بلومبرغ
تتوقع "بي واي دي" (BYD)، شركة السيارات الأكبر في الصين من حيث حجم المبيعات، أن تشكل الأسواق الخارجية ما يقرب من نصف إجمالي المبيعات الإجمالية للشركة في المستقبل، مما يشير إلى أنها ستواصل إنشاء مراكز إنتاج عالمية للتغلب على التعريفات الجمركية العقابية.
قالت ستيلا لي، نائبة الرئيس التنفيذي، في مقابلة بمقر الشركة في "شنتشن" يوم الاثنين: "ستشكل سوقنا الخارجية نسبة كبيرة نسبياً من مبيعاتنا في المستقبل". وعندما طُلب منها أن تكون أكثر تحديداً، قالت إن "ما يقرب من نصف" المبيعات سيأتي من الخارج.
وبينما لم تحدد "لي" إطاراً زمنياً محدداً لتحقيق الهدف العالمي للمبيعات، إلا أن ذلك سيتطلب زيادة كبيرة في الإنتاج والتسليمات. تتجه "بي واي دي" إلى بيع نحو 500,000 سيارة في الأسواق الخارجية هذا العام، حيث وصلت مبيعاتها بالفعل إلى 270,000 سيارة في الأشهر السبعة الأولى، وهو ما يمثل حوالي 14% من إجمالي مبيعاتها. وتستهدف الشركة العام الجاري بيع حوالي 3.6 مليون سيارة كهربائية بالكامل، وسيارات هجينة قابلة للشحن في عام 2024، ومعظم هذه المبيعات ستكون في السوق المحلية.
من أجل تحقيق الهدف العالمي، تستثمر "بي واي دي" مليارات الدولارات في مصانع بأوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية لخدمة الأسواق المحلية، وتجنب الحواجز التجارية التي تُفرض ضد السيارات الكهربائية الصينية. في وقت سابق من الشهر الجاري، فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً إضافية بنسبة 17% على سيارات "بي واي دي"، في حين فرضت كل من كندا والولايات المتحدة رسوماً تصل إلى 100% على السيارات الكهربائية الصينية، متهمتين الصين بالغش التجاري من خلال دعم صناعتها للسيارات.
مصانع إضافية
تمتلك "بي واي دي" مصنعاً يعمل بالفعل في تايلندا، كما أن هناك طاقات إنتاجية إضافية قيد الإنشاء في المجر والبرازيل وتركيا، كما تعهدت الشركة ببناء مصنع في إندونيسيا، وهي على وشك توقيع اتفاقية إنتاج في المكسيك. ومن أجل تعزيز الوعي بالعلامة التجارية خارج الصين، وقعت "بي واي دي"، الشهر الماضي، صفقة مع شركة "أوبر تكنولوجيز" لتوفير 100,000 سيارة كهربائية لمنصة خدمة الركوب التابعة للشركة، وكانت واحدة من الرعاة الرئيسيين لبطولات كرة القدم الأوروبية لعام 2024 وكوبا أميركا.
ومن المتوقع أن يكون التركيز على التوسع الدولي جزءاً من تقرير مالي قوي يتضمن زيادة في صافي الدخل للنصف الأول من العام، والذي ستصدره "بي واي دي" في وقت لاحق اليوم.
وفقاً لجوانا تشين، محللة صناعة السيارات في الصين لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، من المحتمل ألا يتحقق هدف المبيعات العالمية بنسبة 50% حتى نهاية العقد.
وقالت "تشين": "الوصول إلى نسبة 50% على الأقل قد يحدث في 2030 أو حتى في وقت لاحق. شركة (شيري أوتو) تجلب نصف مبيعاتها حالياً من التصدير والنصف الآخر من السوق المحلية. كانت (شيري) من أوائل الشركات التي توجهت إلى الأسواق الخارجية، وهي الآن أكبر شركة مصدرة للسيارات الصينية. أما الشركات الأخرى فلا تزال تعتمد بشكل كبير على السوق المحلية".
تُباع سيارات "بي واي دي" بشكل جيد في دول مثل البرازيل وإسرائيل وتايلندا وأستراليا، لكن السائقين الأوروبيين ما زالوا أقل حماساً لشراء السيارات الكهربائية، مما يعكس المشاكل الأوسع التي تواجهها الشركات التقليدية والجديدة عبر القارة. كما أصبحت "بي واي دي" قوة مهيمنة في سوقها المحلية، متجاوزة شركات السيارات الغربية الراسخة مثل شركة "فولكس واجن"، حيث باعت 3 ملايين وحدة العام الماضي.
مراكز البيانات
تقوم "بي واي دي" أيضاً بإنشاء مراكز بيانات خاصة بها في دول أوروبية مختلفة مع توسعها في مجال السيارات ذاتية القيادة والمجهزة بالاتصال بالإنترنت، وفقاً لما قالته "لي".
وأضافت أن البيانات التي يتم جمعها لن تُرسل إلى الصين، مما يهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية المتعلقة بالبيانات، وهو أمر تسعى الولايات المتحدة إلى التعامل معه.
تعكس الجهود المبذولة للحفاظ على أمان بيانات العملاء التزام شركة "إكس بنغ" (Xpeng Inc) المنافسة لصناعة السيارات الكهربائية بإنشاء مراكز بيانات واسعة النطاق في أوروبا للتعامل مع جمع بيانات البرامج في سياراتها الذكية القيادة.