مؤسسو شركات توصيل الطعام يراقبون ثرواتهم تتبدد بعد كورونا

المجموعة التي تضم مؤسسي 4 شركات خسرت 15 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 5
عامل توصيل من \"غيتر\" يقود دراجة بخارية إلى سوبر ماركت لتوفير الطلبات - المصدر: بلومبرغ
عامل توصيل من "غيتر" يقود دراجة بخارية إلى سوبر ماركت لتوفير الطلبات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من سان فرانسيسكو إلى إسطنبول، يراقب مؤسسو شركات التوصيل عبر الإنترنت ثرواتهم تتبدد، وذلك بعدما توسع نشاطها بشدة أثناء وباء كورونا.

طال الازدهار 6 من المليارديرات المعروفين، 4 من بينهم فقدوا هذه الحالة فعلاً، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات. خسرت المجموعة التي تضم مؤسسي شركة "غتير" (Getir) التركية، و"جاست إيت تيكاوي.كوم" في أمستردام، و"إنستا كارت" (Instacart)، و"دورداش" في وادي السيليكون، ما يفوق 15 مليار دولار إجمالياً.

استثمارات كبيرة

ضخ المستثمرون الأموال في شركات توصيل الطعام والبقالة أثناء تفشي الوباء، عندما كان المستهلكون في منازلهم. بالوقت الحالي بعد فتح العالم مرة أخرى وانحسار الطلب، خُفضت التقييمات السخية للشركات التي تستهلك كميات كبيرة من الأموال، مع اعترافها بوجود صعوبات مستقبلية.

أوضح ماتياس شو، المحاضر في "كلية لوسيرن للأعمال" خلال مقابلة أنه "بالنظر إلى المنطق السليم فقط؛ فإن معدلات النمو السنوية المرتفعة كانت ظاهرة استثنائية، ولا يمكن استمرارها عند المستوى نفسه على مر الأعوام، وهذا كان يجب أن يكون واضحاً".

اقرأ أيضاً: "أمازون" تلغي التوصيل المجاني في أميركا لسلع البقالة دون 150 دولاراً

قبل طرحها العام الأولي خلال سبتمبر المنصرم، أدرجت "إنستا كارت" الوباء من بين عوامل المخاطر. خلال يوليو الماضي، بيّن جتس غروين من "جاست إيت تيكاوي. كوم" أن الشركة ما زالت حساسة لاتجاهات وباء كورونا بوصفه مؤشراً للطلب، إذ ارتفعت الطلبات بمقدار الربع "بسبب عودة تفشي حالات الإصابة". خلال أغسطس الماضي، لفت توني شو من "دورداش" إلى وجود "مشكلات كثيرة ينبغي على الشركة تسويتها" وسط بيئة التجارة الإلكترونية بعد الوباء.

خسائر ضخمة

أشار ناظم سالور من "غتير"، الذي اكتسب ثروة قدرها 5 مليارات دولار خلال الوباء، ويعد أحدث من خسر صفة الملياردير وسط المجموعة بحسب تحليل أجرته "بلومبرغ" بالاستناد إلى قصة نشرتها صحيفة "فايننشيال تايمز"، إلى أن جولة تمويل "غتير" الأخيرة قلّصت قيمة الشركة 80%.

حتى مع انحسار عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء خلال الأعوام الأخيرة وتباطؤ الطلب؛ كانت "غتير" تطمح للتوسع. في أعقاب الإعلان عن خسارة 529 مليون دولار خلال 2021، أنفقت الشركة، التي يفضلها العملاء بسبب تحديد وقت التسليم بـ10 دقائق، نحو 1.2 مليار دولار خلال 2022 لشراء الشركة المنافسة الألمانية "غوريلا تكنولوجيز" (Gorillas Technologies).

اقرأ أيضاً: "تينسنت" تعتزم بيع أغلب حصتها في "ميتوان" لتوصيل الوجبات

توسعت "غتير" أيضاً إلى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وانسحبت بوقت سابق من العام الحالي من عدة بلدان في أوروبا. أشار سالور خلال اجتماع للموظفين في يوليو الماضي إلى أن وحدتها بالسوق التركية هي الوحيدة التي حققت أرباحاً. خلال أغسطس الماضي، كشفت الشركة أنها ستقلص ما يزيد على 10% من قوتها العاملة حول العالم، أي 2500 موظف تقريباً.

امتنع متحدث باسم "غتير" عن التعليق على الموضوع.

هبوط الأسهم

بدأت "إنستا كارت"، التي قدرها أصحاب رؤوس الأموال الجريئة بما يصل إلى 39 مليار دولار في مارس 2021، التداول بالبورصات خلال 19 سبتمبر عند ربع هذا التقييم تقريباً. ارتفعت الأسهم في أول يوم تداول، مما منح المؤسس المشارك أبورفا ميهتا حصة قيمتها 1.1 مليار دولار، منخفضة من 3.5 مليار دولار عند وصول الأسهم إلى أعلى مستوياتها.

اقرأ أيضاً: شراكة بين "أوبر" لتوصيل الطعام و"راكوتين" للمدفوعات في اليابان

على الرغم من تباطؤ النمو بطريقة متسارعة، ما زالت "إنستا كارت" تسجل صافي دخل قدره 242 مليون دولار في النصف الثاني من العام الحالي. أغلقت الأسهم عند 26.54 دولار الثلاثاء، متراجعة 11.5% عن سعر الطرح البالغ 30 دولاراً.

في غضون ذلك، يخسر آندي فانغ من "دورداش" لقب الملياردير كلما هبطت أسهم الشركة قليلاً، في حين أن المؤسسين الآخرين، توني شو وستانلي تانغ، بالكاد يتمسكون بهذه الصفة. هبطت أسهم شركة توصيل الطعام بما يتجاوز 60% منذ أن بلغت ذروتها في نوفمبر 2021.

الأموال تتبخر

بلغت قيمة ثروة جتس غروين من "جاست إيت تيكاوي"، ما يقارب ملياري دولار في أكتوبر 2020، لكن 86% من ثروته تبخر مع هبوط سعر السهم.

امتنع ممثلا "دورداش" و"جاست إيت تيكاوي" عن التعليق، بينما لم ترد "إنستا كارت" على طلبات للتعليق في هذا الشأن.

تشهد الأسواق الناشئة بما فيها الهند والصين الاتجاه نفسه، على الرغم من اللوائح الأكثر مرونة وتكاليف التشغيل الأرخص.

هبط تقييم شركة "سويغي" (Swiggy) الهندية الناشئة للنصف في مايو الماضي، في حين تواجه الشركة المنافسة المحلية "دونزو" (Dunzo) صعوبات لدفع رواتب موظفيها وجمع تمويل جديد.

على صعيد الصين، هبطت القيمة السوقية لشركة "ميس فريش" المدرجة بالبورصة في الولايات المتحدة الأميركية إلى ما دون الحد الأدنى لمتطلبات مؤشر "ناسداك" البالغة 5 ملايين دولار يوليو الماضي، وتبذل الشركة جهدها لمنع شطبها.

تصنيفات

قصص قد تهمك