بلومبرغ
- انبش معلومات تنال من سمعة العدو.
- تم ذلك.
- رتّب قروضاً ضخمة.
- بالتأكيد.
- وظّف حراساً شخصيين، وقم ببيع المنازل وقيادة - على الورق على الأقل - شركة تكنولوجيا للتقنية العصبية تبلغ قيمتها مليار دولار.
- لا مشكلة يا مدير.
هكذا تجري الأمور بالنسبة إلى جاريد بيرشال، الذي لعب على مدى السنوات الست الماضية دور اليد اليمنى للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، حيث كان يتعامل مع ثروة وأهواء الرجل الأغنى بين أثرياء العالم.
اقرأ أيضاً: صندوق تقاعد في فلوريدا يعترض على شراء إيلون ماسك لـ"تويتر"
اقرأ المزيد: صفقة ماسك و"تويتر" تخضع لمراجعة بشأن مكافحة الاحتكار
بالنسبة إلى معظم مسيرة بيرشال المهنية - مثل أفضل مديري الأعمال، فهو دائماً ما يعمل، إلى حد كبير، في الخلفية. يقول زملاء الدراسة السابقون في جامعة "بريغام يونغ" (Brigham Young University)، إنهم لا يستطيعون تذكره، ولا يتذكره أيضاً زملاؤه السابقون في العمل في "ميريل لينش" (Merrill Lynch)، حيث طُرد بسبب سوء السلوك. ويقول الأشخاص في العالم المترابط للمكاتب العائلية ذات الثروات الهائلة ومديري الثروات، إنهم يعرفون الاسم فقط – هذا إذا عرفوه.
اقرأ أيضاً: عمدة ميامي يدعو إيلون ماسك لنقل "تويتر" إلى فلوريدا
لكن بيرشال البالغ من العمر 47 عاماً، هو أحد أهم الأشخاص في دائرة ماسك. فهو يترأس مكتب عائلة رئيس شركة "تسلا"، أي المكتب الذي يطلق عليه اسم "إكسيشين" (Excession) أو "الخارق"، كما إنه، وإلى جانب إدارة مؤسسته الحديثة، يدير بيرشال العديد من أمور ماسك الشخصية. يصف الأشخاص الذين يعرفون بيرشال بأنه رجل لطيف ولا يظهر الكثير من المشاعر، وهو في الأساس مصلح مشكلات الملياردير المتقلّب، الذي كثيراً ما يثير الجدل.
صفقة "تويتر"
تزايد تعقيد هذا الدور مع تضخم ثروة ماسك، من مجرد مليارات الدولارات إلى عشرات المليارات، ثم إلى مئات المليارات. في الآونة الأخيرة، شارك بيرشال في المساعدة في شراء "تويتر" بحزمة تمويل معقدة، تضمنت في البداية قرضاً قياسياً بقيمة 12.5 مليار دولار، مرتبطاً بحصة ماسك في "تسلا".
عززت عملية الاستحواذ البالغة 44 مليار دولار مكانة ماسك الكبيرة بالفعل، ولكنها سلّطت الضوء أيضاً على بيرشال.
كان بيرشال جزءاً من الدائرة الضيقة التي تفاعلت مع "وول ستريت" لإعداد القروض، التي كانت أساسية لتأمين الصفقة، وفقاً لشخص على دراية بالمحادثات. ورغم أنه كان يفتقر إلى الخبرة في تنظيم عمليات استحواذ بمليارات الدولارات، ساعد بيرشال في حشد البنوك – بمساعدة "مورغان ستانلي" البنك الذي عمل فيه سابقاً – في إنجاز التمويل، كما قال الشخص، واصفاً إياه بأنه منطقي، ويسهل التعامل معه.
يوم الخميس، كشف ماسك أن عدداً من المستثمرين، ساهموا بأكثر من 7 مليارات دولار من الأسهم. ومن بين هؤلاء، الملياردير لاري إليسون، المدير التنفيذي لشركة "أوراكل" (Oracle)، وشركة رأس المال الاستثماري "سيكويا كابيتال" (Sequoia Capital)، وبورصة العملات المشفرة "بينانس" (Binance). وقال شخص مطلع على المحادثات مع "بينانس"، إن بيرشال كان إحدى نقاط الاتصال، حيث عمل من خلال محادثات الفيديو، للمساعدة على إنجاز الصفقة.
كما لعب بيرشال دور السفير، حيث تبنّى وجهة نظر ماسك القائلة بأن موقع "تويتر"، يجب أن يكون منصة غير مُقيدة لحرية التعبير.
في ديسمبر، كتب بيرشال في رسالة إلى تشارلز جونسون، الناشط السياسي اليميني السابق الذي تحول إلى مستثمر في قطاع التكنولوجيا، والذي تم حظره على "تويتر" بعد الإبلاغ عنه بأنه ارتكب مضايقات على المنصة: "إن ماسك يعارض بشدة الرقابة، خصوصاً على رئيس في منصبه... إن ذلك ضرب من الجنون".
ثم هناك تعقيدات إدارة كل الأمور التي تتعلق بماسك. فحياة الملياردير معقدة. غالباً ما يتنقل على متن طائرة خاصة ويتخذ قرارات كبيرة تتوقف عليها أمور كثيرة - مثل بيع كل منازله، أو شراء شركة تواصل اجتماعي - بشكل مفاجئ.
كل هذا يحدث، بالتزامن مع نمو عائلة ماسك الكبيرة بالفعل، جنباً إلى جنب مع مكانته. لذا يجب أن يكون هناك شخص ما للتعامل مع التفاصيل الدقيقة - كتنظيم مواعيد إقلاع وهبوط الطائرة، وبيع المنازل، والاتصال بالمصرفيين، وتوظيف مربيات الأطفال وحراس الأمن. وبالنسبة إلى ماسك، هذا الشخص هو بيرشال.
يذكر أن بيرشال لم يرد على الرسائل أو المكالمات التي طلبت الحصول على تعليقه عند إعداد هذه القصة.
المسيرة المهنية
بدأ بيرشال مسيرته المالية في مجموعة "غولدمان ساكس"، إذ انضم إليها بعد تخرجه من جامعة "بريغام يونغ" في عام 1999. كانت مرحلة قصيرة: ففي عام 2000، انتقل إلى العمل في مجال الثروة الخاصة لدى "ميريل لينش" في لوس أنجلوس، وهناك تم طرده من العمل بسبب "إرسال مراسلات إلى عميل من دون موافقة الإدارة"، وفقاً لتقرير تنظيمي.
في عام 2010، انضم بيرشال إلى "مورغان ستانلي"، حيث وصفه شخص مطلع على الفترة التي قضاها هناك، بأنه شخص لا يتحلّى بالنجومية، لكنه جيد في إدارة ثروات الأثرياء.
ثم بعد ذلك، جاء ماسك طالباً خدماته.
ترك بيرشال شركة "مورغان ستانلي" في عام 2016، لمساعدة رئيس "تسلا" على إنشاء مكتب العائلة "إكسيشين"، والذي جاءت تسميته من رواية الخيال العلمي التي تحمل الاسم ذاته، للكاتب إيان بانكس. تتمحور الرواية حول كائن فضائي غريب وقوي، وهو "الخارق" الذي يظهر ويحفّز المجتمعات للقتال ضد سيطرته عليها.
إن قدراً كبيراً من إدارة مكتب العائلة يتعلق بالتلاؤم الثقافي. ففي "إكسيشين"، هناك توافق مفاجئ بين بيرشال، والذي هو من عائلة تنتمي إلى طائفة المورمون الدينية السرية، وماسك، مستفز الإنترنت الذي تطلّق ثلاث مرات، والذي دخن الماريجوانا بشكل علني، وأنجب مؤخراً طفلين مع الفنانة الموسيقية كلير باوتشر، المعروفة باسم "غرايمز"، وأطلقا على الصبي اسم "إكس" (X) والفتاة "واي" (Y).
مثل كل شيء يحيط بماسك، فإن مكتب العائلة ليس اعتيادياً. ففي المحصلة، فغالبية استثمارات ماسك، باستثناء شرائه مؤخراً "تويتر"، هي في شركاته الخاصة "تسلا"، و"سبيس إكس"، و"بورينغ" (Boring)، و"نيورالينك" (Neuralink). وإلى جانب ذلك، يعرف أنه استثمر في مجموعة من العملات المشفرة، وقبل ذلك باع قصوره، وهي محفظة أملاك عقارية في كاليفورنيا.
تتكون الغالبية العظمى من ثروة ماسك - التي تبلغ حالياً حوالي 250 مليار دولار وفقاً لـ"مؤشر بلومبرغ للمليارديرات" - من حصته في شركة "تسلا" البالغة 16%.
ثروة كبيرة
ربما يكون بيرشال هو الآخر قد جمع ثروة كبيرة خاصة به، حتى لو لم تكن قريبة من المستويات الفلكية التي لدى رئيسه. يُظهر أحد تقارير "مورغان ستانلي"، أن الرئيس النموذجي لمكتب عائلي كبير يكسب ما بين مليون و3 ملايين دولار سنوياً. لكن يمكن أن يكون الأجر أعلى بكثير اعتماداً على المسؤوليات، خصوصاً إذا كانت تشمل إدارة الأموال بشكل مباشر، عن طريق اختيار الأسهم، أو صناديق التحوط، التي يجب الاستثمار فيها.
في المستويات العليا، يمكن أن تكون المكافآت كبيرة. فعلى سبيل المثال، كان عمل جون فيلان، كمؤسس مشارك لشركة استثمار تابعة لمكتب عائلة مايكل ديل، مربحاً بما يكفي لدرجة أنه أتاح له جمع مجموعة من القطع الفنية ذات المستوى العالمي، يعرضها في قصره في "بالم بيتش" الذي تم بناؤه حديثاً.
مع ذلك، فإن مكتب "إكسيشين"، ذو حجم أصغر بكثير، وهو أمر غير مألوف بالنسبة إلى شخص يملك مثل ثروة ماسك الهائلة. قال ماسك في عام 2019، إن هذه المؤسسة يديرها شخصان فقط، وذلك خلال جلسة محكمة حضرها بسبب تعليقاته التي وصف فيها خبيراً بريطانياً في مجال الغوص كان يساعد في إنقاذ فريق من لاعبي كرة القدم التايلانديين علق في كهف بسبب الفيضانات، بأنه "رجل متحرش بالأطفال".
موظفون ومساعدون كثر
يقول طيب محمد، الشريك المؤسس لشركة "أغريوس غروب" (Agreus Group) المتخصصة في التوظيف في المكاتب العائلية: "هناك بعض المكاتب لعائلات معروفة جداً يعمل لديها أكثر من مئة شخص، وهي مليئة بالعناصر التزيينية غير الأساسية".
أشار محمد إلى أنه يوجد عادة باحثون، وفريق إداري، ولجنة استثمار، بالإضافة إلى مجموعة من الأشخاص الذين يتولون المهام اليومية، مثل توظيف الأمن، أو المربيات، وترتيبات السفر.
توظف "كاسكيد إنفستمنت" (Cascade Investment) التي يملكها بيل غيتس، العشرات من الأشخاص في فرق مختلفة لإدارة رأس المال الاستثماري، والعقارات، واختيار الأسهم، بما في ذلك ما يدعي إيلون ماسك بأنه رهان من غيتس بقيمة 500 مليون دولار ضد أسهم "تسلا".
لدى بيرشال من يساعده. فقد لعب أليكس سبيرو، محامي ماسك، دوراً رئيسياً في الدفاع عن الملياردير عند اشتباكه مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وخلال الدعوى القضائية التي سببتها تعليقات ماسك حول "الرجل المتحرش بالأطفال". يذكر أن سبيرو رفض التعليق على هذه القصة أيضاً.
كما تم ربط شركة أخرى لإدارة الثروات، وهي "مكتب العائلة كاتالست" (Catalyst Family Office)، بماسك. تصف الشركة نفسها بأنها مكتب متعدد العائلات، يقدم خدمات الاستثمار، والضرائب، والعمل الخيري، والتخطيط العقاري، بالإضافة إلى "إدارة الخدمات الشخصية ونمط الحياة".
الجدير بالذكر أن رونالد غونغ، الشريك الإداري في "كاتالست"، مُدرج في الجداول الضريبية لمؤسسة تابعة لماسك منذ عام 2013. وقد تم إدراجه كوكيل لكيانات أخرى مرتبطة أيضاً بماسك، مثل شركة "غاتسبي" (Gatsby)، التي اشترت منزلاً في منطقة خليج سان فرانسيسكو بسعر 23.4 مليون دولار في عام 2017. كان هذا العقار آخر منازل ماسك في كاليفورنيا التي تم بيعها بعد انتقاله إلى تكساس، في صفقة قيمتها 30 مليون دولار في ديسمبر. افتتحت "كاتالست"، التي تتخذ من وادي السيليكون مقراً لها، مكتباً في أوستن أيضاً. وفي أغسطس، تم تسجيل الشركة ذات المسؤولية المحدودة، في ولاية تكساس.
الانتقال إلى تكساس
نقل بيرشال هو أيضاً عائلته إلى تكساس، حيث اشترى منزلاً بقيمة 2.25 مليون دولار في أوستن في عام 2020. تُظهر البيانات والصور المنشورة الخاصة بالمنزل المكون من خمس غرف نوم، مساحة معيشة مزخرفة فيها أعمدة في فسحة المدخل، وأجزاء مصنوعة من الحديد بشكل متقن، مع مسبح وملعب تنس في الخارج.
تم نقل "إكسيشين" إلى تكساس أيضاً، جنباً إلى جنب مع "مؤسسة ماسك" (Musk Foundation) ومدرسة ماسك "أد أسترا" (Ad Astra) والعديد من شركاته ذات المسؤولية المحدودة الأخرى، وكلها تدرج بيرشال كمدير، أو مدير مالي، أو تحت أي مسمى آخر، بما في ذلك شركة "نيورالينك" العاملة في مجال زراعة الشرائح في الدماغ، والتابعة لماسك، حيث تدرج بيرشال كمدير ومسؤول تنفيذي.
لكن ليس بالضرورة أن بيرشال يتمتع بسلطة تنفيذية حقيقية في هذه الكيانات. فعلى سبيل المثال، تمت إضافة اسمه إلى الأعمال الورقية لشركة "نيورالينك" فقط، كوسيلة من وسائل الراحة القانونية، حسب ما قاله شخص مطلع على الأمر. نادراً ما زار بيرشال مكتب "نيورالينك"، ولم يشارك في أعمالها اليومية، كما قال الشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه يتحدث عن شؤون الشركة الداخلية.
أدوار اعتيادية
تولى بيرشال أدواراً اعتيادية أكثر كرئيس لمكتب العائلة، مثل تسهيل العلاقات مع البنوك الكبيرة التي يلجأ إليها ماسك بشكل روتيني، للحصول على قروض ضخمة. كانت تلك هي الطريقة التي نمت بها ثروة ماسك، حيث اقترض لتمويل المشاريع الجديدة، بدلاً من أن يُضطر إلى بيع أسهم "تسلا". وقد أدى ذلك أيضاً، إلى خفض التزاماته الضريبية بشكل كبير.
إن الرسائل النصية بين ماسك والمقربين منه، والتي تم كشفها على العلن كجزء من التحقيق في تغريداته لعام 2018 حول تحويل "تسلا" إلى شركة خاصة مقابل 420 دولاراً للسهم، توضح أحد الأمثلة، إذ أنها تضمنت مئات الرسائل والمكالمات، وفيها تبادل واحد فقط بينه وبين بيرشال – وهي رسالة نصية روّج فيها بيرشال لصاحب عمله القديم، مشيراً إلى أنه يجب إشراك "مورغان ستانلي" في أي صفقة خصخصة، بالنظر إلى أنها كانت "أفضل مواردنا على المستوى الشخصي إلى حد بعيد".
كتب بيرشال يقول: "إنهم يزودونك بأكبر ائتمان (350 مليون دولار) مقارنة بكل الخطوط الائتمانية، وفي كل مرة نضغط عليهم من أجل مزيد من قوة الاقتراض أو معدل فائدة أقل، كانوا يتعاونون معنا". يذكر أنه في عام 2018، حصل ماسك على 61 مليون دولار من القروض العقارية على خمس عقارات في كاليفورنيا، بمساعدة "مورغان ستانلي".
أجابه ماسك: "يبدو ذلك عادلاً".
لطيف وبعيد عن الأضواء
على عكس رئيسه، الذي لديه أكثر من 90 مليون متابع على "تويتر"، فإن تواجد بيرشال على الإنترنت يكاد لا يُذكر. فهو يتابع 40 شخصاً على "تويتر"، بمن فيهم ماسك وجميع شركاته، ولم يغرّد، ولم يضع إعجاباً أبداً على أي تغريدة. إنه أكثر نشاطاً على "فيسبوك"، حيث ينشر صوراً لأطفاله الخمسة، جنباً إلى جنب مع مقاطع فيديو ومنشورات من "كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة"، التي تُعرف أيضاً باسم "الكنيسة المورمونية".
الكلمة التي تظهر غالباً لوصف بيرشال هي "لطيف". استخدم أربعة أشخاص مختلفين تمت مقابلتهم من أجل إعداد هذه القصة، الكلمة ذاتها. ولكن حتى أولئك الذين تفاعلوا معه، لم يترك لديهم انطباعاً كبيراً، لأنه لا يتكلم كثيراً.
في بعض الأحيان، بدا عمل بيرشال لصالح ماسك، متناقضاً مع شخصيته اللطيفة.
في عام 2018، تم تكليف بيرشال بنبش المعلومات عن رجل في قضية "المتحرش بالأطفال"، الذي انتقد اقتراح ماسك باستخدام غواصة "سبيس إكس" لإنقاذ فريق كرة القدم المحاصر في تايلاند.
اسم مستعار
قام بيرشال باستخدام اسم مستعار، وهو جيمس بريكهاوس، ووظف رجلاً محتالاً كان يدّعي أنه محقق خاص. قال بيرشال في شهادته، إنه استخدم الاسم المستعار بريكهاوس من قبل للقيام بأشياء أخرى، مثل التخطيط لسفر ماسك، وشراء الموقع الإلكتروني (justballs.com) – (لم يتم تنفيذ صفقة الموقع أبداً). وفي النهاية ربح ماسك القضية.
يقول طيب محمد من "مجموعة أغريوس"، إن هذه الأنواع من المهام غير الاعتيادية، ليست شائعة بالنسبة إلى رؤساء مكاتب العائلات، ولهذا السبب قد يكون من الصعب العثور على أشخاص مناسبين للمنصب، إن كانوا قادمين من عالم "وول ستريت". ويضيف: "الخط الفاصل بين الأمور الشخصية والمهنية، يتقاطع في كثير من الأحيان".
في السنوات الأخيرة، أجرى بيرشال اتصالات مع المنظمات غير الربحية نيابة عن "مؤسسة ماسك"، مثل تقديم التزام بقيمة 100 مليون دولار لبرنامج "إكس برايز لإزالة الكربون" (XPrize Carbon Removal)، ومِنح لمنظمة "فيدنغ تكساس" (Feeding Texas)، وملايين الدولارات لمشروعين بحثيين حول "كوفيد-19".
على مدار السنوات الأخيرة، قام في بعض الأحيان بتسليم بعض المسؤوليات إلى إيغور كورغانوف، وهو لاعب "بوكر" تحول إلى شخصية فاعلة في مجال الأعمال الخيرية، وبات مؤخراً الشخص الرئيسي المسؤول عن المِنح الصادرة عن "مؤسسة ماسك".
توافق وتناغم
يقول دان باروش، أحد الباحثين في "كوفيد-19" الذين حصلوا على 2.5 مليون دولار من المؤسسة، إن بيرشال لا يزال يشارك في المكالمات. ووصفه بأنه "لطيف للغاية"، رغم أنه غير متأكد مما يفعله بالضبط لصالح ماسك.
يقول باروش، الذي تحدث أيضاً مباشرة مع ماسك: "الإجابة المختصرة هي أنني لا أعرف بالضبط كيف تعمل (مؤسسة ماسك)".
قال محمد إن لدى بيرشال وماسك تناغماً عظيماً، بالنظر إلى وجود بيرشال في مسؤولياته منذ أكثر من ست سنوات.
يقول محمد: "إذا لم يكن لديك ذاك التوافق الشخصي والثقافي الذي يتناسب مع المبدأ الذي ستعمل من أجله، فلن تستمر طويلاً في ذلك المكان. أفترض أن الأمر يتجاوز مجموعة مهارات جاريد - وأنا متأكد من أنه رائع في ما يفعله - لكن في ما عدى ذلك، أنا واثق تماماً من أنه يتشارك مع إيلون ماسك توافقاً وتناغماً رائعين".