بلومبرغ
تصدر وارن بافيت قائمة كبار الأثرياء في العالم على مدار عقود من الزمان، لكن في السنوات الأخيرة هبط إلى أسفل هذه القائمة، مع ارتفاع ثروات شركات التكنولوجيا وكثرة تبرعاته الخيرية. وتجاوز صافي ثروة بافيت البالغ من العمر 90 عاماً، حاجز 100 مليار دولار.
وبحسب مؤشر بلومبرغ لأثرياء العالم، فقد قفزت ثروة رئيس مجلس إدارة شركة "بيركشاير هاثاواي" يوم الأربعاء إلى 100.4 مليار دولار، ما يجعله العضو السادس في نادي الأثرياء الذين تتجاوز ثروته كل منهم 100 مليار دولار، ويضم جيف بيزوس وإيلون ماسك وصديقه بيل غيتس.
ونمت ثروة أعضاء نادي كبار الأثرياء في العالم بسرعة، مدفوعة بالحوافز الحكومية وسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) وصعود أسواق الأسهم.
ويوم الأربعاء، وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون بشأن حزمة التحفيز المالي التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار لمواجهة تداعيات كوفيد -19، إضافة إلى 3 تريليونات دولار أو نحو ذلك في حزم التحفيز التي أنفقتها واشنطن بالفعل في 2020.
وشهدت "بيركشاير"، مصدر كل ثروة بافيت تقريباً، بداية جيدة حتى الآن من 2021.
وارتفعت أسهم الشركة من الفئة "أ" بنسبة 15% هذا العام، متجاوزة المكاسب البالغة 3.8% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
وصعدت الأسهم بتوجه بافيت مؤخراً لإنفاق مبالغ قياسية لإعادة شراء أسهم بيركشاير (أسهم خزينة)، وهو تحول ملحوظ للمستثمر الذي فضّل سابقاً استخدام السيولة النقدية البالغة 138 مليار دولار لشراء شركات أخرى أو أسهم عادية.
إعادة شراء الأسهم
وكافح بافيت في السنوات الأخيرة لاقتناص صفقات كبيرة لتحفيز نمو "بيركشاير" ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحجم الهائل للشركة العملاقة.
وقد أدى ذلك إلى انخفاض أداء أسهم الشركة عن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خلال السنوات الخمس الماضية.
ولكن في عام 2020، أنفق بافيت 24.7 مليار دولار على عمليات إعادة شراء أسهم شركته، وتشير بيانات الإفصاح إلى أنه اشترى بالفعل ما قيمته 4.2 مليار دولار من الأسهم حتى منتصف فبراير 2021.
ويعد تجاوز 100 مليار دولار، جديرٌ بالملاحظة بالنظر إلى المبلغ الذي تبرع به الملياردير في أوماها في ولاية نبراسكا الأمريكية مقر شركته.
وكونه مؤسس "تعهد العطاء"، وهي عبارة عن حملة لتشجيع أثرياء العالم على التبرع والمساهمة بجزء من ثرواتهم في مشاريع خيرية، تبرع بافيت بأكثر من 37 مليار دولار من أسهم "بيركشاير" منذ عام 2006.
وبدون هذه التبرعات، التي قلصت حصته من أسهم "بيركشاير" من الفئة "أ" إلى النصف تقريباً، كانت ثروته ستبلغ 192 مليار دولار.
التعافي على شكل "K"
يسلط الكم الهائل من الثروة التي راكمها كبار الأثرياء، والتي بلغت 1.8 تريليون دولار لدى أغنى 500 شخص في العالم في عام 2020، الضوء على الانتعاش الاقتصادي على شكل حرف "كيه K" الذي يحدث مع خروج الولايات المتحدة من وباء كورونا.
والتعافي على شكل حرف "كيه" يعني تعافياً ثنائي المسار تتحسن فيه الأمور بسرعة لبعض الأشخاص، بينما يظلّ هذا التحسّن سيئاً للآخرين، ويُستخدم لوصف انتعاش اقتصادي غير متكافئ بين مختلف القطاعات والصناعات ومجموعات الناس.
وفي حين أن الملايين من الفقراء بشكل غير متناسب والطبقة العاملة والأقليات لا يزالون عاطلين عن العمل، فقد شهد الأغنياء ارتفاع مستويات الدخل وصافي الثروة بفضل ازدهار أسواق المال وارتفاع أسعار المساكن.
وفي غضون ذلك، وقع أكثر من 8 ملايين أمريكي -بما في ذلك العديد من الأطفال- في براثن الفقر خلال النصف الثاني من 2020، وفقاً لتحليل أجراه الاقتصادي بجامعة شيكاغو "بروس ماير"، و"جيمس سوليفان" من جامعة نوتردام، و"جيهون هان" من جامعة تشجيانغ.
وأضاف بافيت 1.9 مليار دولار إلى ثروته يوم الأربعاء بعد أن سجلت أسهم "بيركشاير" من الدرجة الأولى مستوى قياسياً، مما ساعد على مواصلة مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز" لليوم الثاني.