مطار سيدني يرفض عرض شراء جاذب في زمن الوباء بقيمة 16.6 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 8
طائرة ركاب على مدرج المطار في مطار سيدني ، أستراليا - المصدر: بلومبرغ
طائرة ركاب على مدرج المطار في مطار سيدني ، أستراليا - المصدر: بلومبرغ

رفض مطار سيدني، المتأثر بوباء كورونا والخالي من المسافرين الأجانب، عرضاً جذاباً لشرائه بقيمة 22.3 مليار دولار أسترالي (16.6 مليار دولار) يوم الخميس، وهو ما يعتبر رقما قياسياً بالنسبة إلى أستراليا، ويعلو بنسبة 42% عن قيمته السوقية وقت تقديم العرض.

أدت أزمة وباء كورونا إلى ظهور مجموعة من الأصول المتضررة مثل شركات الطيران، والمطارات، والكازينوهات، وغيرها من الشركات المعتمدة على السياحة، أمام المستثمرين الذين يراهنون على الانتعاش القادم. مع ذلك، يختلف الأمر بالنسبة إلى مجالس الإدارات الذين يُقيّمون أساليب الاستحواذ هذه، إذ يسيطر عدم اليقين على الوقوف على قوة أي انتعاش أو أية آفاق مستقبلية، وهو ما يجعل من الصعب التمييز بين عروض الاستحواذ الجذّابة والأخرى غير الناجحة.

أصول إستراتيجية

وقال مطار سيدني إن العرض المُقدّم من قبل صندوق التقاعد وشركة "أي إف إم إنفيسترز" (IFM Investors) والبالغ 8.25 دولار أسترالي للسهم، كان أقل من سعر السهم قبل الوباء، بل وخفّض أيضاً من قيمة الأصول "الاستراتيجية التي لا يُمكن تعويضها". نتيجة لذلك، انخفضت أسهم مطار سيدني بنسبة 0.9% إلى 7.73 دولار أسترالي في تمام الساعة 1:43 مساءً بالتوقيت المحلي.

"مطار سيدني في وضع قوي يُمكّنه من تحقيق النمو، خصوصاً مع ارتفاع معدّلات التطعيم، وانتقلنا إلى فترة التعافي بعد الوباء" وفقاً للبيان الصادر عن المطار الذي أشار إلى أنه لن يمضي إلا في صفقة تعترف "بالقيمة المناسبة على المدى الطويل".

آفاق مليئة بالتحديات

رداً على ذلك، قال التحالف الذي قدّم العطاء إنه "تفاجأ بذلك وأصيب بحالة من الإحباط، لأن المقارنة مع سعر سهم مطار سيدني قبل وباء كورونا تعتبر أمراً محدود الأهمية، في ظل التغيرات التي حدثت بسوق الطيران، والآفاق المليئة بالتحديات".

إلى ذلك، قال اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، إن حركة السفر العالمية، وهي محرك الأرباح الرئيسي للمطارات الدولية مثل مطار سيدني، قد لا تتعافى بالكامل حتى عام 2023. وتسود أيضاً حالة من عدم اليقين حيال تلك التوّقعات مع تفشي متحوّر "دلتا" في أسواق السفر الرئيسة مثل بريطانيا والولايات المتحدة، وكذلك سيدني، التي مدّدت إغلاقها.

جون أيوب، مدير الصندوق في "ويلسون أسيت مانيجمنت"، التي تمتلك أسهماً في شركة مطار سيدني، قال: "إن مجالس الإدارة في موقف لا تُحسد عليه، فهم يحاولون تقييم مستقبل الشركة على المدى الطويل. أصبحت المجالس أكثر تحفظاً بسبب حالة عدم اليقين".

وقع مطار سيدني في مرمى نيران أزمة كورونا منذ أن أغلقت الحكومة الأسترالية حدودها الدولية في شهر مارس من عام 2020 ومنعت موظفيها من السفر، لتتكبد الشركة صافي خسائر بلغت حوالي 145.6 مليون دولار أسترالي خلال العام الماضي. وستطول المعاناة المالية للمطار مع استمرار إغلاق الحدود الأسترالية المتوقّع حتى منتصف عام 2022، بسبب تأخر برنامج التطعيم في البلاد.

قال هيو دايف، كبير مسؤولي الاستثمار في "أطلس فاندز مانيجمنت"ومقرها سيدني، إن عرض الاستحواذ كان "انتهازياً، حتى وإن كانت العلاوة مرتفعة بشكل استثنائي". وفي نفس الوقت، أشار محلل بلومبرغ إنتليجنس دينيس وونغ إلى أن العرض "قد لا يعكس فرص العائد طويل الأجل للبنية التحتية الأساسية والطويلة المدة".

عروض استحواذ قياسية

في ظل معاناة العديد من الأعمال من الأزمات، تُقدّم الشركات حجماً غير مسبوق من عروض الاستحواذ المفاجئ التي ارتفع حجمها لأربعة أرباع متتالية في جميع أنحاء العالم. شهد هذا العام 18 عرضاً بقيمة قياسية بلغت 67 مليار دولار في أستراليا ونيوزيلندا وحدهما، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، إلا أنه تم سحب أو إنهاء ثلاثة من تلك العروض.

كما ترددت مجموعة من الشركات بشأن مسألة البيع في فترة عدم اليقين الاقتصادي هذه، أو قامت بتمديد فترات تقييماتها الخاصة بمقترحات الاستحواذ لعدة شهور. إلا أن فئة أخرى من الشركات فضّلت تحويل الأصول إلى حملة الأسهم بدلاً من المخاطرة بالتخلّي عن قيمتها لمقدّمي العروض قبل أن يؤدي التعافي إلى دعم أسعار الأصول.

فعلى سبيل المثال، لم تُقدّم شركة الكازينو الأسترالية "كراون ريزورتس" رأيها حتى الآن بشأن مقترح الاندماج المقدّم من قبل "ستار إنترتينمنت غروب"، والذي تم الإعلان عنه في شهر مايو. كذلك، استغرقت شركة "كراون"، التي تواجه تحقيقات تنظيمية وتراجع عدد الزوار الأجانب، حوالي شهرين لرفض منهج الاستحواذ الذي قدمته "بلاكستون غروب".

وفي الأسبوع الماضي فقط، اختارت شركة المراهنات الأسترالية العملاقة، "تابكورب هولدينغز ليميتيد"، الاحتفاظ بأعمال المراهنات والألعاب، ورفضت العطاءات المُقدّمة من كل من "أبولو غلوبال مانيجمنت" ووكيل المراهنات البريطاني "إنتين بي إل سي".

في غضون ذلك، تُلقي المخاوف القانونية بظلالها على عرض مطار سيدني، إذ يمنع القانون الأسترالي أي كيان يمتلك نسبة قدرها 15% أو أكثر من مطارات بيرث، بريزبين أوملبورن امتلاك أكثر من 15% أيضاً من مطار سيدني. وتمتلك شركة "أي إف إم إنفيسترز" نسبة 25% من مطار ملبورن و20% من مطار بريزبين.

تصنيفات

قصص قد تهمك