شركة هندية ناشئة تبني مصنعاً ضخماً لإنتاج الدراجات البخارية الكهربائية

time reading iconدقائق القراءة - 8
نموذج لسكوتر شركة \"أولا\" الهندية - المصدر: بلومبرغ
نموذج لسكوتر شركة "أولا" الهندية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يستعرض "بهافيش أغاروال" مساحة 500 فدان فارغة ومحاطة بمنازل مطلية بالنيون ومزارات صغيرة وبساتين مانجو.

ويأمل مؤسس شركة "أولا " (Ola) الشهير في إقامة أكبر مصنع للدراجات البخارية الكهربائية (سكوتر) في العالم في هذه الأرض الشاغرة في ضواحي إقليم "بنغالور" خلال الـ 12 أسبوعاً القادمة، لإنتاج مليوني وحدة سنوياً تقريباً، وهو ما يعد علامة بارزة لواحدة من أكبر الشركات الناشئة في الهند.

على بعد ساعتين ونصف الساعة بالسيارة جنوب شرق "بنغالور"، يقع مشروع مصنع "أغاروال" الضخم، الذي تبلغ تكلفته 330 مليون دولار، والذي يعتبر اختراقا جريئاً لمنطقة مجهولة من قِبل رجل أعمال قضى 10 سنوات في بناء شركة عملاقة في مجال خدمة طلب سيارات الأجرة.

ويدخل مشروع "أغاروال" الجديد "أولا إليكتريك" سوق السيارات الكهربائية المزدحمة بالفعل بأسماء كبيرة بداية من شركة "تسلا" الأمريكية وصولاً إلى شركة "نيو" (Nio) الصينية -وإن كانت البداية بدراجة بخارية متواضعة ذات عجلتين في البداية- ولكن يمكن أن يكون لهذا المشروع ضلع في قطاع سيارات كهربائية محلية بقيمة 200 مليار دولار في غضون عقد من الزمن.

خطط مستقبلية طموحة

إذا سارت الأمور وفقا للخطة، فإن شركته "أولا إلكتريك موبايليتي بي في تي" (Ola Electric Mobility Pvt) تأمل في إنتاج 10 ملايين سكوتر سنوياً أو 15% من الدراجات البخارية الإلكترونية في العالم بحلول صيف عام 2022، مع بدء المبيعات في الخارج في وقت لاحق من هذا العام.

وسيكون الإنتاج بمعدل "سكوتر" واحد كل ثانيتين بعد مرحلة توسيع المصنع العام المقبل.

إنها الخطوة الأولى في طريق تحقيق هدف "أرغاوال" لتجميع مجموعة كاملة من السيارات الكهربائية في نهاية المطاف لتعزيز إنجاز رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البلاد وطموحات قطاع التنقل المستدام.

وقال الشاب البالغ من العمر 35 عاماً في مقابلة الأسبوع الماضي: "إنها سيارة صممناها بشكل أساسي حتى تتمكن الهند من الحصول على مكانة مرموقة في مجال المركبات الكهربائية العالمية. وتتمتع الشركات الهندية بالذكاء والطاقة للقفز إلى المستقبل في مجال المركبات الكهربائية".

ويدخل "أغاروال" السوق في وقتٍ يعاني من تباطؤ الأعمال الأساسية، المتمثلة في خدمة طلب سيارات الأجرة، بسبب تفشي وباء كورونا.

تشجيع السيارات الكهربائية في الهند

ولا تزال الدراجات البخارية العادية والدراجات البخارية من نوع "سكوتر" التي تنفث الدخان أكثر وسائل النقل شيوعاً في مدن الهند التي يكثر فيها الضباب الدخاني، حيث جرى تصنيف 21 منها ضمن أكثر 30 مركزاً حضرياً تلوثاً في العالم عام 2019.

لكن الدولة تشجع حالياً السيارات الكهربائية والاعتماد على الذات في تقنيات البطاريات التي يمكن، وفقا لمركز أبحاث "سي إي إي دبليو" لتمويل الطاقة، أن تدعم سوقاً للمركبات الكهربائية بقيمة 206 مليارات دولار خلال الـ 10 سنوات المقبلة.

لكن ذلك لن يكون سهلاً. ويقلق الهنود من الطبقة الوسطى بشأن جودة الهواء، ولكنهم يترددون -بالمعدلات الحالية- في دفع ضعف سعر الـ "سكوتر" العادي مقابل شراء نموذج كهربائي.

وسيتعين على "أرغاوال" أيضاً درء المنافسة ليس فقط من المنافسين المحليين "هيرو موتوركورب" (Hero MotoCorp) و"باجاج أوتو" (Bajaj Auto)، ولكن أيضاً من الشركات الناشئة مثل "أثير إنريجي" (Ather Energy) والعلامات التجارية الصينية بما في ذلك "نيو تكنولوجيز" (Niu Technologies).

مسارٌ مختلف عن "تسلا"

يستمد رجل الأعمال الهندي الشاب الإلهام من شركات مثل "تسلا" و"نيو" و"شبينغ إنك" (Xpeng Inc)، التي تفوقت على عمالقة السيارات الراسخين باستخدام بطاريات هي الأرخص على الإطلاق وإمكانيات ضبط إعدادات البرامج الحاسوبية عن بعد، لكنه يتخذ مساراً مختلفاً.

إنه يريد البيع بأسعار معقولة للمركبات ذات العجلات الثنائية والثلاثية وكذلك الأربع عجلات للنقل داخل المناطق الحضرية.

وقال: "نطمح في بناء شركة مركبات كهربائية للتنقل في المناطق الحضرية لتكون رائدة عالمياً".

القصة من البداية

وتعتبر شركة "أولا إلكتريك" هي الفصل الثاني لـ "أغاروال"، فمنذ عقد من الزمان، كان رائداً في خدمة طلب سيارات الأجرة في البلاد، وتفوق على شركة "أوبر" وتوسعت شركته في 200 مدينة قبل التوجه إلى الخارج حيث المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.

وأسس "أغاروال" شركة المركبات الكهربائية الخاصة به في 2017، وأصبحت شركة بمليارات الدولارات بعد ذلك بعامين، عندما استثمرت فيها شركة "سوفت بنك غروب" وشركة "تايجر غلوبال مانجمنت" مئات الملايين من الدولارات.

وكانت هذه هي المرة الثانية التي يضخ فيها المستثمرون العالميون أموالا في الشركة، على الرغم من أن "أغاروال" قاومهم للحفاظ على السيطرة على شركة "أولا".

هذه المرة، هو أكثر ثباتاً في مقعد القيادة. لقد حصل أيضاً على رأس مال من شركة "هيونداي موتورز" وشركة "كيا موتورز كورب"، وفاز مؤخراً بمزيد من الداعمين الذين لم يكشف عن أسمائهم.

وقال "أغاروال": "نحن نتمتع برأس مالٍ جيد للغاية واهتمام المستثمرين غير مسبوق".

بيع الدراجات عبر الإنترنت

ويريد "أغاروال"- الذي غالباً ما يقاطع نفسه ليسأل "ما رأيك؟- تقديم خمسة طرازات ذات عجلتين في البداية، بما في ذلك إصدارات السوق الكبير والإصدارات المتميزة وذاتية الاتزان.

وحتى بشكل أكثر جرأة، يريد إنتاج أول السيارات الكهربائية لتصبح على الطرق الهندية في غضون 18 إلى 24 شهراً، ويتحدث بأنه يوماً ما سيبيع سيارات ذاتية القيادة وسيارات رباعية الدفع مستقبلية لا تشبه السيارات بشكلها الحالي.

في ذلك الخميس بصفة خاصة، تجول على نموذج أولي لـ "سكوتر" أنيق في حديقة مكتب في حي "كورمانغالا"، المركز الرئيسي لنشاط الشركات الناشئة في "بنغالور". وأظهر إضاءة جديدة وبطاريات قابلة للإزالة وصندوق تخزين كبير.

وتعتمد خطته على بيع الدراجات البخارية "رقمياً" عبر الإنترنت، وكذلك عبر الوكلاء، حيث يقدم خطط دفع شهرية لتسهيل الأمر على ميزانية المشترين.

السيارات الكهربائية في الهند

وتشكل المركبات الكهربائية الآن أقل من 1% من جميع السيارات المباعة، وفقا لتقديرات شركة الاستشارات "كيه بي إم جي" واتحاد الصناعة الهندية.

وفي الهند ، يمكن أن تمثل الدراجات البخارية التي تعمل بالبطاريات الكهربائية ما بين 25% و35% من سوق الدراجات البخارية بحلول عام 2030، وستمثل المركبات ثلاثية العجلات، والتي تتمتع بشعبية محلياً، 65% إلى 75% بحلول ذلك الوقت.

ويمكن أن تكون القدرة على تحمل تكاليف السيارة مفتاحاً لاختراق سوق الهند، ويتلخص ذلك في تكلفة التشغيل لكل كيلومتر.

خطط خفض التكاليف

ولم يكشف "أغاروال" عن الأسعار بعد، لكنه قال إن منتجه سينافس الدراجات البخارية التقليدية التي تباع مقابل ألف دولار للقطعة الواحدة، وسيكون خفض التكاليف من خلال اللعب على استهداف نطاق واسع للبيع.

وللإبقاء على التكاليف تحت السيطرة، تجري شركة "أولا" عملية تصميم وهندسة وتصنيع لحزمة البطاريات الخاصة بها والمحرك وكمبيوتر السيارة والبرمجيات.

وعلى غرار شركة "تسلا"، تريد "أولا" خفض التكاليف من خلال بناء خلايا الطاقة الخاصة بها.

وعملت الشركة على اختبار حلول الشحن ومحطات تبديل البطاريات في العام الماضي، واستحوذت على شركة "إتيرجو بي في" (Etergo BV) لتصنيع الـ "سكوتر الذكي" والتي تتخذ من أمستردام مقراً لها لبدء تصنيع الـ "سكوتر" الخاص بها سريعاً.

سيحتوي موقع مصنع "أولا" على أكثر من 3 آلاف روبوت يعمل جنباً إلى جنب مع 10 آلاف عامل.

وستقوم البرامج التي جرى إنشاؤها بواسطة فريق مكون من ألف عضو، معظمهم من المهندسين، بتقاسم العمل.

وستجري تغطية سقف المصنع بألواح شمسية وسيكون خالياً من الكربون. وسيُصنِّع كل الموردين في طرفي مجمع الإنتاج حوالي نصف مكونات الـ "سكوتر" المطلوبة.

ويشرف "أغاروال" على كل شيء بدقة. ويتجول مرة واحدة في الأسبوع، في موقع البناء للتحقق من التقدم في العمل.

وفي الأيام الأخرى، تنقل الكاميرات المثبتة على أنابيب طويلة حول الموقع الحدث مباشرة إلى مكتبه.

وقال بفخرٍ واضح، وهو من بين نخبة تخرجت في معهد "إنديان انستيتيوت تكنولوجي"، إنه صمم نظام التخزين والاسترجاع والتسليم الآلي للدراجات البخارية الكهربائية وحصل على براءة اختراع لها.

وقال عن دراسته جملة مأثورة بلغته الهندية تعني: "يجب أن تكون مفيدة في وقت ما، أليس كذلك؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك