بلومبرغ
بعد إخفائه إشارة بث تحديد الموقع لحوالي أسبوعين، عاود اليخت الفاخر البالغة قيمته 150 مليون دولار، والمرتبط بالملياردير الروسي الخاضع للعقوبات، ليونيد ميخلسون، الظهور من جديد، حيث أظهرت إشارات البث أنه كان متوجهاً إلى جزر الباهاما وبرشلونة، وهما وجهتان قد يتعرض فيهما للحجز.
اقرأ المزيد: الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على يخوت "مرتبطة" بالرئيس الروسي
لكن الوجهة النهائية لليخت كما تبيّن، كانت تركيا، وهي الملاذ الآمن الذي تبحث عنه يخوت وسفن أخرى مملوكة لكبار رجال الأعمال من المليارديرات الخاضعين للعقوبات. فقد رسا اليخت "باسيفيك" يوم الخميس، في ميناء "مارماريس" جنوبي البلاد، بعد رحلة استغرقت شهراً تقريباً وقطع خلالها أكثر من 7000 ميل.
اقرأ أيضاً: الاستيلاء على يخوت الأثرياء الروس.. ليس بالمهمة السهلة
إخفاء القصور العائمة
أبحر اليخت "باسيفيك"، البالغ طوله 280 قدماً، في الخفاء لما يقرب من نصف الرحلة، من دون تشغيل نظام تحديد الهوية التلقائي الذي يقتضي استخدامه بموجب القانون البحري الدولي. ويُظهر هذا التصرف الإجراءات الخطرة التي تتخذها طواقم هذه السفن البالغة قيمتها ملايين الدولارات، من أجل الوصول إلى ولايات قضائية لا تحتجز مثل هذه القصور العائمة على الأغلب. وكانت الولايات المتحدة وإيطاليا وحكومات أوروبية أخرى قد صادرت أكثر من عشرة يخوت، بقيمة إجمالية تزيد على 2.3 مليار دولار، لمعاقبة المليارديرات الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين بسبب غزو أوكرانيا.
وجهة مفضّلة
كانت تركيا وجهة مفضلة لليخوت الفاخرة المرتبطة بالأولغارشية وكبار رجال الأعمال الروس الخاضعين لعمليات تدقيق من قبل الدول التي تسعى إلى تشديد العقوبات على روسيا. اجتاز اليخت "تيتان" (Titan) البالغة قيمته 100 مليون دولار، والمملوك لملياردير الفولاذ الروسي، ألكسندر أبراموف، قناة السويس للوصول إلى هناك في بداية شهر مايو. كذلك، يتوقف يخت "إكليبس" (Eclipse)، المرتبط بالمالك السابق لنادي "تشيلسي" لكرة القدم، رومان أبراموفيتش، في المياه قبالة جنوب تركيا، فيما يرسو اليخت الثاني الفاخر المرتبط به أيضاً، "ماي سولاريس" (My Solaris)، قبالة الساحل الجنوبي الغربي للبلاد. أما اليخت "كليو" (Clio)، المرتبط بملياردير الألمنيوم، أوليغ ديريباسكا، فكان قد توقف عن إرسال إشارة بث تحديد الموقع، بعد وصوله إلى مضيق البوسفور بالقرب من إسطنبول، في أبريل.
أظهرت تغريدات على موقع "تويتر"، صوراً لليخت "باسيفيك" في جبل طارق، مع طائرة الهليكوبتر "إي سي-135" على ظهره:
عمليات تتبّع
أدّت عمليات المصادرة إلى انتشار اليخوت الفاخرة عبر المحيطات بحثاً عن ملاجئ لها. حتى إن بعضها قطع أكثر من 5000 ميل بحري منذ بدء الغزو في أواخر شهر فبراير. وتتعقب "بلومبرغ" بيانات السفن المرتبطة بالمليارديرات الروس الموضوعين على قوائم العقوبات، من خلال التعاون مع شركة "سباير غلوبال" (Spire Global) المتخصصة في التحليلات باستخدام الأقمار الصناعية.
يضم اليخت "باسيفيك"، الذي بنته شركة "ليورسين فيروالتونغز" (Luerssen Verwaltungs) الألمانية عام 2010، مصعداً، ومسبحاً، وقارباً سريعاً أصغر حجماً، وغرفاً لـ12 ضيفاً، إضافة إلى طاقم مكون من 28 فرداً.
كما يستوعب اليخت "باسيفيك" طائرتي هليكوبتر، وسبق أن رسا في مختلف موانئ وخلجان كوستاريكا منذ أواخر يناير. وبتاريخ 5 مايو، غادر "مارينا باباغايو" بالقرب من خليج "كوليبرا"، وتوجه إلى الجنوب الشرقي مروراً بقناة بنما، حسب بيانات السفن التي حللتها "بلومبرغ". ثم أبحر اليخت في البحر الكاريبي شمال شرق كولون، هناك حيث توقف عن بث إشارة تحديد موقعه بتاريخ 8 مايو. سبق لهذا اليخت أيضاً أن أشار إلى توجهه نحو "ناسو" في جزر الباهاما، قبل عودته للظهور بالقرب من جزر الكناري بعد 12 يوماً، ليُعلن بعدها عن توجهه إلى برشلونة، قبل تغيير وجهته إلى بورسعيد في مصر.
حملة مصادرة
بات الحجز على اليخوت الفخمة والفيلات وغيرها من الأصول المملوكة لكبار رجال الأعمال الروس المقربين من بوتين، جنباً إلى جنب مع العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة على البلاد، بمثابة حملة واضحة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها رداً على حرب روسيا في أوكرانيا. في أوائل شهر مايو، أصدرت السلطات في فيجي بموجب طلب من الولايات المتحدة، أمراً بمصادرة اليخت "أماديا" (Amadea) البالغة قيمته حوالي 325 مليون دولار، والذي يُشاع ارتباطه بالملياردير الروسي سليمان كريموف. لكن السلطات لم تتمكن حتى الآن من نقل اليخت خارج الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، حيث أقام المالك الذي يظهر اسمه في أوراق التسجيل، سلسلة من الطعون القانونية ضد عملية الحجز.
قال بنجامين مالتبي، الشريك في "كيستون لو" (Keystone Law) المتخصصة في قانون اليخوت الفاخرة في لندن: "يفخر مالكو هذه اليخوت بها وبمكانتها. لا يُمكن لهم التخلي أو الابتعاد عنها على الإطلاق".
في أوائل أبريل، عاقبت كل من بريطانيا وكندا ميخلسون، ثاني أغنى شخص في روسيا بثروة تقدر بـ25 مليار دولار تقريباً، والرئيس التنفيذي لشركة "نوفاتيك" (Novatek)، أكبر مزود خاص للغاز الطبيعي في روسيا. وتضم قائمة العقوبات الأمريكية "نوفاتيك"، رغم عدم تعرّض ميخلسون نفسه لأي عقوبات أمريكية. ويمتلك الملياردير نحو ربع الشركة المساهمة العامة المنتجة لما يقارب من 10% من الغاز في روسيا.
لم يتضح ما إذا كان ميخلسون على متن "باسيفيك"، كما لم يرد ممثلو "نوفاتيك" فوراً على طلبات التعليق.