بلومبرغ
قد تُشكّل السيارات الكهربائية نحو ثلث مجموع المركبات المبيعة في الهند بحلول عام 2030، ولكن غالبيتها ستكون من المركبات ذات الإطارين أو الثلاث إطارات. خاصة أنه من المتوقع ألا يتمكن المستهلكون من شراء السيارات العاملة بالبطاريات باهظة الثمن في رابع أكبر سوق عالمي للسيارات.
أشارت "آرثر دي ليتل" (Arthur D. Little) في تقرير هذا الأسبوع، إلى أن واحدة من كل 10 سيارات كهربائية مبيعة في العالم، بحلول ذلك الوقت، ستكون في الهند، وستتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية 10 ملايين وحدة، من 400 ألف فقط العام الماضي. كما ستظل سيارات الركاب تمثّل 5% من كافة وسائل النقل العاملة بالبطاريات، بحسب ما ذكره مؤلفو التقرير، ومنهم بارنيك تشيتران مايترا وأندرياس شلوسر.
تحديات
تخلّفت الهند عن بقية الأسواق الرئيسة الأخرى في اعتماد المركبات الكهربائية، رغم تعهد البلاد، ثالث أكبر مصدر للغازات الدفيئة في العالم، بالتحوّل إلى صافي صفر الانبعاثات الكربونية في عام 2070. ابتعد المشترون الهنود، الواعون بقيمة المنتجات والذين اعتادوا على شراء سيارات البنزين غير المبهرجة، عن شراء المركبات الكهربائية بسبب قلة شبكة شحن البطاريات والتكلفة الأولية الباهظة للسيارات النظيفة.
تقود دراجات السكوتر الكهربائية، وليس السيارات، التحوّل إلى وسائل النقل الأنظف في الهند، ولكن لديها تحدياتها كذلك. احترق عدد من دراجات السكوتر الكهربائية في الأشهر الأخيرة بسبب عدم خضوعها لاختبارات تقيس قدرتها على تحمل المناخ الحار في البلاد والطرق المليئة بالحفر، مما يُهدد تبني البلاد الناشئ للمركبات الكهربائية. أفاد التقرير أن مبيعات السيارات الكهربائية شكّلت 2% فقط من إجمالي مبيعات السيارات في الهند عام 2021، مقارنة بـ4% في الصين و10% في المملكة المتحدة.
توقعت "آرثر دي ليتل" في التقرير وصول الاستثمار الأجنبي المباشر في صناعة السيارات الكهربائية الهندية إلى 20 مليار دولار في عام 2030، على أن تُركّز على نقل التكنولوجيا والتحالفات بين شركات صناعة السيارات المحلية والسيارات الكهربائية العالمية. جذبت صناعة المركبات الكهربائية الهندية استثمارات قيمتها 6 مليار دولار في عام 2021.
قال مؤلفو التقرير إن الإعانات الحكومية والاستثمارات في السيارات الكهربائية من قبل مُصنّعي السيارات المعروفين، ومنهم اللاعب الأكبر "ماروتي سوزوكي إنديا" (Maruti Suzuki India) في البلاد، ستُعجّل التحوّل على المدى الطويل. وأضافوا أن معدل اعتماد المركبات الكهربائية سيرتفع مبدئياً في المدن الكبرى التي يؤسس فيها مُصنّعو السيارات الهنود المزيد من الشراكات وتجذب فيها الشركات الناشئة المزيد من التمويل.