بلومبرغ
في واحدة من أكبر عمليات الاندماج في قطاع التعدين يخطط اثنان من منتجي الليثيوم في أستراليا لتشكيل كيان موحد لتلبية الطلب العالمي سريع النمو على بطاريات السيارات الكهربائية في صفقة تقدَّر قيمتها بنحو 3.1 مليار دولار.
تعدُّ الصفقة بين "أوركوبري" (Orocobre Ltd)، و"غلاكسي ريسورسيس" (Galaxy Resources Ltd) أكبر صفقة في قطاع التعدين منذ بداية العام، وفقاً لبيانات بلومبرغ.
وتقدَّر قيمة الصفقة البالغة 4 مليارات دولار أسترالي بحسب سعر سهم "غلاكسي" البالغ 3.53 دولاراً أسترالياً، وهو أقل بـنسبة 2.2% عن إقفال تداولات يوم الجمعة.
تحظى الصفقة بدعم مجلس الإدارة، وسيتولى مارتن بيريز دي سولاي، الرئيس التنفيذي لشركة "أوركوبري"، قيادة الكيان الجديد.
وبحسب البيانات المعلنة ستتمُّ الصفقة عبر مبادلة أسهم من خلال عرض "أوروكوبري" 0.569 سهماً من أسهمها مقابل كل سهم من شركة "غلاكسي". وبالتالي فإنَّ ملكية الكيان الجديد ستتوزع على الشركتين بنسبة 54.2% لـ"أوروكوبري"و45.8% لـ"غلاكسي".
ويضطلع بنك "ستاندارد تشارترد" بدور مستشار الدمج لشركة "غلاكسي"، فيما سيكون بنك "يو بي إس" مستشاراً لشركة "أوروكوبري" في الصفقة التي من المقرر إنجازها في منتصف أغسطس المقبل.
أغلقت أسهم الشركتين عند أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات في بورصة سيدني.
عجز متوقع في سوق البطاريات
سيؤدي الاندماج إلى إنشاء خامس أكبر منتج في العالم لمواد الليثيوم الكيميائية، وهي الشكل المكرَّر للمواد الخام المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
سارعت شركات تصنيع البطاريات لتأمين إمدادات "الليثيوم" من المناجم وسط توقُّعات بأنَّ الاهتمام المحموم بصناعة السيارات الكهربائية سيخلق عجزاً هيكلياً في أقرب وقت هذا العام، فقد بدأت الأسعار في الارتفاع بالفعل بعد ركود استمر ثلاث سنوات. ومن المتوقَّع أن يرتفع الطلب على البطاريات بمقدار عشرة أضعاف بحلول عام 2030، وفقاً لـ"بلومبرغ NEF"، مع تسارع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
ويرى ريغ سبنسر، رئيس أبحاث التعدين في "كاناكورد جينويتي استراليا" أنَّ الكيان الجديد سيكون لاعباً عالمياً، فيما يتعلَّق بإنتاج الليثيوم الكيميائي، وقد يكون المنتج الثالث بحلول 2025 في حال استمرار خطط النمو الخاصة بالكيان الجديد.
أصول متنوعة
من المخطط أن يكون المقر الرئيسي للمجموعة المدمجة، التي لم يتم تسميتها رسمياً، في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، لكنَّ أسهمها الأساسية ستظل مدرجة في أستراليا.
تمنح الصفقة الشركتين مجموعة متنوعة من الأصول المنتشرة جغرافياً، إذ تبيع "أوروكوبري" كربونات الليثيوم المستخرجة من منجم "أولاروز" في الأرجنتين، في حين تمتلك "غلاكسي" منجماً في أستراليا، ومشاريع نامية في كندا وأمريكا الجنوبية.
يذكر أنَّ عمليات استخراج "الليثيوم" الخام تتمُّ بشكل شائع من خلال عمليات ضخِّ المحلول الملحي السائل في الخزانات الجوفية إلى أحواض التبخر الشاسعة، أو في مناجم الصخور الصلبة التقليدية.
تعدُّ الصين أكبر لاعب في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، مع خلال سيطرتها على غالبية الطاقة الإنتاجية من الليثيوم في العالم، وهو ما يمثِّل سيطرة خانقة للطلب على الخام المطلوب بقوة.
وقال مارتن بيريز دي سولاي، الذي سيقود الكيان المدمج، في مقابلة، "لدينا ميزانية عمومية قوية ستمكننا ليس فقط من إنجاز تلك المشاريع، بل لمواصلة النمو".
ويظهر على الساحة من بين كبار منتجي "الليثيوم" العالميين حالياً شركة "سويسيداد كواميكا مينيرا دي تشيلي"، و"ألبيمارلي كورب".
مخاطر الأرجنتين
يعتقد سبنسر من "كاناكورد" أنَّ "هناك مخاطر في وجود الجزء الأكبر من عمليات الكيان الجديد في الأرجتين، بالنظر إلى تاريخها من التقلُّبات الجيوسياسية والمالية، على الرغم من أنَّ فريق الإدارة المحلية في "أوروكوبري" أثبت حتى الآن مهارته في التعامل مع تلك المخاطر".
أما سيمون هاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غلاكسي"، الذي سيشغل منصب رئيس الأعمال الدولية في الشركة الجديدة فيقول: "من منظور "غلاكسي"، كنَّا نبحث عن شريك يتمتَّع بتجربة أرجنتينية عميقة داخل البلد، ووجدنا ذلك في "أوروكوبري". وأضاف قائلاً: "الاندماج يساعد في التخلُّص من مخاطر مشروع نمو "سال دي فيدا" التابع لـ"غلاكسي" في الدولة الأمريكية الجنوبية".