بلومبرغ
أرجأ الشيخ علي آل مكتوم، الذي يقول إنه على صلة قرابة بحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خطته لافتتاح مكتب عائلي في هونغ كونغ بعد أيام معدودة فقط من الكشف عن عزمه توسعة أعماله في المركز المالي الآسيوي.
يأتي قرار الشيخ علي -الذي يزعم انتمائه لعائلة آل مكتوم- بعدما كان من المقرر افتتاح مكتبه العائلي رسمياً في المدينة يوم الخميس، بحسب بيان صادر عن غرفة هونغ كونغ والشرق الأوسط للأعمال (HKMEBC).
أوضح بيان أُرسل في وقت متأخر من يوم الأربعاء عبر "واتساب"، أن الشيخ علي يحتاج إلى "التعامل مع مستجدات عاجلة في دبي"، على أن يجري الإعلان لاحقاً عن موعد افتتاح المكتب الجديد.
يأتي هذا التحول المفاجئ تزامناً مع تكثيف هونغ كونغ جهودها لجذب مزيد من المكاتب العائلية، التي تتمتع بتأثير كبير على حياة وثروات الأغنياء. وكان الشيخ أحد الضيوف البارزين في المجموعة المميزة التي حضرت على شرف أسبوع الفعاليات المالية الضخمة في المدينة، كما التقى أنذاك بالرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، جون لي، وفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
اقرأ المزيد: شيخ إماراتي يفتتح مكتباً في هونغ كونغ لإدارة نصف مليار دولار
قال متحدث باسم حكومة هونغ كونغ إنها لن تعلق على "أنشطة تجارية فردية"، فيما لم تستجب قنصلية الإمارات فوراً لطلبات التعليق.
استثمارات بـ500 مليون دولار
كشف الشيخ علي آل مكتوم، في مقابلة مع بلومبرغ الأسبوع الماضي، أنه يخطط لإنشاء مكتب عائلي يدير 500 مليون دولار في المركز المالي الآسيوي، مع التطلع للاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية والتكنولوجيا المالية. وأشار إلى أن التوجه لافتتاح المكتب جاء بعد زيارته للمدينة في ديسمبر. هذا ولم يتسنّ تحديد حجم ومصدر ثروة الشيخ علي فوراً، ولا حتى التأكد من مدى علاقته بالأسرة الحاكمة في دبي.
وقبل ساعات معدودة من تأجيل خطة افتتاح المكتب، شارك الشيخ علي يوم الأربعاء في جلسة حول "العمل الخيري وتراث الثروة"، ضمن أعمال قمة "الثروة من أجل الخير" (Wealth for Good Summit)، وهي من أكبر الأحداث الخاصة بالمكاتب العائلية وتستضيفها حكومة هونغ كونغ. كما شارك فيها كل من أنابيل سبرينغ، الرئيسة التنفيذية لقسم الخدمات المصرفية الخاصة والثروات العالمية في بنك "إتش إس بي سي" (HSBC)، وروبرت روزين المدير في مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" (Bill & Melinda Gates Foundation). وانضم الشيخ علي أيضاً إلى قمة "عالم واحد" (One Earth) يوم الإثنين، إلى جانب مسؤولين حكوميين في هونغ كونغ ومديرين تنفيذيين للشركات الدولية.
هونغ كونغ واستقطاب الثروات
تسعى هونغ كونغ إلى جذب مزيد من أصحاب الثروات وتشجيعهم على افتتاح مكاتب عائلية فيها، مع توفيرها حوافز تشمل مزايا ضريبية. ويستهدف الرئيس التنفيذي لمدينة هونغ كونغ إقناع أكثر من 200 مكتب عائلي، ممن يملكون أصولاً تقدر بـ240 مليون دولار هونغ كونغ (31 مليون دولار أميركي)، بتأسيس عمليات جديدة أو توسعة عملياتهم الحالية بحلول نهاية 2025. وكجزء من حملة الترويج واستقطاب الاستثمارات، زار "لي" الرياض وأبوظبي على رأس وفد رفيع المستوى خلال العام الماضي، في رحلة استمرت أسبوعاً، ضمن الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف. كما استعان قادة المدينة في نوفمبر بأباطرة العقارات للمساعدة في جذب مزيد من الشركات.
ختاماً، عبّر كريستوفر هوي، وزير الخدمات المالية والخزانة في هونغ كونغ، خلال مقابلة مع بلومبرغ يوم الثلاثاء عن ثقته بتحقيق الهدف الخاص باستقطاب الاستثمارات إلى المدينة، كاشفاً أن بلاده وقّعت اتفاقية مع دبي لتنسيق تأسيس مكاتب عائلية بالمدينة.