أزمة رقائق جديدة تخيم على تعافي شركات السيارات اليابانية

time reading iconدقائق القراءة - 12
سيارات من شركة \"تويوتا\"  - المصدر: بلومبرغ
سيارات من شركة "تويوتا" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تتوقع كبرى شركات تصنيع السيارات في اليابان زيادة الأرباح بدعم من ارتفاع أسعار السيارات بعد خروجها من عام 2021 الصعب، الذي شهد تفاقم نقص أشباه الموصلات عالمياً. مع ذلك يهدد نقص الرقائق التناظرية الذي يلوح في الأفق بتعكير الاستشراف المستقبلي.

فيما يُتوقع أن يتراجع نقص إمدادات أشباه الموصلات في وقت لاحق من 2022، يُرجح أن تنشأ اختناقات نتيجة الطلب المتزايد على الرقائق التناظرية، التي تُستخدم بشكل متزايد في السيارات مع تحولها للكهربة والقيادة الذاتية.

بدأت أزمة الرقائق العام الماضي بشكل أساسي بسبب نقص المعالجات الدقيقة، وهي رقائق الحوسبة الرئيسية المستخدمة في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

انضمت "هوندا موتور" إلى "نيسان موتور" برفع توقعات أرباح التشغيل للسنة المالية حتى مارس، بعد بداية صعبة العام الماضي.

أبقت "تويوتا موتور" على توقعاتها عند 2.8 تريليون ين (24 مليار دولار) بالنسبة لأرباح التشغيل السنوية، حتى بعد توقف الإنتاج المحلي لعدة أيام في يناير.

قال أشواني غوبتا، الرئيس التنفيذي للعمليات في "نيسان" خلال إعلان نتائج الأعمال أو الأرباح في وقت سابق من الأسبوع: "كلما حصلنا على مزيد من أشباه الموصلات، زادت قدرتنا على النمو".

أثبتت شركات صناعة السيارات اليابانية على مدى خمسة عقود أن بمقدورها المنافسة وبسط الهيمنة على صناعة السيارات عالمياً.

تمر الشركات بوضع غير مألوف في الوقت الراهن حيث تفتقر للقدرة على التنبؤ بمستقبلها بسبب أزمة الرقائق العالمية، التي يغذيها الطلب المتزايد على أجهزة الكمبيوتر والأدوات والأجهزة حيث يعمل الناس عن بُعد ويقضون وقتاً أطول في منازلهم.

تحديات مشتركة

قالت شركة "اي اتش اس ماركيت" (IHS Markit) في تقرير الشهر الماضي: "من المرجح أن تصبح الرقائق التناظرية العائق الرئيسي أمام إنتاج السيارات خلال السنوات الثلاث المقبلة".

تمثل عمليات الإغلاق لمواجهة كوفيد وشح المكونات والرقائق، التحديات المشتركة التي تواجه شركات صناعة السيارات حول العالم. ستؤدي هذه الاضطرابات لتقييد إنتاج السيارات حتى نهاية 2022 أو تأجيل انتعاش السوق على نطاق أوسع حتى 2023، وفقاً لتقرير حديث صادر عن "فيتش سوليوشنز" (Fitch Solutions).

قال جيمس هونغ المحلل لدى "ماكواري سيكيوريتيز كوريا" (Macquarie Securities Korea) في رسالة بالبريد الإلكتروني إن شركته تتوقع "العودة للوضع الطبيعي بوتيرة أبطأ من المتوقع، بالنسبة للمعروض من رقائق الدائرة المتكاملة".

أبقت "تويوتا" في الغالب على المسار بالمقارنة مع توقعاتها الأولية. تعد توقعات الأرباح التشغيلية لأكبر شركة لصناعة السيارات في العالم أعلى قليلاً من التوقعات الأولية الصادرة في مايو 2021، في حين قلصت توقعاتها بشأن المبيعات بشكل طفيف بسبب توقف الإنتاج.

اضطرت "هوندا" لخفض توقعاتها في نوفمبر 2021 بسبب أزمة الرقائق، ما أثار مخاوف بشأن قدرتها على تعافي الأرباح والمبيعات.

انتعشت شركة صناعة السيارات الأسبوع الجاري، وترى حالياً أن أرباح التشغيل للسنة المالية تبلغ 800 مليار ين، وهو أعلى مما توقعته أساساً العام الماضي.

تتوقع "نيسان"، التي توقعت مبدئياً أرباحاً سنوية مستقرة، تحقيق أرباح بقيمة 210 مليارات ين للسنة المنتهية في مارس، بفضل أسعار الصرف المواتية وهوامش ربح السيارات.

تحسن المعروض

كما شرعت "نيسان" في خطة تعافي خلال 2020 لخفض التكاليف السنوية بحوالي 300 مليار ين وتقليل القدرة الإنتاجية وتقليص الحوافز التي تؤدي لتآكل الهامش.

يرى كوجي إندو، المحلل في " إس بي أي سيكوريتيز" (SBI Securities)، أن إمدادات أشباه الموصلات تتحسن مع زيادة الشركات المصنعة للرقائق، للإنتاج عالمياً.

قال إن أزمة نقص المعروض ستستمر على الأرجح في النصف الأول من السنة المالية وتتحسن في النصف الثاني.

أوضح إندو: "إنتاج شركات صناعة السيارات يتحسن، بشكل طفيف".

مع ذلك، قد يكون من السابق لأوانه الاحتفال، حيث قال المدير المالي لشركة "ميتسوبيشي موتورز" كوجي إيكيا، خلال مؤتمر لإعلان نتائج الأعمال هذا الأسبوع إن التوقعات ما تزال غامضة، مع وجود فرصة كبيرة لحدوث أزمة في الرقائق لفترة طويلة، وأضاف قوله: "سنرى التأثير في العام المقبل".

يقول المحللون في "بلومبرغ انتلجينس" إن إنتاج السيارات بدأ حالياً بتجاوز خطط الإنتاج الخاصة بالشركات.

كتب ماساهيرو واكاسوغي وتاتسو يوشيدا في مذكرة في 4 فبراير: "ما يزال عدم اليقين بشأن نقص الرقائق مستمراً، لكن الشركات المصنعة للسيارات ستصل لمستويات إنتاج ما قبل كوفيد، حال رفع الإنتاج ما بين 5 و10%"، مضيفين أنهم يتوقعون تعافي المبيعات في 2022.

قال سيجي سوغيورا، المحلل في "طوكيو توكاي ريسيرش" (Tokyo Tokai Research) إن الجانب المشرق أو الإيجابي للأرباح هو أن أسعار السيارات ترتفع في ظل قوة الطلب وتبيع شركات صناعة السيارات التي تعتمد على خصومات السيارات دون أن تقوم بذلك.

قال: "إنها تصبر، لأن الطلب على السيارات الجديدة يتراكم... لا تستطيع شركات صناعة السيارات فعل أي شيء، لذلك ليس لديها خيار سوى الانتظار".

تصنيفات