بلومبرغ
تبرَّعت ماكنزي سكوت، المليارديرة المحبة للأعمال الخيرية، وزوجة جيف بيزوس السابقة بـ2.7 مليار دولار لصالح مجموعة متنوعة من المؤسسات الخيرية، وفقاً لما كتبته في منشور على مدوَّنتها الخاصة. وبعد تبرُّعها الأخير وصل إجمالي تبرُّعاتها منذ أوَّل دفعة لها في شهر يوليو 2020 إلى 8.5 مليار دولار.
وهزَّت "سكوت"، التي يبلغ عمرها 51 عاماً، عالم العمل الخيري العام الماضي من خلال نهج وحجم العطاء الذي تقدِّمه. وقدَّمت هذه المرة تبرعات لـ286 منظمة، بداية من مسرح "ألفين أيلي للرقص الأمريكي" وصولاً لصناديق الاستثمار في الأسهم العرقية، التي تدعم مشروعات تخدم الأقليات، في مجالات العمل الخيري والصحافة.
وتعدُّ هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها عن تبرُّعات منذ أن تزوجت مرة أخرى من دان جيويت، مدرس مادة العلوم في مدينة سياتل.
كتبت سكوت في المنشور: "أنا و"دان"، وكوكبة من الباحثين، والإداريين، والمستشارين، نحاول جميعاً التخلي عن ثروة تحقَّقت من خلال الأنظمة التي تحتاج إلى التغيير". وتابعت: "نحن محكومون باعتقاد متواضع أنَّه سيكون من الأفضل لو لم تتركَّز الثروة غير المتكافئة في أيدي عدد قليل من الناس، وأنَّ أفضل الحلول يجري تصميمها وتنفيذها من قبل الآخرين".
ثراء عمالقة التكنولوجيا
أضاف أغنى 500 شخص في العالم 1.8 تريليون دولار إلى صافي ثروتهم المجمَّعة العام الماضي، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للأثرياء. وكانت الارتفاعات واضحة بشكل خاص في الولايات المتحدة وخاصة بين عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك "بيزوس"، أغنى شخص في العالم.
تبلغ قيمة ثروة "سكوت"، التي انتهى بها الأمر بحصولها على حصة 4% في شركة "أمازون" بعد طلاقها، حوالي 60 مليار دولار. وتأتي هذه القيمة من الثروة برغم تبرُّعاتها المستمرة، التي جعلتها بالفعل واحدة من أكثر فاعلي الخير على نحو متتابع في العالم.
ومن المحتمل أن تكون قد سجَّلت العام الماضي رقماً قياسياً لأكبر تبرُّع سنوي من قبل شخص على قيد الحياة. وجرت الإشادة بـ"سكوت" من قبل الخبراء، ونقَّاد العمل الخيري على حدٍّ سواء، ليس فقط لسرعة ونطاق العطايا؛ ولكن أيضاً نظراً لطبيعة اختيارها للمنظمات التي تقدِّمها لها، ومن بينها المؤسسات الصغيرة التي يتجاهلها المانحون الكبار عادة، وكذلك من أجل تقديم هذه العطايا دون ربطها بقيود معينة.
وقال إريك ستيغمان، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة الأمريكيين الأصليين في العمل الخيري": "من المهم أن نلاحظ أنَّها كتبت أيضاً شيكات إلى هذه المنظمات، تاركةً مصالحها الخاصة جانباً، ومتخلِّيةً عن السلطة في المنظمات التي تموِّلها". وتأتي هذه المؤسسة من بين عدد محدود من المنظمات الأمريكية الأصلية التي تبرَّعت "سكوت" لها في هذه الجولة من التبرع.
انتقادات نادرة
تلقَّت مجموعة "باليت هيسبانيكو" أموالاً من "سكوت" من خلال هذه الدفعة الأخيرة. وقال إدواردو فيلارو، الرئيس التنفيذي، إنَّ طبيعة التبرُّعات غير المقيَّدة كانت مهمة لمنظمته. وأوضح أنَّ التبرع أكبر قليلاً من ميزانية التشغيل السنوية، وأكبر تبرع جرى تلقيه في تاريخها الذي يزيد عن 50 عاماً. وجرى إبلاغ "فيلارو" بالتبرع منذ حوالي شهر عندما تلقَّى مكالمة هاتفية فجأة من أحد الممثِّلين لـ"سكوت".
يتذكَّر "فيلارو" الشخص الذي قال له: "السيد "فيلارو" نحن نحب ما تفعله أنت والمنظمة"، "ونود أن نقدِّم لك هذا التبرع". وجرت إحالة " فيلارو" إلى مجموعة "بريدجسبان"، وهي شركة استشارات للعمل الخيري تعمل "سكوت" معها لتقديم المنح والمتابعة. وبرغم ذلك مايزال لدى "سكوت" منتقدوها.
ولكن ماريبل موري، مؤرِّخة الأعمال الخيرية والمديرة التنفيذية في معهد ميامي للعلوم الاجتماعية تقول، إنَّ العشوائية الظاهرة في كيفية اختيارها للمنظمات ليست جيدة. وتلفت "موري" إلى أنَّها تتمنَّى أن تكون "سكوت" أكثر شفافية بشأن كيفية اختيار المستفيدين، خاصة حين النظر إلى أهمية التبرعات. وتقول: "يستحق الرأي العام أن يعرف كيف ولماذا تحصل بعض المنظَّمات على هذه التبرُّعات."
زاد "جيف بيزوس" ، الذي تبلغ ثروته 196 مليار دولار، من تبرُّعاته منذ انفصالهما. وخصص 10 مليارات دولار لمكافحة تغيُّر المناخ العام الماضي، وتبرَّع حتى الآن بمبلغ 791 مليون دولار. كما أنَّه يخطط للذهاب في رحلة إلى الفضاء لأوَّل مرة الشهر المقبل.