
Max Hastings
Max Hastings is a Bloomberg columnist. He was previously a correspondent for the BBC and newspapers, editor in chief of the Daily Telegraph, and editor of the London Evening Standard. He is the author of 28 books, the most recent of which are "Vietnam: An Epic Tragedy" and "Chastise: The Dambusters Story 1943."mhastings32@bloomberg.netبريطانيا بحاجة إلى ملك حتى لو كان تشارلز الثالث
حرص الملايين في جميع أنحاء العالم صباح أمس السبت على تشغيل شاشاتهم لمتابعة ملك إنجلترا وزوجته العجوزين، تحملهما عربة مُجلجلة متجهين إلى كنيسة "ويستمنستر آبي"، حيث جرت مراسم تتويجهما بشكل أكبر بكثير مما تبرره المكانة العصرية لبلدهما. فالعائلة المالكة تشكّل ركيزة متأصلة لا يزال لها بريقها اللامع في بريطانيا، شأنها شأن المسلسل المذهل الذي يمس جوانب الحياة الاجتماعية في البلاد.قد يرجّح قول ساخر أن يؤدي غياب ميغان، دوقة ساسكس، عن حفل التتويج، إلى تقليل عدد مشاهدي التلفاز قليلاً. لو كانت ميغان حضرت، لتوافد بعض الناس ليراقبوا ما إذا كانت زوجة الأمير هاري الأميركية ستقدم سريعاً على إحداث خلاف، أو ما إذا كان أحد أفراد العائلة المالكة قد يريد الانتقام بسبب كل الحزن الذي سببته لهم اعتداءاتها اللفظية.كما جرت العادة، فإن الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث، "الاحتياطي" كما يطلق على نفسه في عنوان سيرته الذاتية الأكثر مبيعاً، سيحضر الحفل، ولكن بعد ذلك يسارع إلى منزله الجديد في كاليفورنيا، حيث يشعر هو وميغان بأنهما أكثر قيمة فيه مما هما عليه في بريطانيا. قبل أن يسافر، سيُكرم الجمهور في جميع أنحاء العالم بشكل مذهل، كما هي الحال بالنسبة إلى البريطانيين البارعين بشكل أفضل من أي أحد، من خلال عروض الحرس الملكي وسلاح الفرسان المُجلجل والأثواب والجواهر والمواكب والفرق، وهي المظاهر التي تثير أكثر المشاعر المؤيدة للنظام الجمهوري.حتى بعض هؤلاء البريطانيين الذين يشعرون بالحرج من كل الضجة حول تحول أمير ويلز العجوز فظ الطباع وحبيبته لفترة طويلة إلى كونهما الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا قد يسترقون النظر لمتابعة الاحتفال. وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الأمة، فقد كان هذا أمراً رائعاً أن نرى عرضاً احتفالياً يبعث في قلوبنا الفرح، حتى لو لم نشترِ الهدايا التذكارية المبتذلة.بعد عقود من التغطيات الإعلامية المفصلة لتشارلز غريب الأطوار، وخاصةً فيما يتعلق بزواجه السابق من الأميرة ديانا والذي انتهى بكارثة، هناك اليوم موجة من التوق بين العامة لتحقيق النجاح في عهده. فنحن نتطلع إلى السرور معه. وبشكل غير متوقع، يبدو أنه يعرض على الأقل إمكانية اتباع خطى والدته واعتباره حصناً للاستقرار في بلد يعاني من أزمة ثقة منذ أمد طويل.لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟بقلم: Max Hastings
تلويح بوتين بالسلاح النووي يجعل الخيال ممكناً
هل يستطيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط قنبلة نووية أو إطلاق العنان للسلاح النووي في أوكرانيا؟ يمكننا تصوُّر الأمر. كان من الرائع طرح مثل هذا السؤال على أي زعيم وطني في العالم قبل خمس سنوات.خلال معظم فترات الحرب الباردة، سيطرت أطياف "هرمغدون" (حرب الفناء) على كوابيس رجال الدولة وشعوبهم. مع ذلك عشنا خلال العقود الثلاثة الماضية كأن الأسلحة النووية لم تعُد موجودة، فقد أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بياناً مشتركاً مفاده أنه "لا يمكن الانتصار في حرب نووية، ويجب عدم خوضها أبداً"، وهو ما بدا إشارةً نحو عالم أقلّ رعباً بكثير.بدلاً من ذلك، كنا قلقين بشأن قضايا الإرهاب، والتغير المناخي، والشرق الأوسط، والطاقة، والهجرة الجماعية.. وإذا كانت البشرية تتمتع بروح الدعابة، فسنضحك بشدة على الطريقة التي قلب بها بوتين توقعات معظم علماء المستقبل بالأمس.بوتين يطلق عصراً جديداً من انتشار التسلح النوويبقلم: Max Hastings
"ثمن هتلر"..كيف أصبحت ألمانيا الحلقة الأضعف أوروبياً في الأزمة الأوكرانية؟
دفع الغزو المحتمل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا الولايات المتحدة وبريطانيا إلى اتخاذ خطوات ردع عسكري، لكنَّ الأمر ولّد أزمة موازية للدولة المهيمنة في أوروبا.توجه المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز إلى موسكو يوم الثلاثاء، في محاولة لوقف حالة الطوارئ، لكنَّ الزيارة لم تحقق الكثير بخلاف الدعوة لعودة محادثات السلام المحتضرة في مينسك، وطرفة هزيلة حول فترة ولاية بوتين المتوقَّعة.أصدر "شولتز" الأسبوع الماضي رداً متأخراً للإيحاء بأنَّ غزو أوكرانيا سيعرّض للخطر خط أنابيب الغاز الجديد "نورد ستريم 2"، الذي سينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا متجنباً الأراضي الأوكرانية، وهو أمر ذو أهمية اقتصادية كبيرة لموسكو، لكن من المشكوك فيه هو أنَّ أي شخص، لا سيما "بوتين"، اعتقد أنَّ "شولتز" كان جاداً، فنظراً لاعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية، من شبه المؤكد أنَّ الحكومة الألمانية ستسعى إلى تقارب سريع، بغضِّ النظر عن الإجراءات قصيرة المدى التي قد تطبقها برلين لمعاقبة موسكو.اقرأ أيضاً: ألمانيا تلمح إلى استهداف "نورد ستريم 2" إذا غزت روسيا أوكرانيامن دون شك، يُمثّل هذا الأمر تحولاً تاريخياً استثنائياً، بعدما كان يُنظر إلى الألمان لمدة 2000 عام على أنَّهم أكثر الشعوب العسكرية رعباً في العالم. كل ما عليك هو تأمل عبارة "تاسيتوس"، الذي أعجب به أدولف هتلر كثيراً، أو عبارة منسوبة إلى الثوري الفرنسي ميرابو تقول: "الدول الأخرى تمتلك جيشاً، وفي بروسيا جيش يملك دولة".بقلم: Max Hastings