لماذا تنعكس السوق الهابطة سلباً على الأسهم والسندات؟
تشهد السوق الهابطة للأصول المالية مرحلة من التقلبات المتأججة خلال الأشهر الأخيرة، حيث أظهرت بعض العلامات تراجعاً واضحاً.تراجع مؤشر "مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" (MSCI) للأسهم العالمية من أعلى مستوى بَلَغَهُ خلال الخريف الماضي بنسبة 22%، كما تراجعت أسهم الأسواق الناشئة بنحو 30% منذ ارتفاعها في أوائل العام الماضي. ولكن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو مدى سوء أداء الأصول الأخرى وتراجعها في نفس الوقت، وخاصة السندات الحكومية وسندات الشركات. حيث فقدت مؤشرات سندات الخزانة الأميركية التي تعود إلى 7- 10 سنوات، كما هوت ديون الشركات ذات الدرجة الاستثمارية بحوالي 10% و13% على التوالي خلال هذا العام.طالع المزيد: كيف نتصرف بعدما باتت السوق هابطة؟على الرغم من ذلك، لا يزال أداء الأصول الأميركية أفضل بكثير من الأداء المؤسف لنظرائها في أوروبا. فمن غير المعتاد أن يكون أداء كلٌّ من الدخل الثابت والأسهم سيئاً للغاية في الوقت نفسه. منذ أواخر التسعينات، كانت أسعار الأسهم والسندات مرتبطة بشكلٍ عكسيّ: إذا تراجعت الأسهم، مالت السندات إلى الارتفاع. فماذا حدث؟أكبر فقاعة ماليةكتبتُ في مقالٍ نُشِرَ في فبراير 2021، أن الاحتياطي الفيدرالي قد تسبّب بأكبر فقاعة مالية شهدها التاريخ لأنّها شملت كل شيء. وزعمتُ أن استمرار الضغوط التضخمية المتزايدة قد تنفجر في نهاية المطاف داخل هذه الفقاعة مع اضطرار بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية إلى التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة. وكان ينبغي أن أذكر أيضاً أنّ التقييم العام لمعظم محافظ الأوراق المالية التقليدية، التي تحتوي على مجموعة مختارة من السندات والأسهم، بلغ أعلى مستوى له في التاريخ دون أي شكّ. وقد أخذت التقديرات تواصل ارتفاعها من أي وقت مضى مع تحرّكات البنوك المركزية خلال العقدين الماضيين لخفض مستويات التضخم، إلى جانب التدابير الاستثنائية التّي اتّخذتها في التوقيت الخاطئ، إثر انتشار جائحة كورونا.اقرأ أيضاً: هل ربحية الشركة مفتاح صمودها في السوق الهابطة؟تعثّر النموّيمكن تفسير كلّ هذه التطورات الأخيرة بطريقة مبسّطة وواضحة جداً: أخذ التضخم يتسارع بوتيرةٍ فاقت توقعات الناس، وبخاصة محافظي البنوك المركزية. حيث أخذ التضخم الجامح يلتهم النمو الحقيقي. ومع إدراك البنوك المركزية ضرورة تضافر جهودهم لكبح جماحه - وربما أكثر من ذلك بكثير، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال الأسبوع الماضي كما فاجأ البنك الوطني السويسري الجميع برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس - فمن شبه المؤكد أن يتعثّر النمو أكثر . يُشكّل تزايد نسبة التضخم وارتفاعه من جهة، وانخفاض النمو وتراجعه من جهة ثانية، مزيجاً ساماً لكلّ من السندات والأسهم بعد أن كانت تقديراتها مرتفعة.التقلب يضرب سوق السندات مع الاعتماد على البيانات في تحديد مسار "الفيدرالي"بقلم: Richard Cooksonمورغان ستانلي
116.49 USD+0.52
مورغان ستانلي
116.49 USD+0.52