بلومبرغ
يمتلك ديمتري ريبولوفليف كلَّ ما يحتاجه الأشخاص فاحشي الثراء. فقد اشترى شقة فخمة في مانهاتن لابنته، ويمتلك فريق كرة قدم أوروبي، وتحفاً فنية باهظة الثمن، وبالطبع العديد من اليخوت.
ولكن في هذا العصر المذهّب الجديد، يوجد دائماً مكان للمزيد من الترف.
"سكوربيوس"
فقد استلم الملياردير الروسي لتوِّه يخت السباقات "سكوربيوس" البالغ طوله 43 متراً بتكلفة 20 مليون دولار، والذي استغرق بناؤه أربع سنوات، بحسب مصدر مطلع.
سُمِّيَ هذا اليخت تيمناً بالجزيرة اليونانية الخاصة التي استضافت حفل زفاف قطب الشحن البحري أرسطو أوناسيس من جاكي كنيدي عام 1968، وهي الجزيرة نفسها التي كانت إيكاترينا، ابنة ريبولوفليف قد اشترتها عام 2013 من خلال صندوقها الائتماني مقابل 153 مليون دولار.
وتقدم هذه الصفقة مثالاً آخر على الطريقة التي ينفق فيها الأشخاص فاحشو الثراء مبالغ طائلة على القصور الفخمة والتحف الفنية واليخوت الخارقة، حيث وردت تقارير تفيد أن مؤسس "أمازون" جيف بيزوس وستيفن سبيلبرغ يخططان أيضاً لشراء قوارب جديدة.
الإنفاق على السلع الفاخرة
وفي هذا السياق، يُتوقع أن يستمر الإنفاق على السلع الفارهة بعد أن ازدادت ثروات أغنى 500 شخص في العالم بقيمة إجمالية صافية بلغت 1.8 تريلون دولار في العام الماضي، بحسب مؤشر أصحاب المليارات من بلومبرغ.
تعليقاً على ذلك، قال ريتشارد لامبيرت، الشريك الرئيسي ومسؤول المبيعات في شركة "بورغيس" اللندنية لسمسرة اليخوت: "توجد ثقة بالسوق".
وأضاف "بالنسبة للعديد من المالكين، هم يفكرون أن الحياة قصيرة.. فلنقم بذلك ولنستغل الحياة لأقصى حدّ".
نزاع قضائي
تأتي صفقة شراء اليخت الجديد بعد سنوات صاخبة عاشها ريبولوفليف الذي دخل في نزاعٍ طويل مع تاجر تحف فنية على خلفية صفقة بمليارات الدولارات.
إذ كان ريبولوفليف قد رفع في عام 2015 دعوى قضائية ضد إيف بوفييه في موناكو، متهماً تاجر التحف الفنية السويسري بتكبيده حوالي مليار دولار إضافي فوق السعر الحقيقي لعشرات اللوحات لليوناردو دافنشي ورينيه ماغريت وغيرهم.
وكان بوفييه ومحاموه قد أجابوا باستمرار أن الأخير لم يعمل قط كوسيط لريبولوفليف ولا يدين له بأي مسؤولية ائتمانية وأن الملياردير الروسي كان مجرد زبون متكرر يبدي استعداداً لدفع أسعار مرتفعة.
وكان قاضٍ في موناكو قد ردّ الدعوى الأولى في نهاية عام 2019، فيما أعلن المدَّعون في جنيف عزمهم إغلاق التحقيق في الاتهامات بالاحتيال التي تقدم بها ريبولوفليف.
من ناحية أخرى، يواجه ريبولوفليف البالغ من العمر 54 عاماً تحقيقاَ جنائياً في سويسرا للاشتباه بتورطه بشكل غير قانوني في التسبب بتوقيف بوفييه في موناكو عام 2015، بحسب ما أفادت به بلومبرغ في أبريل.
وقد أعلن متحدث باسم مكتب المدعي العام السويسري أن التحقيق لا يزال جارياً.
ورداً على طلب التعليق على التحقيق، أشار متحدث باسم ريبولوفليف إلى تصريح سابق صادر عن محامي الملياردير كان قد نفى فيه بشدة أن يكون موكله قد ارتكب أي مخالفة.
من جهته، رفض بوفييه التعليق عند نشر تقرير بلومبرغ عن التحقيق واكتفى بالقول إنه لم يكن جزءاً منه.
دعوى ضد "سوذبيز"
وكانت الشركات الائتمانية التابعة لريبولوفليف قد رفعت أيضاً دعوى ضد دار مزاد "سوذبيز" في عام 2018 على خلفية القضية نفسها.
ويتهم ريبولوفليف بوفييه بالكذب عليه فيما يخصُّ أسعار اللوحات، وبالاستحواذ على الفارق بالسعر، كما يتهم "سوذبيز" بإتاحة ذلك عمداً بما أنها كانت على علم بالمبلغ الذي دفعه بوفييه للبائعين.
وقال متحدث باسم ريبولوفليف إن القضية لا تزال مستمرة، فيما لم تجب "سوذبيز" على طلب التعليق المرسل إليها بالبريد الإلكتروني.
فريق "موناكو"
كان الملياردير الروسي قد تصدر عناوين الأخبار في عام 2011 بعد أن اشترى حصة مهيمنة في فريق موناكو لكرة القدم، وتمكن الفريق أثناء امتلاكه له من الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي في موسم 2016- 2017.
كذلك، حظي طلاق ريبولوفليف من زوجته إيلينا بتغطية واسعة. إذ تم النظر في قضية انفصال الثنائي اللذين تزوجا في عام 1987 فيما كانا لا يزالان طالبين في كلية الطب في مدينة بيرم الروسية، أمام ست سلطات قضائية ونتجت عنه سنوات من الأحقاد.
وفي عام 2014، منح قاضٍ سويسري إيلينا 4.5 مليار دولار إلا أن الثنائي عادا وتوصلا إلى تسوية على مبلغ أقل بكثير.
ثروة ضخمة
تقدر ثروة ريبولوفليف بـ10.9 مليار دولار بحسب مؤشر بلومبرغ للأثرياء.
وهو كان قد جمع معظم ثروته من بيع حصصه في شركتين روسيتين لإنتاج الأسمدة مقابل أكثر من 7 مليارات دولار قبل عقد من الزمن.
ريبولوفليف الذي تخرج من الجامعة عام 1990، عمل في غرفة طوارئ محلية في بيرم، ثمّ حصل على رخصة وساطة وافتتح شركة تداول.
استثمر في شركة "أورالكالي بي جي أس سي" المختصة بصنع البوتاس في التسعينيات، ثمّ استحوذ على حصة 80% فيها، محولاً الشركة إلى واحدة من أكبر منتجي البوتاس في العالم.
كما امتلك حصة بنسبة 20% في شركة "أو أي أو سلفينيت" التي تنشط في المجال نفسه.
وباع ريبولوفليف حصته في "أورالكالي" لكونسورتيوم بقيادة الملياردير الروسي سليمان كريموف عام 2010، كما تخارج أيضا من أسهمه في "سلفينيت". ثمّ انتقل في العام نفسه إلى موناكو حيث يعيش حالياً.
اقتناء اليخوت
يذكر أن ريبولوفليف يمتلك بالفعل يختين ضخمين للرحلات البحرية السياحية؛ كان قد اشترى أولهما الذي يبلغ طوله 67 متراً قبل حوالي 15 سنة، واستلم الثاني "آنا" البالغ طوله 110 أمتار من حوض بناء السفن الهولندي "فيدشيب" عام 2018.
وقبل عام من ذلك اشترى أول يخت سباقات له، وهو مركب يبلغ طوله 17 متراً يحمل اسم "سبارتي".
أمّا اليخت الجديد فهو أطول بمرتين ومزود بسارية من الكربون مصممة تحت الطلب، بحسب مصدر مطلع على المسألة طلب عدم الكشف عن هويته بسبب خصوصية المعلومات.
كان اليخت قد بني في فنلندا بتصميم خارجي مستوحى من الميثولوجيا اليونانية، وفق المصدر. ورفض متحدث باسم شركة "نوتورز سوان" التي بنت اليخت الإدلاء بتعليق.
وقال ريبولوفليف في مقابلة مع مجلة شركة "نوتورز سوان" عام 2019 "ربما لا توجد أي رياضة أخرى تمنحك هذا الشعور بالحرية والحيوية العاطفية" في إشارة إلى سباقات اليخوت. وأضاف "هنا، كما الحال في مجال الأعمال، عليك أن تتخذ قرارات سريعة".