بلومبرغ
يواجه صانعو السيارات في المملكة المتحدة الذين أنهوا أسوأ عام لهم منذ 1984، آفاقاً غير مؤكدة على صعيد التعافي بسبب التعقيدات التجارية بعد "بريكست"، وإجراءات احتواء تفشي مرض كوفيد-19.
وقالت جمعية مصنعي وتجار السيارات البريطانية الخميس، إن الإنتاج انخفض بنسبة 29% إلى أقل من 921 ألف سيارة العام الماضي، وهو أدنى مستوى خلال أربعة عقود تقريباً. وبينما توقعت المجموعة التجارية انتعاشاً إلى ما يقرب من مليون سيارة في عام 2021، فإنها حذرت من أن القطاع ربما لن يعود في المستقبل المنظور إلى آخر مستوى قياسي حقّقه.
وقال مايك هاوز، الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات، في إفادة للصحفيين، إن صانعي السيارات يعملون بجهد للحفاظ على الإنتاج على الرغم من تعطل إمداداتقطع الغيار جراء "بريكست" (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي). وفي حينأن الاتفاقية التجارية التي أبرمتها بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في أواخر العام الماضي جنّبت القطاع إلى حد كبير الرسوم الجمركية، فإنها جلبت إجراءات جمركية أكثر صعوبة وتطلبت من الشركات تصنيع مكونات محلياً لتجنب الرسوم.
وأوضح هاوز بشأن المضاعفات المتعلقة بـ"بريكست" أنها "ليست مشكلات المراحل البدائية، إذ لطريقة التجارة مع الاتحاد الأوروبي الآن هيكل ثابت".
النقطة المضيئة
قالت جمعية مصنعي وتجار السيارات إن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا وانخفاض الطلب على السيارات في الداخل والخارج كانا السببين الرئيسيين لتراجع الإنتاج. وتُعتبر هذه البيانات هي الأحدث لتأكيد السنة الكئيبة لشركات صناعة السيارات في أوروبا.
وأعلنت هيئة مصنعي السيارات الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر، أن تسجيلات السيارات الجديدة تراجعت إلى أقصى حد منذ بداية تدوين السجلات عام 1990. كانت السيارات الكهربائية نقطة مضيئة للمصانع في المملكة المتحدة، إذ كان ما يقرب من 19% من جميع المركبات التي جرى صناعتها في بريطانيا من النوع الهجين أو الكهربائي بالكامل، مرتفعة من أقل من 15% في عام 2019.
ستحتاج بريطانيا إلى البناء على هذا الزخم لإبقاء مَصنعَي شركة "ستيلانتس إن في" مفتوحَين على المدى الطويل. وقال كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات التي شُكّلت من اندماج شركة "فوكسهول" (Vauxhall) المالكة لمجموعة "بي إس إيه" (PSA) وشركة "فيات كرايسلر" (Fiat Chrysler) هذا الشهر، إن الشركة لن تستثمر في نماذج محركات احتراق الوقود (التقليدية) لمصنعَيها في إنكلترا بسبب حظر سيارات الغاز والديزل الذي سيصبح ساري المفعول في عام 2030.