بلومبرغ
ساهم أحد أقدم صناديق الاستثمار الخاصة في أوروبا بإنشاء ثروة لكندي من خلال صفقة استثمارية ضخمة.
من المقرر أن تتجاوز ثروة ستيفان كريتييه، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "غاردا وورلد سيكيوريتي" (Garda World Security)، 2.6 مليار دولار بمجرد إتمام شركة "بي سي بارتنرز" (BC Partners)، ومقرها لندن، لصفقة بيع حصتها المسيطرة في شركة الخدمات الأمنية لصالح الإدارة. وتشمل ثروة كريتييه حصة قدرها 2.2 مليار دولار في "غاردا وورلد"، بجانب استثمارات شخصية بنحو 400 مليون دولار، بما فيها ملكيته لمصنعين للنبيذ في وادي نابا، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
وفي مقابلة، وصف كريتييه، البالغ من العمر 61 عاماً، هذا التطور بأنه "نمو هائل في الثروة".
الصفقة، التي تقدّر قيمة "غاردا وورلد" بنحو 13.5 مليار دولار كندي (9.7 مليار دولار أميركي) بما فيها الديون، ستمنح كريتييه حصة قدرها 58% في الشركة، بينما سيحصل بقية فريق الإدارة على 12% تقريباً. وستحتفظ شركة الائتمان الخاصة "إتش بي إس إنفستمنت بارتنرز" (HPS Investment Partners)، بجانب شركاء آخرين من مستثمري الأقلية مثل "أوك هيل أدفايزرز" (Oak Hill Advisors LP) و"ون إنفستمنت مانجمنت" (One Investment Management) و"بي سي بارتنرز" (BC Partners) بالحصة المتبقية البالغة 30%.
تاريخ "غاردا وورلد"
أسس كريتييه شركة "غاردا وورلد" في منتصف تسعينيات القرن الماضي برأس مال قدره 18 ألف دولار أميركي، حصل عليه عبر رهن منزله في مدينة لافال بمقاطعة كيبك الكندية. وأُدرجت الشركة في بورصة تورونتو للأوراق المالية عام 2003، وظلت مدرجة حتى عام 2012، حينما استحوذت عليها "أباكس بارتنرز" (Apax Partners LLP) وهي شركة أسهم خاصة مقرها لندن، وفق تقييم بلغ 1.1 مليار دولار كندي. ومنذ ذلك الحين، شهدت الشركة تغييرات متعددة في ملكيتها من قِبل مستثمري الأسهم الخاصة.
وتفخر "غاردا وورلد"، التي تضم 132 ألف موظف، بتحقيق عائد سنوي على الاستثمار بنسبة 30% منذ تحولها إلى شركة خاصة، بحسب كريتييه.
ويعتبر أنه "عند الحديث عن عمليات الاستحواذ القائمة على التمويل بالرافعة المالية، فإن هذه الصفقة حققت نجاحاً استثنائياً"، موضحاً أن قطاع الأمن "لا يُفترض به أن يكون مثيراً للاهتمام".
هيكل استثمارات كريتييه
يدير كريتييه، الكندي المقيم في دبي، أصوله الشخصية من خلال مكتب عائلي، ويمتلك استثمارات بقيمة 500 مليون دولار كندي تشمل عقارات سكنية، ومشاريع تجارية مثل شركة "فوسكر" (Vosker) الكندية التي توفر كاميرات مراقبة، إلى جانب مصنعي نبيذ "روى إستيت" (Roy Estate) و"فاين كليف" (Vine Cliff) في نابا.
ويفصح كريتييه: "أنا مستثمر في بعض من أرقى المشاريع العالمية، وهذا الأساس هنا،"، مضيفاً أن بعض أصوله معروفة في منطقة بورغندي الفرنسية، مشيراً إلى العلامات التجارية الكبرى المختصة بصناعة النبيذ.
نفذت "غاردا وورلد" نحو 20 عملية استحواذ كبيرة عبر تاريخها، لكنها توقفت عن السعي وراء الصفقات الكبرى بعد فشل محاولة استحواذ على شركة "جيه 4 إس" (G4S Plc) عام 2020. وأوضح كريتييه أنه تخلى عن هدفه السابق بجعل "غاردا وورلد" الشركة الأمنية الأكبر على مستوى العالم، ويصب تركيزه الآن على نمو القطاعات الأربعة العالمية للشركة.
تظل "غاردا وورلد سيكيوريتي" المتخصصة في الخدمات الأمنية المصدر الأساسي للإيرادات، إلا أن منصة إدارة النقد "سيزامي" (Sesami)، ونظام المراقبة "إكام سيكيور" (EcamSecure)، وخدمة الحماية "كرايسيس 24" (Crisis24) تشهد نمواً سريعاً. وساهمت الشراكة مع "بالانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies) في تمكين الشركة من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لتصريحات كريتييه.
واستطاعت "كرايسيس 24" تحقيق إيرادات بلغت 436 مليون دولار كندي خلال خمسة أعوام فقط، وأصبحت تخدم حالياً بعضاً من أثرى العائلات حول العالم. وينوّه كريتييه: "نحن نعمل وكأننا وكالة استخبارات مركزية (CIA) خاصة".
وحققت الشركة إيرادات 6 مليارات دولار كندي، مع أرباح تشغيلية تجاوزت مليار دولار كندي في العام المالي 2024.
خطط "غاردا" المستقبلية
يكشف كريتييه أن "غاردا وورلد قد تقوم في المستقبل بفصل إحدى وحداتها الرائدة عالمياً، وإشراك مستثمرين من القطاع الخاص أو إدخال مستثمر استراتيجي، بهدف زيادة قيمتها. هذا هو هدفنا المستمر، إيجاد طرق لخلق قيمة مضافة بأي طريقة ممكنة".
وأضاف أنه يفضل التعاون مع شركات الأسهم الخاصة، ولا ينوي شراء الحصة المتبقية البالغة 30% التي تملكها هذه الشركات حالياً.
يسعى كريتييه إلى الحفاظ على ثقافة ريادة الأعمال داخل شركته، على غرار ما قام به ألان بوشار، مؤسس "أليمونتاشن كوش تارد" (Alimentation Couche-Tard)، وهو أحد المليارديرات الكنديين، مع إمبراطورية متاجر التجزئة الخاصة به. وأوضح أن بوشار هو صديق ومرشد له، يسافر معه ويتبادلان الأفكار.
وأضاف: "إنه يمتلك ما أسميه غريزة النجاح والانضباط، ولديه خطة تشغيلية واضحة، وهذا ما نسعى إلى تكراره في كل مجال من مجالاتنا".