بلومبرغ
يعرِف أنغوس كيلي الصفقة عندما يرى واحدة. و قام الرئيس التنفيذي لشركة تأجير الطائرات "إيركاب" بأكثر خطواته جرأة حتى الآن في حياته المهنية التي امتدت لأكثر من عقدين، عندما وافق في 10 مارس على شراء أعمال تأجير الطائرات العائدة لشركة جنرال إلكتريك.
وتضاعف الصفقة حجم شركته، التي هي بالفعل أكبر مؤجر للطائرات في العالم، من خلال الاعتماد على دليل عمل مألوف، وهو الانقضاض على أصل مالي قيم من مالكه الذي لا يستخدمه كثيراً بعد الآن، أو يرغب في تقليل المخاطر المالية.
وهذا ما نجح به كيلي بالفعل في عام 2014، عندما اشترى شركة تأجير الطائرات التابعة لشركة "إيه آي جيه"، حيث خرجت شركة التأمين العملاقة من أزمة انهيار بعد الأزمة المالية وكانت بحاجة إلى تقليص حجمها.
تكمن شهية كيلي لصفقة أخرى مفعمة بالحيوية في تفاؤله بأنه بعد عام من النزيف، أصبحت صناعة الطيران جاهزة للانتعاش، وتمتلك شركة "إيركاب" الطائرات لنقل الناس مرة أخرى.
وقال كيلي في مقابلة بعد الإعلان عن الصفقة التي تبلغ قيمتها 24 مليار دولار نقداً إضافة إلى 111.5 مليون سهم:
الآن هو الوقت الذي يجب أن نبحث فيه عن فرصة لأن هناك مؤشرات على أن الصعود الحتمي في قطاع الطيران قادم
تطور لافت
وفي تطور غيّر مصير الشركة، تعيد الصفقة جمع الأصول التي كانت موجودة تحت سقف واحد قبل ثلاثة عقود. وظهرت شركتا "إيركاب" و"جيكاس"، كأعمال تمويل الطائرات لشركة جنرال إلكتريك، من بقايا شركة "غينيس بيت أفييشن" الأيرلندية، التي كانت فيما مضى أكبر مؤجر للطائرات في العالم، لكنها انهارت بشكل فعال بعد تراجع قطاع الطيران، وأدت حرب الخليج الأولى في أوائل التسعينيات إلى غرق الاكتتاب العام المقترح لها.
وبصرف النظر عن التاريخ المشترك، قال كيلي، إن شركة "جيكاس" لديها نفس الانضباط في تجميع حافظة طائراتها، ما يساعد على عزلها عن الركود الوبائي الذي أصاب الجزء الأكبر من طائرات الجسد العريض.
أما من حيث القيمة، فسيتألف الأسطول المشترك من ما يقرب من 60% من الطائرات ذات الممر الواحد التي يسهل تسويقها بين شركات الطيران، إضافة إلى 56% من الطرازات الأحدث ذات الكفاءة في استهلاك الوقود.
أودفار هازي
يعد ستيف أودفار-هازي رائد صناعة تأجير الطائرات المعروفة اليوم، فهو من أنشأ شركة "إنترناشيونال ليس فاينانس" في السبعينيات وباعها إلى "إيه آي جيه" في عام 1990. وترك الملياردير الذي نصّب نفسه عراباً لهذه الصناعة شركة "آي إل إف جيه" في 2010 ومضى ليؤسس شركة "اير ليس كورب"، التي لا يزال رئيساً لها.
ووضع الوباء شركات تأجير الطائرات من أمثال "إيركاب" في دائرة الضوء، حيث تسعى شركات الطيران بشكل متزايد إلى شريك، لتمويل طائراتها، وهو عرض يربح فيه الجميع عندما تكون الأعمال مزدهرة، ولكنه قد يثقل كاهل شركات الطيران بتكاليف إيجار باهظة عندما يخف النشاط ويتم تخزين الطائرات، كما هو الحال في العام الماضي.
العودة إلى التحليق
رغم أن كيلي قال إنه متفائل بشأن التعافي، لكنه لا يتعجل وضع طلبات شراء طائرات جديدة، و يركز بدلاً من ذلك على تسليم الطائرات الموجودة إلى عملائه من شركات الطيران. ومع مرور الوقت، قد تدرس "إيركاب" إضافة المزيد من طائرات "بوينغ 737 ماكس"، على حد تعبيره.
ولا يخلو هذا الرهان الجريء الذي قام به كيلي مع جنرال إلكتريك من المخاطر، حيث انخفضت الأسهم بنسبة 9.6%، في حين وضعت شركة "فيتش" التصنيف الائتماني لشركة "إيركاب" -الذي هو حالياً أعلى بدرجة واحدة من غير المرغوب فيه- قيد المراجعة لاحتمال خفض التصنيف الائتماني، مستندة إلى الديون المطلوبة لاستبدال "التمويل المعبري"، إضافة إلى التأثير المستمر للوباء نظراً لأن ثلث أسطول الشركة المندمجة يقبع على الأرض حالياً.
وحالياً، لا يزال كيلي متفائلاً بشأن التوقعات، ويعد أنه مع حلول الصيف، سنرى الكثير من هذه الطائرات تعود إلى التحليق مجدداً.