بلومبرغ
ستحل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في جميع أنحاء آسيا الأسبوع المقبل، وفي الوقت الذي يشعر فيه بعض أصدقائي العازبين في الصين بالقلق من زيارة مدنهم في أوطانهم. تستغل العديد من العائلات هذه الفرصة تقليدياً لاستجواب الأبناء غير المرتبطين حول آفاق زواجهم.
تشغل العلاقات أفكار شركات صناعة السيارات حالياً أيضاً، خاصة المنتجين الدوليين والعلامات التجارية المحلية الذين كانت لديهم أحياناً اتحادات غريبة وفق سياسة استمرت ثلاثة عقود وتطلبت من الشركات الأجنبية العمل في مشاريع مشتركة مع منافسين محليين.
في وقت سابق من هذا الشهر، ألغيت هذه المتطلبات التي اشترطت في البداية على شركات صناعة السيارات العملاقة في الخارج امتلاك حصة بحد أقصى 50% في الشراكات، ما يمنح جميع المنتجين في الخارج نفس النوع من الحريات التي كانت حكراً في السابق على عدد قليل من الشركات، ومن بينها "تسلا".
أما بالنسبة لحوالي عشرين تحالفاً في مجال صناعة السيارات والتي تشكلت بموجب الزيجات الإلزامية منذ عام 1994، فقد حان الوقت لتقديم المشورة لبعض الأزواج. من المرجح أن يفكر الجميع تقريباً في مزايا التمسك ببعضهم، أو إنهاء الشراكة، أو بيع حصتهم إلى الشريك الآخر.
سيكون الأداء الضعيف للمشاريع في سوق السيارات الكهربائية في الصين الذي يتفوق على العالم هو المحفز الخفي لهذه المناقشات. وبينما تضم قائمة أفضل 10 بائعي سيارات في الصين لجميع سيارات الركاب، بما في ذلك سيارات محرك الاحتراق، سبعة من الشركات الأجنبية المحلية، فإن واحدة فقط هي "سايك جيه إم وولينغ" التي تنتج سيارة "هونغوانغ ميني" (Hongguang Mini) الشهيرة الصغيرة ذات الأربعة مقاعد بين كبار رواد السيارات الكهربائية.
في عصر ازدهار مبيعات السيارات الكهربائية، يشير هذا إلى مشاكل في المستقبل. وإضافة إلى هذه الحقيقة، تفقد العديد من العلامات التجارية الأجنبية، ومن بينها "فورد" و"هيونداي" شعبيتها بين المستهلكين الصينيين، وفقاً لما ذكره تشي جي، المدير التنفيذي لشركة "سي إم بي انترناشيونال سيكيورتيز" والتي يقع مقرها في هونغ كونغ. قد تجد شركات مثل فولكس واجن وجنرال موتورز نفسها تتعرض لضغوطات.
فهم السوق
تصر شركة فولكس واجن، التي تمتلك حصة 40% في مشروع مع مجموعة "تشاينا فاو" (China FAW Group) واتفاقاً بنسبة 50-50 مع "سايك موتور"، على أن الشراكات المحلية تظل مفيدة. قال الرئيس التنفيذي للشركة في الصين ستيفان ولينشتاين في وقت سابق من هذا الشهر: "لا يوجد سبب للابتعاد". ففي النهاية، يمنح الشريك المحلي للاعبين الأجانب الدراية المحلية، ويمكن القول، إنه يقدم فهم السوق الذي يصعب استخلاصه بطريقة أخرى".
لكن هناك آخرون يسعون بالفعل إلى مزيد من السيطرة على مصيرهم داخل الصين. قد يكون ذلك منطقياً أيضاً إذا زادت العائدات وكانت تكلفة زيادة الحصة غير باهظة. يجب أن تكمل "بي إم دبليو"، التي وافقت في السابق على خطة مع الشريك المحلي "بريليانس" (Brilliance) لزيادة حصتها من النصف إلى 75%، هذه الصفقة هذا العام. أفادت الأنباء أن شركة "دايملر" المصنعة لمرسيدس بنز تسعى لرفع حصتها في مشروع مع "بايك أوتوموتيف" (BAIC Automotive).
وعلى الناحية الأخرى، يرى بعض المنتجين الصينيين قيمة في الانسحاب. استجابت شركة "دونغ فينغ موتور" المملوكة للدولة الشهر الماضي لانخفاض المبيعات ببيع حصتها البالغة 25% في مشروع مع شركة "كيا" وشركة "جيانغسو يودا" المحلية.