهم القتالية)، فإن السفن الروسية تفتقر القدرة الكافية للتقسيم داخليّاً، ما يجعلها أكثر عرضة لما يعرف بـ"الفيضان التدريجي"، أي الغرق.بوتين يسابق الزمن وسط مقاومة أوكرانية تبطئ وتيرة العمليات العسكريةضعف الهيكلة الإداريةكذلك، فوجئت أيضاً بعيب رئيسي آخر في السفن البحرية الروسية، يتمثل بافتقار طواقم البحرية الروسية إلى فيلق قوي من المحترفين من ذوي الدرجة المتوسطة، الشبيهين بالعناصر من رتبة رقيب بحري أول في البحرية الأمريكية، وهم بحّارة يمتلكون عادة خبرة تتراوح بين 10 و15 عاماً، يكونون مسؤولين عن قيادة البحّارة الآخرين على ظهر السفينة. حيث يعتبر العسكريون برتبة رقيب أول بمثابة العمود الفقري للبحرية الأمريكية، ويطرح غياب مثل هذه الرتبة مشكلة كبيرة بالنسبة للروس (وهي نقطة ضعف موجودة أيضاً لدى القوات البرية الروسية، أي الافتقار لضباط الصف الأقوياء، وهو عامل مؤثر في المشاكل التي يواجهها الروس في المعركة البرية منذ بدء الغزو في 24 فبراير).إنفوغراف.. أكثر الدول من حيث الإنفاق العسكريمؤخراً، راجعت ملاحظاتي عن الحرب البحرية في أوكرانيا مع قبطان أمريكي خبير بالحروب على سطح المياه. وذكرّني أنه حين زار طراداً روسياً، لاحظ أن الضباط يرتدون بطاقات أسماء على زيهم الرسمي، فيما يرتدي البحارة أرقاماً فقط. ويشير ذلك بأن الأسطول الروسي مؤلف جزئياً من المجندين، وتعكس هذه العقلية الافتقار إلى سلسلة قيادة متماسكة داخله. ومع أنه ربما يكون مثل هذا الأمر ناجحاً في أيام السلم، إلا أنه قد يتسبب بانهيار سريع خلال القتال.وفي حالة "موسكفا"، فإننا لا نملك تقارير دقيقة تمكننا من إجراء تقييم شامل لأسباب الفشل الذي حصل، مع ذلك توجد بضع نقاط بارزة.تلقّي الضرباتلعل الخلل الأكثر وضوحاً يتعلق بجهوزية السفينة للدفاع عن نفسها في وجه صاروخيْ "نبتون" أوكرانيين (بحسب ما أكدته الاستخبارات الأمريكية)، سواء كان ذلك ناتجاً عن تراخ في حالة التأهب، ما يعني أن البحارة لم يكونوا في مواقعهم القتالية المناسبة، أو أن الدفاعات المضادة للطائرات على متن السفينة لم تكن كافية تكنولوجياً. ربما لن نعرف الإجابة أبداً، ولكن على الأرجح فإن ما حدث كان نتيجة مزيج من الاثنين معاً.كذلك، افتقرت السفينة بشكل واضح إلى القدرة على تلقي الضربة فيما تبقي نفسها عائمة، وهو ما يعرف باستراتيجية "الحدّ من الضرر" في لغة البحرية الأمريكية. حيث إنه على متن السفن الحربية الأمريكية، يتم توزيع الطاقم في المواقع القتالية إلى عدة فرق على امتداد السفينة، وهي فرق مدربّة ومجهزة ومستعدة للاستجابة إلى إطلاق النار والفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها من التحديات. فيما يبدو أن طاقم "موسكفا" لم يفشل فقط في التصدي للهجوم، بل عجز أيضاً عن التعامل مع الحرائق والفيضانات التي تلت ذلك.خسارة "موسكفا"من جهة أخرى فإن خسارة السفينة "موسكفا" وجَّهت ضربة قوية للجيش الروسي والكرملين. فهي أولاً صفعة ذات بعد رمزي، إذ تحمل السفينة اسم العاصمة الروسية "موسكو"، فيكفي أن تتخيل حجم الضربة لمعنويات وهيبة الولايات المتحدة لو أنها فقدت حاملة الطائرات المسماة جورج واشنطن.روسيا تبدأ الهجوم.. أوكرانيا تحت القصف وبايدن يتوعد بـ"رد حاسم" (تغطية حية)كذلك فلطالما عملت سفينة "موسكوفا" كحلقة قيادة وتحكم فعّالة لتوجيه باقي أسطول البحر الأسود الذي يُعتقد أنه كان يخطط لهجوم أو اعتداء برمائي قرب ميناء أوديسا الحيوي في أوكرانيا. وقد تم تعطيل صواريخ الكروز بعيدة المدى التي كانت على متن السفينة.وعلى الرغم من أن خسارة سفينة واحدة ليست بالأمر الكارثي، إلا أنها تمثل انتكاسة قوية، بالأخص نظراً إلى أن الحادث يعتبر كإشارة تحذير للمقاتلات الروسية الأخرى على سطح البحر. فبعد أن فقدت البحرية الروسية سفينتين حربيتين مهمتين (تم تدمير سفينة إنزال دبابات في الميناء قبل بضعة أسابيع)، فهي على الأرجح ستمارس حرصاً مضاعفاً لدى الاقتراب من الساحل الأوكراني.دروس للبحرية في كل مكانأخيراً، سيكون لغرق السفينة كذلك تردداته في العمليات الدولية التي تقوم بها كافة القوات البحرية. فهي تذكير صارخ بهشاشة سفن السطح وبينها حاملات الطائرات التي تشكل أساس البحرية الأمريكية، أمام صواريخ كروز التي تعد منخفضة التكلفة نسبياً، والتي تتمتع بتكنولوجيا متعددة ومتطورة. وكما أثبتت أوكرانيا من خلال ضرب الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمروحيات على السواحل، فإن المنفعة المترتبة لتوجيه ضربة بصواريخ كروز هي عالية جداً مقارنة مع تكلفتها بالنسبة للطرف المهاجم.وكان سبق للمملكة المتحدة والأرجنتين أن تعلمتا الدروس من العيوب الدفاعية التي كُشفت أثناء حرب الفوكلاند حين خسرت بريطانيا مدمرتين، وفقدت الأرجنتين أكثر. ولكن خلال عقدين ممّا يعرف بالحروب المستمرة، كانت القوات البحرية الغربية تنفذ مهامها في جوّ يخيم عليه الإفلات من العقاب، فتمارس قوتها على السواحل كما يحلو لها، وذلك لأن الأفغان والعراقيين والسوريين لا يملكون صواريخ كروز من طراز "نبتون". لكن الوضع مختلف في حال النزاع بين قوى كبرى.ويعد غرق "موسكفا" بمثابة تذكير حيّ بالحاجة إلى أسلحة فعّالة مضادة للطائرات واعتماد خيارات تكتيكية ذات كفاءة للحدّ من الأضرار خلال العمليات قرب السواحل المعادية. وفيما تسعى روسيا لاستخلاص الدروس من غرق سفينتها القيادية في البحر الأسود، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الأقوياء عليهم القيام بالأمر عينه أيضاً.بقلم: James Stavridis
عيوب خطط بوتين تجعل من زيلينسكي بطل حرب
كان من المفترض أن يكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خضماً سهلاً للزعيم الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يرحم. شعر الروس أنهم يستطيعون إخضاع السياسي المبتدئ لإرادتهم، فطالبوا بتنازلات حول حرية انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي وفيما يخص علاقتها بالاتحاد الأوروبي وبشأن الأولويات التجارية للبلاد.لكن اتضح أن الممثل الكوميدي التلفزيوني السابق مدافع حقيقي عن أمته يقود مقاومة شرسة تجابه قوة غزو روسي ساحقة.كثيراً ما نشهد استبدال قادة إبان الحروب، وهكذا كان حال جيش الاتحاد في الحرب الأهلية الأمريكية، حيث استبدل الرئيس أبراهام لينكون رهطاً من الجنرالات إلى أن وصل إلى أوليسيس غرانت. كما أفسح ضباط زمن السلم خلال الحرب العالمية الثانية الطريق لقادة زمن الحرب من أمثال الجنرال دوايت ديفيد أيزنهاور والأدميرال تشيستر نيمتز.بوتين يسابق الزمن وسط مقاومة أوكرانية تبطئ وتيرة العمليات العسكريةبينما يقود زيلينسكي معركة متهورة ضد عدو لدود، نرى فيه قائد حرب جديد ملفت للنظر يتصدر، فما الذي يمكن للغرب أن يفعله لمساعدته؟يستخدم زيلينسكي كل مهارات التواصل التي تعلمها كمؤدٍ بشكل مؤثر جداً. إن قدرته على تحويل سطر واحد إلى اقتباس ملهم جدير بالملاحظة. عندما حثته دول الناتو على مغادرة عاصمته كييف في الأيام التي سبقت الغزو، وعرض عليه النقل إلى مدينة لفيف الآمنة نسبياً في أقصى غرب أوكرانيا، قال، "أنا بحاجة إلى ذخيرة، وليس لتوصيلة".عندما قالت آلة الدعاية الروسية إن القوات الأوكرانية ستلقي أسلحتها، حذر زيلينسكي الغزاة الروس قائلاً "سترون وجوهنا، وليس ظهورنا". يجب على أصدقاء أوكرانيا الاستفادة من إطلالاته الملهمة، وتضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي ومقارنة تعليقه الجريء والصادق بالأكاذيب الصادرة عن روسيا.بقلم: James Stavridis