بلومبرغ
حصلت شركة "فورد موتور" كما تقول، على إمدادات كافية من البطاريات لتصنيع أكثر من نصف مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول أواخر العام المقبل، وهي قفزة نوعية مقارنة مع عدد السيارات الكهربائية التي باعتها الشركة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، والذي بلغ 27,140 سيارة.
وقّعتْ صانعة السيارات عقوداً مع مورّدين يُمثّلون 60 غيغاواط / ساعة من طاقة البطاريات السنوية، وهو ما يكفي لتصنيع 600,000 مركبة كهربائية سنوياً، حسبما ذكرت الشركة في بيان يوم الخميس. ومن بين هؤلاء المورّدين، شركة "كونتمبوريري أمبيركس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology) الصينية، المعروفة باسم (CATL)، حسبما ذكرت "بلومبرغ" في تقرير سابق.
اقرأ أيضاً: فورد تخطط لإنفاق 20 مليار دولار لدعم تحول إنتاجها للسيارات الكهربائية
قالت "فورد" أيضاً إنها حصلت على 70% من طاقة البطاريات التي تحتاج إليها لإنتاج أكثر من مليوني سيارة كهربائية سنوياً بدءاً من عام 2026، الأمر الذي يساعد على تحقيق الهدف الذي حدّده رئيسها التنفيذي، جيم فارلي، في مارس.
أصبح ضمان الحصول على بطاريات كافية لصناعة الملايين من طرز المركبات الكهربائية، عبارة عن معركة تنافسية رئيسية في سوق السيارات الكهربائية الناشئة، حيث أقامت شركة "جنرال موتورز" شراكة مع شركة "إل جي كيم" (LG Chem) الكورية الجنوبية لبناء مصانع بطاريات في الولايات المتحدة. وتمتلك "فورد" بالفعل مشروعاً مشتركاً مع شركة "إس كيه إنوفيشن" (SK Innovation) الكورية الجنوبية لإنفاق 11.4 مليار دولار على ثلاثة مصانع للبطاريات، ومصنع لتجميع المركبات الكهربائية في ولايتي تينيسي وكنتاكي.
اقرأ المزيد: "جنرال موتورز" تنافس "تسلا" بسيارة "بليزر" الكهربائية
تتوقع "فورد" التي تتخذ من ديربورن في ولاية ميشيغان مقاراً لها، نمو الطلب على السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم بأكثر من 90% سنوياً حتى عام 2026، أي أكثر من ضعف التوقعات الحالية للقطاع.
قال فارلي في البيان: "نضع النظام الصناعي في مكان يسمح له بالتوسّع بسرعة، وقد تحرك فريق السيارات الكهربائية "مودل إي" (Model e) لدينا بسرعة وتركيز وإبداع، للضمان توفير طاقة البطاريات والمواد الخام التي نحتاج إليها".
اقرأ أيضاً: استطلاع: ربع الأميركيين يريدون التحوّل إلى السيارات الكهربائية
في الواقع، ستبدأ "فورد" استخدام حزم بطاريات فوسفات حديد الليثيوم الأقل تكلفة من "CATL" في طرازات "موستانغ ماك إي" (Mustang Mach-E) العام المقبل، و"إف -150 لايتنينغ" (F-150 Lightning) في أوائل عام 2024، ما سيُعزّز إنتاج تلك المركبات الرائجة. كذلك قالت "فورد" إن لديها خطة لتوفير 40 غيغاواط / ساعة من تلك البطاريات سنوياً في أميركا الشمالية في عام 2026، إلا أنها ستستوردها في البداية من الصين.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن يُنفق المليارات في بناء سلسلة توريد للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لتقليل الاعتماد على الصين مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين البلدين، حيث تدّعي شركة "فورد" أنه لتلبية الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية، يجب عليها استيراد البطاريات من عملاق البطاريات الصيني.
قالت ليزا دريك، نائبة رئيس "فورد" لتصنيع السيارات الكهربائية، في مكالمة مع المحللين والصحفيين يوم الخميس: "نحتاج إلى توسيع نطاق المركبات الكهربائية بسرعة في الولايات المتحدة، وهذا أحد تطلعات الإدارة؛ حيث لا توجد طاقة خلايا بطاريات كافية لتلبية الطلب. ولذا، فإن ما نقوم به هو استيراد بعض طاقة خلايا البطاريات للمساعدة في تلبية هذا الطلب".
مطاردة "تسلا"
يحاول فارلي اللحاق بركب شركة "تسلا" الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، حيث تضخ "فورد" 50 مليار دولار في استراتيجيتها للتوسع في المركبات الكهربائية حتى عام 2026. كما تستعد الشركة لإلغاء ما يصل إلى 8,000 وظيفة في الأسابيع المقبلة لزيادة الأرباح والمساعدة في تمويل طموحاتها في مجال السيارات الكهربائية، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطة، حسب ما ذكرت "بلومبرغ" يوم الأربعاء.
اقرأ المزيد: "فورد" تنوي إلغاء 8000 وظيفة لتمويل تحوّلها إلى السيارات الكهربائية
عندما سُئِلت عن تخفيضات الوظائف، قالت دريك: "للتحرك بسرعة في هذا المجال، فإن الأصغر هو الأفضل؛ حيث يمكن لفريق أصغر أن يتحرك بشكل أسرع من فريق أكبر، وهذا الفريق يتحرك بسرعة لأننا استبعدنا الكثير من البيروقراطية الكبيرة".
فضلاً عن ذلك، قالت شركة "فورد" إنها تتوقع بحلول أواخر العام المقبل تصنيع 270 ألف سيارة "موستانغ ماك-إي" سنوياً، و150 ألف سيارة من طراز "إف -150 لايتنينغ"، و150 ألف شاحنة تجارية كهربائية من طراز "ترانزيت" (Transit)، و30 ألف وحدة من سيارات الدفع الرباعي الكهربائية الجديدة لأوروبا، والتي تقول الشركة إنها "ستتفوق بشكل كبير" في عام 2024.
اقرأ أيضاً: "فورد" تخصص مليارات الدولارات لمنافسة "تسلا" بسوق السيارات الكهربائية
قوة أقل
يُذكر أن حزم بطاريات فوسفات حديد الليثيوم تُستخدم على نطاق واسع في الصين، ولكن يُنظر إليها على أنها أقل قوة من بطاريات المنغنيز والنيكل والكوبالت، التي توفر الآن الطاقة لسيارات "ماك-إي" و"إف -150 لايتنينغ".
رفضت دريك الكشف عن القوة الحصانية في تلك الطرز المزودة بحزم بطاريات فوسفات حديد الليثيوم، في حين قالت شركة "فورد" إن الإصدارات الأطول مدى من "ماك-إي" و"إف -150 لايتنينغ"، ستستمر في استخدام بطاريات المنغنيز والنيكل والكوبالت.
كذلك قالت دريك عندما سُئِلت عن مواصفات الطاقة في "ماك-إي" و"لايتنينغ" التي تستخدم حزم بطاريات فوسفات حديد الليثيوم: "أود الدخول في هذا النقاش اليوم، ولكننا نريد حقاً التركيز فقط على القدرات التي قمنا بتثبيتها، وسوف تسمعون الكثير عن هذا الأمر. لذا كونوا صبورين معنا بعض الشيء".
اقرأ أيضاً: نقص الرقائق يُجبر "فورد" على خفض إنتاجها في أمريكا الشمالية
في الواقع، يعكس تحوّل "فورد" إلى كيمياء حزم بطاريات فوسفات حديد الليثيوم، دفعاً صناعياً لتوسيع قدرة المركبة الكهربائية مع وضع حد للتكاليف المرتفعة للبطاريات والمركبات الكهربائية. كما أعلنتْ "تسلا" عن خطوة مماثلة في أكتوبر الماضي.
من جانبه قال كوري كانتور، محلل المركبات الكهربائية في "بلومبرغ إن إي إف"، إن التغيير يعني أنه "ليس عليك دفع الكثير على تلك الطرز الأرخص للحصول على البطارية، وهذا يُحرر المواد للإصدارات المتميزة الأعلى أو الأطول مدى".