بلومبرغ
أعطت المحكمة العليا في فيجي الضوء الأخضر للولايات المتحدة والسلطات المحلية لمصادرة يخت فاخر قيمته 325 مليون دولار كانت ملكيته محل نزاع، مما يمهد الطريق لمواجهة قانونية لتحديد ما إذا كان مالك السفينة الفاخرة هو ملياردير الذهب الروسي سليمان كريموف الخاضع لعقوبات كما تدعي الولايات المتحدة.
في يوم الثلاثاء، قدم المحامي الذي يمثل المالك المسجل لليخت الفاخر طلباً بإيقاف مؤقت لحكم محكمة سوفا العليا الذي سمح بمصادرة يخت "أماديا" الفاخر وتسجيل مذكرة أمريكية لمصادرة اليخت، وفقاً لـ"مكتب مدير النيابات العامة" في فيجي. وكانت محكمة فيجي قد أمرت في وقت سابق باحتجاز اليخت الفاخر ومنعه من مغادرة الإقليم أثناء عمل السلطات مع المسؤولين الأمريكيين.
تسلط القضية الضوء على الصعوبات القانونية التي قد تواجهها الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى أثناء محاولتها مصادرة وبيع اليخوت الضخمة وغيرها من الأصول الفاخرة المرتبطة بكبار رجال الأعمال الروس أولئك الذين تدعي أنهم مكّنوا غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير. فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الأوليغارشية (الأقلية الروسية الحاكمة) والمتهمين بتمكين حرب موسكو في أوكرانيا، وتطارد الحكومات الغربية اليخوت والطائرات والفيلات التابعة لهم.
بدوره، قال محام يمثل الشركة التي تم تسجيل السفينة من قبلها إن اليخت الفاخر مملوك لرجل أعمال آخر ليس مدرجاً في قوائم العقوبات. وكان كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على كريموف في مارس لعلاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهو على قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2018.
مكاسب غير مشروعة
تأتي المصادرة في الوقت الذي قال فيه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر إنه يريد تشريعاً لتوسيع قوانين المصادرة لتكون قادرة على الاستيلاء على "المكاسب غير المشروعة" للأوليغارشية واستخدام عائداتها لمساعدة أوكرانيا. قد تتم مناقشة مشروع القانون بشأن مساعدة أوكرانيا في مجلس الشيوخ في وقت قريب من الأسبوع المقبل.
في 12 أبريل، وصل يخت "أماديا"، الذي يحتوي على مهبط للطائرات العمودية ومسبح مزين ببلاط الموزاييك، إلى ميناء لاوتوكا في فيجي بعد رحلة استغرقت 18 يوماً من المكسيك، وفقاً لما تظهره البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". احتجزت فيجي اليخت الفاخر الذي يبلغ طوله 348 قدماً في 19 أبريل، بعد أن تلقت طلباً رسمياً للمساعدة القانونية المتبادلة من الحكومة الأمريكية، وفقاً لمكتب الادعاء العام.
في الإجراءات القضائية، قال المحامي الفيجي فيصل حنيف إن شركة "ميليمارين انفسمنتس" هي المالك القانوني ليخت "أماديا" الذي يرفع علم جزر كايمان. بينما تزعم الولايات المتحدة أن المالك الحقيقي لليخت هو كريموف. من المرجح أن يتم البت في قضية الملكية لاحقاً في محكمة أمريكية، وفقاً لمكتب الادعاء العام. من جهته، لم يرد حنيف على الفور على طلبات الحصول على تعليقه.
أفادت وسائل إعلام محلية أن محامي الدفاع قال إن اليخت الفاخر مملوك لإدوارد خوديناتوف، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لشركة "روسنفت"، وهي شركة نفط وغاز روسية تسيطر عليها الدولة. ولا يبدو أن خوديناتوف مدرج على قوائم العقوبات.
منحت المحكمة العليا مدير النيابات العامة في البلاد حتى 5 مايو لتقديم رد على طلب شركة "ميليمارين" المقدم إلى المحكمة لتأجيل تنفيذ أوامر المحكمة في انتظار الاستئناف، وفقاً لمكتب الادعاء العام. يذكر أن المحكمة ستتخذ قراراً بشأن طلب التأجيل المؤقت بحلول 6 مايو.
إذا تم الاستيلاء عليه، سيكون يخت "أماديا" من بين عشرات اليخوت الفاخرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، والتي صادرتها الحكومات الغربية لمعاقبة كبار رجال الأعمال الذين تربطهم علاقات وثيقة ببوتين.
قالت سفارة الولايات المتحدة في فيجي في بيان لها: "لقد فرضنا عقوبات على أفراد الأوليغارشية الروسية الذين يمولون حرب بوتين وسنواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم لفرض تكاليف على الكرملين إذا استمر في حربه الذي اختارها... نواصل تصعيد الضغط على أفراد الأوليغارشية المقربين من بوتين ونعمل مع الحلفاء والشركاء لملاحقة المكاسب غير المشروعة لمجموعة من الأفراد المقربين إلى بوتين، أينما وجدت هذه الأملاك في جميع أنحاء العالم".
المخاوف تخيم على صناعة اليخوت مع تزايد العقوبات على الأثرياء الروس
احتجزت ألمانيا يخت "ديلبار" الفاخر التابع للملياردير الروسي أليشر عثمانوف، الذي تقدر قيمته بنحو 750 مليون دولار. وصادرت السلطات الإيطالية سفينة قيمتها 530 مليون يورو (578 مليون دولار) مملوكة للملياردير الروسي أندريه ميلينشينكو، بينما احتجزت إسبانيا يخت "تانغو" الذي يملكه فيكتور فيكسيلبيرغ والذي تبلغ قيمته 90 مليون دولار، بالإضافة إلى يخت "كريسينت" الذي تبلغ قيمته 600 مليون دولار والذي يعتقد أن ملكيته ترجع لإيغور سيتشين، رئيس شركة "روسنفت" التي تتخذ من موسكو مقراً لها.
ووفقاً لـ"مؤشر بلومبرغ للمليارديرات"، تبلغ قيمة ثروة كريموف حوالي 14.4 مليار دولار. وتمتلك عائلته 46% من أسهم "بولي يوس"، أكبر شركة لتعدين الذهب في روسيا. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت كريموف على قائمة العقوبات الخاصة بها في عام 2018 لكونه مسؤولاً في حكومة الاتحاد الروسي.
في غضون ذلك، اتهم المدعون الفرنسيون كريموف بغسل الأموال التي تم الحصول عليها عن طريق الاحتيال الضريبي في صفقات لشراء أربع فيلات في منطقة كوت دازور بقيمة مئات الملايين من اليورو. يذكر أن كريموف تغلب على تهم غسل الأموال في فرنسا عام 2018.
قالت وسائل الإعلام المحلية إن السلطات في فيجي شعرت بالحيرة من وصول يخت "أماديا" الفاخر لأنه لم يطلب التصاريح اللازمة. من جهتها، أصدرت "دائرة الإيرادات والجمارك" في فيجي إخطاري انتهاك إلى القبطان لعدم امتثاله لإجراءات الوصول والنزول، وفقاً لصحيفة "فيجي تايمز".
ووفقاً لشركة "سباير غلوبال" للتحليلات والبيانات الفضائية، أدت الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تشتيت اليخوت الروسية في أماكن يُنظر إليها على أنها أقل احتمالاً أن تتم فيها مصادرة سفن الترفيه، بما في ذلك أجزاء من الشرق الأوسط ومنطقة البحر الكاريبي. ووفقاً لشركة مراقبة الصناعة "ذا سوبريخت غروب"، تمثل اليخوت الفاخرة التي يملكها الروس ما يصل إلى 10% من الأسطول العالمي.