بلومبرغ
تتسم الأيام الأولى من العام الجديد بالتطلّع إلى الأمام، وهو ما تستعرضه السطور القادمة حول مستقبل السيارات الكهربائية، لكننا سننطلق من مشروعٍ حيوي لهذه الصناعة، كان يُفترض أن يُنجز في 2021 لكنه لم يتحقق حتى الآن.
مازال مصنع "تسلا" في ألمانيا لا يعمل حتى الآن، رغم أن إيلون ماسك تنبأ في أكتوبر الماضي بأن المصنع، الذي يقع قرب برلين، سينتج سيارات تسلا من طراز"Y" قبل انتهاء العام.
حتى نكون منصفين، لا نلقي اللوم كاملاً على ماسك وحده، فلم تعطِ السلطات المحلية حتى الآن الضوء الأخضر بشكل نهائي للمشروع، بالتالي، عطلت توسع "تسلا" في أوروبا، في نفس وقت ضغط منافسيها المحليين على دواسة السرعة.
أعلنت شركة "ستيلانتيس" أمس عقد صفقات في تطوير البرمجيات مع شركة "أمازون" وبيع سيارتها الكهربائية "رام بروماستر" لأسطول شركة تجارة التجزئة عبر الإنترنت.
كشفت "مرسيديس بنز" التابعة لـ"دايملر" يوم الإثنين عن نموذج لسيارة تستخدم البطارية كمصدر للطاقة، وتستطيع أن تسير مسافة 620 ميلاً في الشحنة الواحدة، بينما خصصت "فولكس واجن" نحو 100 مليار دولار الشهر الماضي للسيارات الكهربائية وتطوير البرمجيات على مدى 5 سنوات قادمة، وهي أكبر ميزانية في هذا المجال تخصصها الشركة الألمانية العملاقة.
رسخت "تسلا" ريادتها بدرجة هائلة في الإنتاج الكبير للسيارات الكهربائية وبيعها، غير أن عام 2022 ربما يصبح عام محاولة اللحاق من قبل شركات صناعة السيارات التقليدية.
وفيما يلي بعض التقارير التي سأراقبها هذا العام:
أزمة نقص الرقائق
دعونا ننحي الأنباء السيئة أولاً عن الطريق: من المتوقع أن تستمر في عام 2022 أزمة نقص أشباه الموصلات التي دمرت إنتاج السيارات ومبيعاتها في العام الماضي. فقد طالت مدة تسليم الرقائق الإلكترونية ستة أيام أخرى إلى نحو 26 أسبوعاً في شهر ديسمبر، مقارنة مع شهر سابق، وفق دراسة أجرتها شركة "سوسكوهنا فايننشال" – وهي أطول مدة، منذ أن بدأت الشركة رصد هذه البيانات في 2017.
قالت "مرسيدس" هذا الأسبوع إنها ستبقي على مجموعة عمل شكلتها في مواجهة الاختناق في سلاسل التوريد، لأنها تتوقع انخفاض العرض بصورة استثنائية في النصف الأول من العام.
تتوقع شركة صناعة السيارات الفاخرة تحسن الأوضاع بحلول نهاية العام، غير أن ذلك كان ما توقعته أيضاً في أوائل 2021، حتى فاقمت الحرائق وأحوال الطقس الغريبة من أزمة نقص التوريدات.
زملائي في آسيا في هذا المجال كتبوا مؤخراً عن الإجراءات التي تتخذها شركات صناعة السيارات لاكتساب المزيد من السيطرة على معروض الرقائق الإلكترونية.
مثال ذلك أن "ستيلانتيس" وقعت اتفاقاً مع "فوكسكون" بهدف المشاركة في تطوير المكونات.
أتوقع أن تُعقد المزيد من هذه الاتفاقيات على مدى الأشهر المقبلة.
مزاحمة الصين
ساعدت قوة أداء "تسلا" في الصين، وهي أكبر أسواق السيارات في العالم، في تعزيز تسليمات الشركة المذهلة في نهاية العام.
تُعدُّ الصين أكبر أسواق سيارات "فولكس واغن" و"بي إم دبليو" و "مرسيدس"، لذا سيكون الدفاع عن الحصة السوقية هناك، أو حتى زيادتها، أولوية رئيسية لشركات صناعة السيارات الألمانية الثلاث.
يحتل هذا العام أيضاً أهمية خاصة بسبب بداية تفعيل قواعد الملكية الأجنبية التي أصبحت أكثر تيسيراً في الصين.
تتوقع "بي إم دبليو" – التي أعلنت لتوها أنها تغلبت على "مرسيدس" في مبيعات السيارات الفاخرة عالمياً في العام الماضي ولأول مرة منذ 2015 – أن تتسلم موافقة من الجهات التنظيمية في الصين في الربع الأول على خططها بالاستحواذ الكامل على مشروعها المشترك لصناعة السيارات مع شركة "بريليانس" الصينية.
سيسمح ذلك لـ"بي إم دبليو" بأن تضم نتائج أعمال الشركة في تقاريرها المالية، بما يعزز الإيرادات، والتدفقات النقدية والأرباح بنسبة كبيرة.
ربما تتيح القواعد الميسرة أيضاً فرصة أمام "مرسيدس" لترفع حصتها في مشروعها المشترك الرئيسي في الصين مع شركة "بي أيه آي سي موتور" عن مستواها الحالي البالغ 49%.
تمتلك مجموعة "بي أيه آي سي أوتوموتيف" نحو 10% من "دايملر" المالكة لشركة "مرسيدس"، وأشار الألمان في شهر ديسمبر الماضي إلى هذه الشراكة على أنها "نموذج للتعاون الصيني الألماني" بعد التعاون في تنمية وصناعة السيارات منذ 2003.
تعزيز هذا التعاون في مشروع "بي أيه آي سي" يكتسب معنى إضافياً، لأن "دايملر" تعمل على تخفيض حجم تحالفها مع "بي واي دي". فقد أعلنت الشركة الألمانية في الشهر الماضي أنها ستخفض حصتها في مشروع إنتاج السيارة الكهربائية "دينزا" المشترك من نسبة 50% إلى 10% فقط بعد أعوام من ضعف المبيعات.