بلومبرغ
قلصت شركة "نيسان موتور" من توقعاتها لخسائر السنة المالية، في إشارة إلى أن شركة صناعة السيارات المحاصرة بدأت تتعافى من التأثير السيئ لوباء كورونا على مبيعاتها المتدنية قبل ذلك.
وتتوقع ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان حالياً خسارة صافية قدرها 530 مليار ين (5.1 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في شهر مارس، وهي أقل من التوقعات السابقة عند 615 مليار ين. وتراجعت توقعات عجزها، على أساس الخسائر التشغيلية، بنسبة 40% إلى 205 مليارات ين لمدة 12 شهراَ.
وتمضي "نيسان" منذ حوالي تسعة شهور في خطة تحول قوية تتضمن تخفيض قدرتها الإنتاجية العالمية بنحو الخمس، وإنتاج 12 طرازاً جديداً في الشهور الـ18 حتى نوفمبر، من أجل تحديث تشكيلتها القديمة من الموديلات وإثارة الاهتمام الراكد لدى المستهلكين.
وقالت الشركة في بيان إيراداتها اليوم الثلاثاء: "إن الانتعاش في كل ربع سنوي واضح، بفضل تحسن مبيعات التجزئة وتعزيز القاعدة المالية كما هو مرسوم في خطة تحول أعمال "نيسان" المعروفة باسم "نيكست" NEXT"، مشيرة إلى أن الشركة عادت إلى أرباح تشغيلية إيجابية في الربع الثالث.
سيارة "روغ" تدعم الإيرادات
وارتفعت مبيعات الطرازات الجديدة مثل "روغ" (Rogue SUV)، التي ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة، في شهر أكتوبر، ما حدّ من انخفاض مبيعات "نيسان" العالمية الإجمالية إلى أقل من 10% على أساس سنوي في شهري نوفمبر وديسمبر، مقارنة بانخفاض ارتفع عن نسبة 30% في النصف الأول من عام 2020.
وقال تاتسو يوشيدا، محلل "بلومبيرغ إنتليجنس": "ستكون هذه الطرازات الجديدة أساسية بالنسبة لنيسان، ويجب على الشركة أن تتحسن قليلاً بسبب المنتجات الجديدة التي ستطرح في أسواق مثل الولايات المتحدة، إلا أن الأمور في الوقت الحالي لا تزال محدودة."
وقالت نيسان في البيان إن مبيعات الربع الثالث المنتهي في 31 ديسمبر تراجعت بنسبة 11% إلى 2.2 تريليون ين، فيما تتوقع "نيسان" حالياً مبيعات قدرها 7.7 تريليون ين للعام بأكمله، وهذا أقل بمبلغ طفيف عن الـ 7.8 تريليون ين التي توقعها المحللون.
وحددت شركة صناعة السيارات هدفاً عالمياً لمبيعات العام بأكمله عند حوالي 4 ملايين وحدة، بانخفاض طفيف عن التوقعات السابقة لـ 4.2 مليون سيارة.
وفي سبتمبر، قال ماكوتو أوشيدا، الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" إنه يتوقع عودة الشركة إلى الربحية في عام 2021، في حال استمرار الزخم بأسواق مثل الصين، مشيراً إلى أن "نيسان" تتوقع تعافياً قوياً في أكبر اقتصاد آسيوي، وتخطط لتوسيع تواجدها هناك.
نقص الرقائق الإلكترونية يهدد القطاع
وتظهر بيانات "آي إتش إس ماركيت" أنه من المتوقع أن تنتعش مبيعات السيارات العالمية بشكل مطرد هذا العام لتصل إلى 84.4 مليون وحدة من 76.8 مليون سيارة في عام 2020، ولكن لا يزال هناك عدد من التحديات التي لا تقتصر فقط على نقص أشباه الموصلات الذي تسبب في قيام مصنعي السيارات العالميين بتقليص إنتاجهم. ويُقدّر المحللون في شركة " ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي سيكيوريتيز" (Mitsubishi UFJ Morgan Stanley Securities) أن نقص الرقائق سيقتطع تصنيع 500,000 وحدة من إنتاج مصنعي السيارات اليابانيين.
ورغم التوقعات بتحمل شركة "هوندا موتور" العبء الأكبر من ذلك، وهي التي أعلنت أيضاً عن أرباح اليوم الثلاثاء، إلا أن "نيسان" أكدت الشهر الماضي على تخفيضها للإنتاج في أحد مصانعها باليابان، كجزء من خطة لخفض الإنتاج قد تتجاوز 10,000 سيارة حتى مارس، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية. وقالت متحدثة باسم "نيسان" الأسبوع الماضي إنها ستعلق أيضاً بعض إنتاج الشاحنات في ولاية ميسيسيبي بسبب نقص الرقائق.
وكتب محللو شركة "جيفيريز" (Jefferies)، تاكاكي ناكانيشي وليلين تشنغ، في تقرير لهما الشهر الماضي أن أي تصحيح في أسعار الأسهم الناتج عن اضطرابات التصنيع المرتبطة بالرقائق، يمكن أن يتراوح من 10 إلى 30%. كما وضعت "جيفيريز" أسهم شركة "نيسان" تحت المراقبة، بحجة أن قدرة الشركة على تثبيت الإدارة والتركيز على الإصلاحات الهيكلية لا تزال يحتاج إلى إثبات.
وفي هذا العام، تعافت أسهم "نيسان" التي تراجعت بنسبة 12% في عام 2020، كما أنها تغيرت قليلاً اليوم الثلاثاء.