مصانع السيارات الصينية تخطط للتوسع بالخارج لتفادي الرسوم الجمركية

توقعات بارتفاع السعة الإنتاجية للمصانع في الخارج إلى 2.7 مليون سيارة بحلول 2026

time reading iconدقائق القراءة - 4
عمال يقومون بتركيب بطاريات على سيارة رياضية كهربائية خلال جولة إعلامية في منشأة إنتاج تابعة لشركة \"نيو\" في مدينة خفي، مقاطعة آنهوي، الصين - المصدر: بلومبرغ
عمال يقومون بتركيب بطاريات على سيارة رياضية كهربائية خلال جولة إعلامية في منشأة إنتاج تابعة لشركة "نيو" في مدينة خفي، مقاطعة آنهوي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس شركات صناعة السيارات الصينية زيادة سعتها من عمليات التصنيع لكامل المركبات في الخارج بأكثر من الضعف، بهدف تفادي الرسوم الجمركية العقابية وتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الناشئة، حسبما ذكر تقرير لمؤسسة "بلومبرغ إن إي إف".

تقليدياً، كان التصدير وتجميع المكونات الرئيسية هو الأسلوب المفضل لشركات التصنيع الصينية لاستهداف الأسواق الأجنبية، إذ تُصنع القطع الرئيسية للسيارات في الصين ثم تُشحن للخارج لتجميعها. لكن مع فرض رسوم جمركية من جانب الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وتركيا، بدأت الاستثمارات في تصنيع السيارات بالكامل خارجياً تزدهر، بحسب التقرير الذي نُشر اليوم.

بناء مصانع السيارات خارج الصين

جاء في التقرير: "مع وصول سوق السيارات الكهربائية في الصين للتشبع، فإن المنافسة المحلية المتزايدة والإفراط في السعة الإنتاجية تدفع العلامات التجارية الصينية في القطاع إلى البحث عن أسواق نمو جديدة خارجية".

أنشأت شركات تصنيع السيارات الصينية مصانع بخطوط إنتاج كاملة في 9 دول، بسعة إنتاجية سنوية تصل إلى 1.2 مليون مركبة خلال 2023. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى أكثر من 2.7 مليون وحدة في أكثر من 10 دول بحلول 2026 إذا جرى تنفيذ ما أُعلنت الشركات عنه في الوقت المحدد، بحسب التقرير.

يشمل التصنيع الكامل 4 مراحل رئيسية في إنتاج السيارات وهي الضغط واللحام والطلاء والتجميع النهائي. هذا النوع من التصنيع يتطلب استثمارات رأسمالية ضخمة لكنه يتمتع بسعة إنتاجية عالية بالمقارنة مع تجميع المكونات المنفصلة.

أفاد تقرير "بلومبرغ إن إي إف" بأن شركة "بي واي دي" -العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للسيارات في الصين- إلى جانب شركات صينية مدعومة من الدولة مثل شركات "شيري أوتوموبيل"(Chery Automobile) و"تشانغان أوتوموبيل" (Changan Automobile) و"جاك أوتو" (GAC Auto) و"إس إيه آي سي موتور" قد أعلنت عن 10 مشروعات جديدة أو توسعية لمصانعها في الخارج من 2023 حتى 31 أغسطس الماضي. وتشمل المواقع المعروفة لهذه الاستثمارات تايلندا وإندونيسيا والبرازيل.

توسع الشركات الصينية في أوروبا

تعمل شركتا "بي واي دي" و"فولفو كارز"، التي تسيطر عليها "زيجيانغ جيلي هولدينغ" (Zhejiang Geely Holding Group) الصينية، على توسيع القدرة التصنيعية في أوروبا. وتعمل "بي واي دي" على تشييد مصنع في المجر كما أعلنت عن خطط لإنشاء مصنع آخر في تركيا، ما يمنحها وصولاً إلى الاتحاد الأوروبي. أصبحت بولندا، التي أبرمت اتفاقيات مع موردي بطاريات سيارات صينيين، وجهة مفضلة أيضاً بين مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين. كذلك، تسعى كل من إسبانيا وإيطاليا إلى جذب الاستثمارات. ويُذكر أن شركات "جيلي" و"دونغ فنغ موتور غروب" و"إكس بينغ" تدرس مواقع لإنشاء مصانع في المنطقة.

على سبيل المقارنة، فإن نمو عمليات تجميع المكونات المنفصلة للسيارات في الخارج يسير بوتيرة أبطأ. ومن المتوقع أن ترتفع السعة الإنتاجية الإجمالية للمصانع المتخصصة في تجميع السيارات من المكونات المنفصلة -سواء المتعاقد عليها أو التي تطورها بنفسها من قبل الشركات المصنعة الصينية وشركائها الأجانب- إلى 2.8 مليون وحدة بحلول 2026، بالمقارنة مع 2.2 مليون سيارة خلال 2023.

مع ذلك، أثار الارتفاع الكبير في الاستثمارات الصينية الخارجية في قطاع السيارات مخاوف في بكين. وأفاد تقرير لبلومبرغ خلال سبتمبر المنصرم بأن وزارة التجارة الصينية أوصت شركات تصنيع السيارات في يوليو الماضي بضرورة حماية المعرفة المتعلقة بالأسرار الفنية للسيارات الكهربائية، وجعل الأولوية لتجميع المكونات المنفصلة، وأخذ الحيطة عند الاستثمار في دول ذات مخاطر جيوسياسية مثل تركيا والهند.

تصنيفات

قصص قد تهمك