بلومبرغ
كشفت أحدث ملفَّات اللجان السياسية للرئيس السابق دونالد ترمب لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية أنَّها جمعت 50.5 مليون دولار في النصف الأول من العام. وانتهت في شهر يونيو من إيداع إجمالي مبلغ قيمته 101.9 مليون دولار في البنك.
استفادت أوضاع ترمب المالية السياسية في فترة ما بعد الرئاسة من مبلغ يزيد قليلاً عن 31 مليون دولار، قام بجمعها في العام الماضي بعد خسارته لانتخابات 2020، عندما ادَّعى أنَّه بحاجة إلى المال للطعن في نتائجها. وأنفقت حملة ترمب 8.6 مليون دولار فقط لطعن النتائج.
قام ترمب بجمع الأموال لصالح لجنة "أنقذوا أمريكا" (Save America)، وهي أبرز اللجان السياسية التي أسسها، ولصالح حملته الرئاسية من خلال لجنتين مشتركتين لجمع التبرعات. وجمعت واحدة من اللجنتين، "ترمب اجعل أمريكا عظيمة مرَّة أخرى"، حوالي 29.8 مليون دولار في الأشهر الستة المنتهية في يونيو، وقامت بتحويل 53.8 مليون دولار إلى "أنقذوا أمريكا"، و 6.9 مليون دولار إلى اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
82 مليون دولار
كذلك وصل المجموع الكلي لما جمعه ترمب من مبالغ التبرعات الجديدة، ومن تحويلات أموال العام الماضي إلى 82 مليون دولار، ليستشهد الرئيس السابق بهذا المبلغ على استمرار دعم الكثيرين لسياساته، وفقاً لبيان صادر عن لجنة "أنقذوا أمريكا". وقال ترمب: "يجب أن يكون لدينا مدافعون عن "أجندة أمريكا أولاً"، الخاصة بخفض الضرائب، وتقليل عدد اللوائح، ودعم "التعديل الثاني"، والتأمين القوي للحدود، وتكريم محاربينا، والتصدّي بصرامة للجريمة".
ويُمكن أن تتبرَّع لجنة "أنقذوا أمريكا"، التي انتهت شهر يونيو بجمع أكثر من 90 مليون دولار في البنك، بما يصل إلى 5000 دولار لحملات الكونغرس لكل انتخابات، إلا أنَّه لم يستفد أي من مرشحي الكونغرس الـ 19، الذين صادق عليهم ترمب، بتلقّي تبرع من اللجنة حتى 30 يونيو. كما أظهرت ملفَّات لجنة الانتخابات الفيدرالية أنَّ لجنة حملة ترمب السياسية، التي أعيد تسميتها منذ ذلك الحين باسم "ترمب اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" لم تساهم فيها أيضاً.
مرشح واحد
لكن فتح ترمب خزائنه في شهر يوليو لمرشح واحد على الأقل، وهو ممثِّل ولاية ألاباما مو بروكس، الذي ساعد في قيادة تحدي أصوات المجمّّع الانتخابي المعتمدة قانوناً، وهو مرشح ترمب في عام 2022 ليحلَّ محل السيناتور المتقاعد ريتشارد شيلبي. أصدر بروكس بياناً صحفياً أعلن فيه أنَّ اللجنة السياسية لإدارة ترمب قدَّمت له الحد الأقصى من المساهمة.
وقد يحتاج بروكس إلى مساعدة ترمب، بعدما جمعت كاتي بريت، رئيسة موظفي شيلبي السابقة والمرشحة للمقعد حالياً، مبلغ 2.2 مليون دولار في الربع الثاني، أي أكثر من ضعف المبلغ المُقدَّر بـ 824.056 دولاراً الذي جمعه بروكس.
إلى ذلك، يُشجِّع الرئيس السابق أنصاره على دعم المرشحين الموالين له ومعارضة أصحاب المناصب من الحزب الجمهوري الذين صوتوا لعزله، أو إدانته بسبب دوره في 6 يناير عندما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي لوقف فرز المجمع الانتخابي للأصوات التي كانت لصالح الرئيس جو بايدن.
بموجب القانون الفيدرالي، يواجه ترمب قيوداً أقل حول كيفية استخدام الأموال التي جمعتها لجنة "أنقذوا أمريكا" مقارنة بالأموال التي يقوم بجمعها لحملة ما، التي
لا يُمكن تحويلها إلى استخدامه الشخصي. ولا تواجه أموال اللجان السياسية مثل هذه القيود.
يُمكن أن يستخدم ترمب الأموال أيضاً لتمويل الدعاوى القضائية المختلفة التي يرفعها، فقد أعلن ترمب مع لجنة "أنقذوا أمريكا" اعتزامه مقاضاة "فيسبوك"، و"تويتر"، و"غوغل" التابعة لـ"ألفابيت"، ورؤسائها التنفيذيين، في مؤتمر صحفي بتاريخ 7 يوليو، في نادي ترمب الوطني للغولف بمنطقة بيدمينستر في نيوجيرسي. وتسعى الدعاوى القضائية إلى استعادة حساباته الموقوفة من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الحصول على تعويضات للضرر المعنوي.
في غضون ذلك، تبرَّعت لجنة "أنقذوا أمريكا" في شهر يونيو بمليون دولار إلى معهد "أمريكا فيرست بوليسي إنستيتيوت"، وهو مركز الأبحاث الذي يُروِّج لأجندة ترمب السياسية، وانضمَّ إليه في الإعلان عن دعواه ضد منصَّات وسائل التواصل الاجتماعي.