الشرق
ارتفعت أسهم شركة "لوسِد" (Lucid Group)، وسط تداولات متقلّبة، بعد أن نقل موقع إلكتروني يتابع صفقات الشركات "شائعة"، لم يتمّ التدقيق في صحتها، تفيد بأن الصندوق السيادي السعودي يستعد لشراء صانعة السيارات الكهربائية بالكامل.
سهم "لوسِد" قفز حوالي 98%، بما يمثل أكبر مكسب يومي له على الإطلاق، منهياً تداولات يوم الجمعة، في نيويورك، بارتفاع قدره 47%، ليبلغ 13.21 دولار، ولتصل بذلك القيمة السوقية لشركة "لوسِد" إلى نحو 23 مليار دولار.
تمّ وقف التداول على سهم "لوسِد" أكثر من مرّة خلال جلسة يوم الجمعة نتيجة التقلّبات، حيث تبدّلت حيازة أكثر من 90 مليوناً بين المتداولين. وترافق ذلك مع ارتفاع أسهم شركات كهربائية أُخرى، مثل "نيكولا" (Nikola) و"ريفيان أوتوموتيف" (Rivian Automotive).
النشاط على السهم أطلقه منشور على موقع "بيتافيل" (Betaville) يقول إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، المالك الأكبر لشركة "لوسِد"، يعمل مع مستشارين من "مورغان ستانلي" بشأن خطة لشراء الكمية المتبقية من أسهم الشركة، بهدف إدراجها أيضاً في سوق الأسهم السعودية (تداول) خلال بضع سنوات.
"غير ناضج"
تمّ تصنيف التقرير عن الصفقة على موقع "بيتافيل" تحت خانة "غير ناضج"، وهو مصطلح تستخدمه المدوّنة للإشارة إلى أنه لم يتم التحقق من الشائعة المتداولة في السوق. وامتنعت "لوسِد" عن التعليق عند اتصال بلومبرغ بها. ولم يكن صندوق الاستثمارات العامة متاحاً على الفور خارج نطاق ساعات العمل العادية.
الصندوق يمتلك بالفعل حوالي 64% من "لوسِد"، التي تتخذ من مدينة نيوارك بولاية كاليفورنيا الأميركية مقرّاً لها، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
استثمر صندوق الاستثمارات العامة في "لوسِد" لأول مرة في 2018، وبشكلٍ مطّرد راكم المزيد من أسهمها، وصولاً لحيازته على ملكية الأغلبية عندما طُرحت الشركة الناشئة للاكتتاب العام في يوليو 2021، من خلال الدمج مع شركة استحواذ لغرض خاص.
"لوسِد" أعلنت في نوفمبر 2022 عن تحقيقها لمبيعات بقيمة 350 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. وتراجع السهم حينها بنسبة 13%، باعتبار أن النتائج المالية جاءت دون توقّعات المحللين. وفقدت الشركة حوالي 65% من قيمتها السوقية منذ بداية 2022.
كان فيصل سلطان، نائب الرئيس والمدير الإداري لشركة "لوسِد" في الشرق الأوسط كشف لـ"اقتصاد الشرق"، في أكتوبر، أن "عام 2025، سيكون لدينا إنتاج كامل في السعودية. وفي ذلك الوقت، ستبلغ طاقتنا الإنتاجية 155 ألف سيارة كهربائية سنوياً".
يرى المحلل المالي في "اقتصاد الشرق" محمد عادل أن الشائعات هي إحدى المحركات الرئيسية للأسواق المالية في العالم، وآخرها تلك المتعلقة بصفقة "لوسِد" المزعومة. لكن، "هل الصفقة فرصة مجدية لصندوق الاستثمارات العامة؟ يجيب عادل أنه "طبقاً لبيانات بلومبرغ، فإن متوسط تكلفة اقتناء الصندوق لأسهم "لوسِد" (البالغة 1.1 مليار سهم) حوالي 22.17 دولار للسهم، وقُبيل تلك الشائعة كان السهم يُتداول عند مستويات بحدود 8 دولارات للسهم، أي أنه كان لديه خسائر رأسمالية غير محققة من حيازته لتلك الحصة بأكثر من 15 مليار دولار. وبالتالي، فإن الاستحواذ على باقي الأسهم، بسعر أقل من المتوسط، سيُخفّض بالطبع تكلفة اقتناء السهم الأكثر وزناً في محفظة استثمارات الصندوق بالأسهم الأميركية". لكن الأهم، بحسب عادل، أن "الصفقة لو تمّت تصبُّ في استراتيجية الصندوق بتوسيع استثماراته في قطاع السيارات الكهربائية، والسعي لتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي لهذه الصناعة".
رأي "اقتصاد الشرق"