بلومبرغ
إذا كنت تترقب بشغف النسخة الكهربائية من السيارة الرياضية بورش 911، فلربما عليك أن تخفف من حماسك قليلا، إذ يبدو الأمر وكأنه سيستغرق بعض الوقت.
ففي 5 نوفمبر وخلال اتصال هاتفي، أشار رئيس "بورش" أوليفر بلوم، مستخدما عباراتٍ لا لبس فيها، إلى أنّ إصدار نسخةٍ تعمل بالبطارية بنسبة 100% من "بورش 911" هو أمرٌ بعيد المنال، إن حدث ذلك أصلا.
محرك يعمل بالوقود
وقال بلوم: "دعني أكون واضحًا. ستبقى "بورش 911" الشهيرة تعمل على محرّك احتراق لفترةٍ طويلة. وتُمثّل هذه السيارة مفهوما تمّ تصميمه خصيصًا لمحرّك الاحتراق. ومن غير المفيد مزجها مع المركبات الكهربائية. نحن نؤمن بالسيارات المصممة خصيصًا للعمل على الطاقة الكهربائية."
ويشير هذا الخبر بشكل أو بآخر إلى تغيرٍ في آراء صانع المركبات الواقع مقرّه في شتوتغارت بألمانيا، ففي مؤتمر "بلومبرغ بيرسوت" العام الماضي والذي حمل عنوان "العام المقبل: الرفاهية"، أشار حينها الرئيس والمدير التنفيذي للشركة في شمال أميركا كلاوس زيلمير إلى خلاف ذلك.
ويأتي قرار إبقاء السيارة الرياضية ذات البابيْن تعمل بالاحتراق الداخلي، ليتعارض مع خطة الشركة بأن تصبح كافة مركباتها المُباعة كهربائية بحلول 2025 (إمّا كهربائية بالكامل أو هجينة قابلة للشحن). إلا أن هذا القرار قد يبهج محبّي "بورش" الذين باتوا يألفون هذه السيارة التي وفرت لهم على مدى 56 عاما، الصوت وأسلوب القيادة الذي تميزت به. بدلًا من استبدالها بمحركات الكهرباء ذات القوة الفورية ولكن الصامتة.
تكنولوجيا جديدة سيارة جديدة
عاصرت سيارة "بورش 911" التي تمّ إطلاقها في 1964 ثمانية أجيال وشهدت متغيرات كثيرة، من ضمنها إطلاق كل من "بورش تارغاس" وسيارات بورش المكشوفة و"بورش توربو". وتمّ بيع أكثر من 1.1 مليون سيارة منها حتى اليوم.
ولكن برغم كل هذا الحديث عن سيارة بورش الأكثر تميزًا وتفضيلا، فإن الـ"911" ليست الأكثر شهرة. حيث كانت كل من "بورش ماكان" و"بورش كايين أس يو في" النموذجيْن الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من هذا العام، تليهما "تايكان سيدان" الكهربائية. وتُعد أميركا ثاني أكبر سوقٍ لبورش بعد الصين. ويحتفل صانع المركبات في 2020 بعامه الـ70 منذ دخوله للولايات المتحدة، عندما وصلت أولى النماذج (وهو نموذجٌ معروفٌ بـ356) إلى الأراضي الأميركية.
ويضيف بلوم إنه في حال أرادت بورش إطلاق سيارة رياضية كهربائية بالكامل، فعلى الأرجح أن يكون ذلك نموذجًا جديدًا كليًا. ويقول: "مستقبلا، أعتقد أن هناك مجالا لإضافة سيارة كهربائية رياضية بالكامل على المجموعة. هناك فرصٌ كبيرة لذلك".
الالتزام بقوانين الحد من الانبعاثات
ووفقًا لبلوم، التزمت بورش باستثمار 15 مليار يورو (17.7 مليار دولار) لدعم الانتقال للطاقة الكهربائية والإنتاج المستدام والرقمنة على مدى السنوات الخمس القادمة. وهي تبحث أيضًا عن شركاءٍ لتطوير "وقود الكتروني" اصطناعي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وذلك ضمن مساعي الشركة للالتزام بقوانين الحد من الانبعاثات التي تزداد صرامة، حتى تصل لأهدافها المتمثلة بمنع محركات الاحتراق الداخلي كليًا.
وسيساهم العمل على تطوير "الوقود الالكتروني" بالحفاظ على 70% من سيارات "بورش" التي لا تزال تسير على الطرقات وتستهلك الوقود الأحفوري بشكلٍ كبير، بالإضافة إلى أنه سيحافظ على ملايين السيارات التي ستبقى تعمل خلال السنوات الـ10 والـ15 المقبلة.
ويقول بلوم: "إنّ إيقاف محرّكات الاحتراق ليس بالمناقشة الصحيحة. إننا نخفف ثاني أوكسيد الكربون من خلال مزج الجانبيْن [الطاقة الكهربائية والوقود الالكتروني]".
وفي الوقت عينه، لا يجب على محبي "911 " التقليديين المعارضين لأي تغييرٍ في لعبتهم المفضلة أن يبقوا مرتاحين. حيث يبقى احتمالٌ إصدار نسخةٍ هجينة منها قائما، حتى وإن لم يؤكد بلوم هذا الأمر.
ويضيف بلوم أخيرا: "بالنسبة لمستقبل "911"، هناك الكثير من الأفكار الجيدة الخاصة بإطلاق نسخةٍ هجينة، موجهة نحو الأداء الجيد، حيث نستخدم على سبيل المثال نظام 400 فولت لمحركنا الكهربائي. هذه هي فكرتنا الرئيسية حتى الآن عن كيفية المضي قدمًا بـ911 ".