بلومبرغ
سجلت شركات السيارات الكهربائية الصينية تراجعاً في حصتها من سوق السيارات الأوروبية للشهر الثالث على التوالي، مما يعكس تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على مبيعاتها.
تراجعت حصة العلامات التجارية الصينية في مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا إلى 8.5% خلال سبتمبر، مقارنة بـ9.6% في نفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات شركة الأبحاث "داتا فورس" (Dataforce).
جاءت "إم جي" (MG)، التابعة لشركة "إس إيه آي سي موتور" الصينية (SAIC Motor)، في مقدمة الشركات المتأثرة، حيث تراجعت مبيعاتها 42%، وفقاً لبيانات شركة "جاتو دينامكس" (Jato Dynamics) التي تتعقب سوق السيارات عن كثب أيضاً.
الرسوم الجمركية تضر المبيعات
استمر تراجع المبيعات منذ يوليو الماضي، حين فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية مؤقتة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، والتي وصلت إلى 45%. وبعد شهور من المفاوضات التي فشلت في تسوية النزاع التجاري، دخلت الرسوم الجديدة حيز التنفيذ هذا الأسبوع.
أفادت "بلومبرغ نيوز" أن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي سيزورون بكين سعياً للتوصل إلى تسوية. وتُعد "إم جي"، التي بدأت كعلامة بريطانية وأصبحت جزءاً من "إس إيه آي سي" المملوكة للدولة الصينية، الخاسر الأكبر حتى الآن، إذ فُرضت عليها رسوم إضافية فردية بلغت 35% بجانب الرسوم الحالية البالغة 10%.
وكانت "إم جي" تتصدر في السابق العلامات الصينية في أوروبا، لكنها تواجه الآن منافسة قوية من "بي واي دي" (BYD) الوافد الجديد الذي يسعى بقوة لتعزيز وجوده في السوق.
"بي واي دي" تواصل التوسع
رغم التوترات التجارية، واصلت "بي واي دي"، أكبر مصنّع للسيارات الكهربائية والهجينة في الصين، توسعها، حيث عينت مسؤولين تنفيذيين محليين وتخطط لإنشاء مصانع في أوروبا. وزادت تسجيلات سياراتها في أوروبا بنسبة 162% في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 4376 سيارة، وفقاً لبيانات "جاتو".
تنطبق الرسوم الجديدة على جميع السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، بما فيها تلك التي تنتجها علامات غربية. واعترض صناع السيارات الأوروبيون على هذه الرسوم، فيما كانت ألمانيا واحدة من خمس دول صوتت ضدها في وقت سابق من هذا الشهر.
ورغم تهديد الصين باتخاذ تدابير انتقامية، أبدت وزارة التجارة الصينية أملها في التوصل إلى حل مرضٍ، وإذا لم يجر ذلك، فقد تبدأ بتنفيذ تدابير مضادة في نوفمبر. كما يمكن أن تؤثر نتائج الانتخابات الأميركية على توجهات الحمائية التجارية مستقبلاً.
السيارات الكهربائية في أوروبا
على مستوى أوروبا، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات بنسبة 14% خلال سبتمبر، وفقاً لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، ما جعل القطاع نقطة مشرقة نسبياً في سوق يشهد تباطؤاً.
وقفزت عمليات التسليم في المملكة المتحدة بنسبة 24% حيث قدمت الشركات خصومات كبيرة على السيارات الكهربائية للامتثال لمتطلبات مبيعات السيارات الخالية من الانبعاثات التي حددتها الحكومة. كما ارتفعت المبيعات في ألمانيا بنسبة 8.7%، وسط مناقشات حكومية حول تقديم حوافز جديدة.
ووفقاً لبيانات "جاتو"، كان طرازا "موديل واي" (Model Y) و"موديل 3" (Model 3) من "تسلا" الأكثر مبيعاً بين السيارات الكهربائية في أوروبا خلال سبتمبر. وجاء طراز "سكودا إينياك" (Skoda Enyaq) في المركز الثالث، فيما حل طراز "إي إكس 30" (EX30) من "فولفو كار" في المركز الرابع. ويُنتج طراز "إي إكس 30" في الصين، علماً بأن العلامة التجارية السويدية مملوكة لمجموعة مجموعة "تشجيانغ جيلي هولدنغ" الصينية (Zhejiang Geely Holding Group).
لا تعتبر "جاتو" أو "داتا فورس" شركة "فولفو" ضمن العلامات التجارية الصينية. بينما تُدرج شركة "بولستار" (Polestar)، العلامة السويدية لصناعة السيارات الكهربائية والتي يملك مؤسس "جيلي" لي شوفو جزءاً منها، ضمن إحصائيات السوق الخاصة بـ"داتا فورس". وتغطي أرقام "داتا فورس" جميع دول الاتحاد الأوروبي ورابطة التجارة الحرة الأوروبية إضافة إلى المملكة المتحدة، فيما استُثنيت سلوفاكيا لعدم نشرها بيانات سبتمبر وقت إعداد التقرير.