"جيب" تمول التحول للسيارات الكهربائية بوحش تقليدي يعمل بالوقود

time reading iconدقائق القراءة - 11
الكشف عن سيارة جيب واغونير كاربايد الرياضية متعددة الاستخدامات خلال معرض نيويورك الدولي للسيارات 2022 في نيويورك، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
الكشف عن سيارة جيب واغونير كاربايد الرياضية متعددة الاستخدامات خلال معرض نيويورك الدولي للسيارات 2022 في نيويورك، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ترغب شركة "جيب" (Jeep)، صاحبة علامة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات الأيقونية الأمريكية، في إقناع العالم بأنها ستتحول إلى علامة خضراء صديقة للبيئة، حتى وإن لم تمتلك بعد أي سيارات كهربائية حتى تعرضها.

تكشف خطة هذا الأسبوع لرئيس "جيب" العالمية كريستيان مونييه، عن العالمين اللذين تطرقهما العلامة الشهيرة. فقد كان يسير على طرق غير ممهدة لأيام قليلة في مدينة مواب بولاية يوتا في سيارة كهربائية من طراز "رانغلر"، يجمع الآراء حول المنتج من أشد المعجبين بهذه السيارة الذين يدعمونها مع الآخرين. ثم تم عرضها في معرض نيويورك الدولي للسيارات – لتعود إلى أرض الواقع.

ليس قبل عام

لن تطرح العلامة، التي صممت في الأصل للطرق الوعرة، سيارة رياضية كهربائية كاملة للبيع في الأسواق حتى العام المقبل. لذلك عرض مونييه في مانهاتن الطرازات ذات قاعدة العجلات الطويلة من السيارات الكبيرة "واغونير" (Wagoneer) و "غراند واغونير" (Grand Wagoneer)، وهي سيارات "جيب" التي طال انتظار انضمامها إلى فئة السيارات الرياضية ذات الثلاثة صفوف.

تتميز الطرازات المطورة بمحرك تيربو مزدوج جديد أطلق عليه اسم "العاصفة" (Hurricane). وبسبب هذا الدعم الإضافي، تقطع السيارة "غراند واغونير إل" 16 ميلاً لكل غالون من البنزين على الطرق السريعة وفي المدينة معاً.

لا يتطابق ذلك تماماً مع شعار "جيب" الجديد "حرية صفر الانبعاثات". غير أن شركة "ستيلانتيس" (Stellantis) المالكة للعلامة "جيب" ، مثل كل الشركات العاملة في صناعة السيارات، تراهن على أن الأرباح التي تجنيها من السيارات كثيفة استهلاك البنزين سوف تمول مستقبلها الكهربائي.

في حين أن العلامات العالمية الأخرى حددت مستهدفات للتخلص من محركات الاحتراق الداخلي على مراحل، لم تحدد "جيب" تاريخاً تتحول فيه بالكامل إلى إنتاج السيارة الكهربائية، وتعتمد 97% من جميع السيارات من هذا الطراز الذي يباع في الولايات المتحدة على حرق الوقود.

قال مونييه في مقابلة شخصية يوم الثلاثاء الماضي: "إننا نمر بمرحلة انتقالية وهناك عملاء عندهم بعض الاحتياجات، الهدف هو حرية صفر الانبعاثات، نقطة – وذلك ما سنتجه إليه بالسيارة "جيب". المشكلة أننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بين ليلة وضحاها".

يدخل الجزء الخاص بالولايات المتحدة من شركة "ستلانتيس" للتو إلى السباق. ففي صورتها القديمة تحت اسم شركة "فيات كرايسلر أوتوموبيلز" (Fiat Chrysler Automobiles)، حوّل الرئيس التنفيذي الراحل سيرجيو مارشيون السيارة "جيب" إلى "بقرة حلوب" للشركة في السوق العالمية، غير أنه قاوم الاستثمار في الانتقال إلى السيارة الكهربائية، زاعماً إنها مبادرة خاسرة.

ليست شركة "ستيلانتيس" هي شركة صناعة السيارات التقليدية الوحيدة التي تستخدم أرباحها من المركبات التي تعمل بالبنزين في تمويل الاستثمار في السيارات الكهربائية. فقد عرضت شركة "بي إم دبليو" هي الأخرى سيارة رياضية كبيرة الحجم في معرض نيويورك، كما تستمر شركتا "جنرال موتورز" و"فورد موتور" في اعتمادهما على مبيعات سيارات النقل والسيارة الرياضية التي تعمل بالوقود.

وتقدم "جيب" أيضاً السيارات الهجينة. إذ تشكل مبيعات السيارة "رانغلر 4 إكس إي"، التي كُشف عنها في أواخر عام 2020، ما يتراوح بين 25% و30% من إجمالي مبيعات "رانغلر"، كذلك ستطرح الشركة طرازاً هجيناً جديداً من السيارة "غراند شيروكي" من خلال وكلائها في وقت لاحق من فصل الربيع الحالي.

لعبة الملاحقة

غير أن استراتيجية الانتظار التي انتهجها مارشيون جعلت الشركة تتخلف عن منحنى حركة منافسيها، إذ تتقدم "تسلا" وتسبقها بخطط وطموح لبطارية أقوى وأكبر حجماً.

لدى شركة "ستيلانتيس"، التي تقبع في قاع ترتيب "وكالة حماية البيئة" في اقتصاد استهلاك الوقود منذ سنوات، متوسط كفاءة استهلاك وقود نحو 21.3 ميل لكل غالون في طرازات عام 2020، مقارنة مع متوسط الصناعة الذي يبلغ 25.4 ميل للغالون.

ونتيجة لاندماجها الأخير سيكون على الشركة الوفاء بمستهدف أقل للانبعاثات، في حين يخفف توجه الشركة لإنتاج السيارات الفارهة من أثر ارتفاع تكلفة منظومة الدفع والحركة في السيارة الكهربائية، بحسب سام أبو الصامد، محلل وباحث رئيسي لدى شركة "غايدهاوس إنسايتس" (Guidehouse Insights).

في مقابلة شخصية أثناء المعرض، قال بوب كارتر، نائب الرئيس التنفيذي في فرع شركة "تويوتا موتور" بأمريكا الشمالية: "سيكون المستقبل قطعاً للسيارات الكهربائية، وما تجري مناقشته على مستوى الصناعة، ويلقى تمثيلاً سيئاً إلى حد ما، هو مسألة الفترة الزمنية التي ستستغرقها عملية الانتقال".

تزايد عشق أمريكا للسيارات الرياضية الكبيرة مع ظهور الحاجة إلى الهروب أثناء انتشار جائحة كورونا، غير أن جيسيكا كالدويل، عضوة مجلس الإدارة التنفيذي للأفكار لدى شركة "إدموندس" (Edmunds)، قالت إن ارتفاع أسعار البنزين يضعف الطلب على سيارات "جيب" الرياضية متعددة الأغراض.

قالت كالدويل: "ربما يوجد الآن عدد أقل من مشتري السيارات المختلفين عن السائد ويرغبون في شراء تلك الطرازات الكبيرة، غير أنها كانت فئة أساسية في تلك الصناعة. ومع ذلك، سوف تظل هناك سوق لهذه السيارة".

قال جيم موريسون، الذي يقود شركة "جيب" في أمريكا الشمالية، إن أسعار الوقود قد تمثل عاملاً هاماً لدى السيارة "واغونير"، لكن مشتري السيارات الرياضية الفارهة يحبون طراز "غراند واغونير"، الذي يبدأ سعره من 88640 دولاراً أمريكياً، وهم أقل حساسية للتأثر بأسعار البنزين في محطات الوقود. وأضاف أن طراز "إل" لديه مقومات جيدة لأن بعض العملاء لا يريدون إلا السيارات الواسعة والكبيرة.

أوضح موريسون: "العملاء هم القوة الدافعة بالنسبة لنا، وقد أرادوا سيارة كبيرة".

الضغوط التنظيمية

تشكل البيئة التنظيمية أيضاً ضغوطاً على "جيب" حتى تتحول بخطوات أسرع إلى السيارات الكهربائية. ففي وقت سابق من الشهر الحالي، طرحت إدارة الرئيس بايدن قواعد وأهدافاً جديدة لمعدلات استهلاك الوقود عن كل ميل بهدف تنشيط سرعة تطوير السيارات الكهربائية. وتشترط القواعد الجديدة على شركات صناعة السيارات أن يبلغ متوسط كفاءة استهلاك الوقود 49 ميل للغالون بالنسبة إلى إجمالي أسطول السيارات المُنتَجة بحلول عام 2030، وفق نظم اختبار الوكالة.

كشفت شركة "ستيلانتيس" في تقرير إفصاح للجهات الرقابية في السنة الماضية عن أنها قد تصبح مطالبة بنحو 684 مليون يورو (741 مليون دولار) لتغطية غرامات متعلقة بشروط توفير الوقود. غير أن تغيرات أسعار العملة والمبيعات التراكمية قد ترفع إجمالي الغرامات إلى 840 مليون يورو (908 ملايين دولار).

وضعت شركة "جيب" في حسبانها توقعات فرض قواعد متشددة تتعلق باقتصاد استهلاك الوقود عند إعداد خطة الإنتاج على مدى العامين الماضيين، وكذلك الهجوم الوشيك من السيارات الرياضية الكهربائية الكبيرة، بحسب مونييه، الذي قال: "لقد انتهجنا خطاً شديد الجرأة حتى أننا مهما يحدث نستطيع أن نتصدر السباق في هذه اللعبة".

تصنيفات

قصص قد تهمك