بلومبرغ
تحقق السلطات الإيطالية في حادث غرق اليخت الفاخر قبالة سواحل صقلية بسبب عاصفة قوية، ما أدى إلى فقدان ستة أشخاص بمن فيهم رائد التكنولوجيا البريطاني مايك لينش.
فتح المدعون العامون في صقلية تحقيقاً في غرق اليخت، الذي يحمل اسم "بايزيان" (Bayesian)، وقاموا باستجواب مستفيض لربان كان على متنه، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيطالية اليوم الثلاثاء. يعتقد المدعون أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن سارية اليخت انكسرت وسط نوبة غير اعتيادية من سوء الأحوال الجوية.
بالتزامن مع ذلك، أرسل قسم التحقيق البريطاني المختص بالحوادث البحرية فريقاً من المفتشين إلى المنطقة. شمل المفقودين الآخرين ابنة لينش هانا، ورئيس "مورغان ستانلي إنترناشيونال" وشركة التأمين "هيسكوكس" (Hiscox) جوناثان بلومر، والمحامي في "كليفورد تشانس" (Clifford Chance)كريس مورفيلو.
كان يخت "بايزيان"، البالغ طوله 56 متراً (184 قدماً) وأحد أكبر اليخوت الشراعية في العالم، راسياً في المياه التي ضربتها عاصفة بحرية، وهي عبارة عن دوامة من الهواء وشبورة مائية يمكن أن تسبب أضراراً جسيمة. كان القارب يحمل 12 شخصاً و10 من أفراد الطاقم.
أجواء معتادة
لا تُعد الأعاصير والعواصف المائية نادرة الحدوث في إيطاليا خلال أواخر الصيف وبداية الخريف. وقال أندرو بيدريني، عالم الأرصاد الجوية في شركة التنبؤ بالطقس "أتموسفيريك جي2" (Atmospheric G2): "تساهم مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة وظروف جوية محددة مثل الرياح الرأسية العالية العنيفة في تكوين هذه الظواهر الجوية".
أضاف بيدريني أن إيطاليا تشهد سنوياً أكثر من 100 إعصار. رغم ذلك، من الصعب التوصل إلى إجماع بشأن العدد الإجمالي، حيث إن الأعاصير البحرية في أعماق البحار غالباً لا يتم الإبلاغ عنها.
وبحسب ماثيو دروس، عالم الأرصاد الجوية في "ماكسار تيكنولوجيز" (Maxar Technologies Inc)، فإن الأعاصير الليلية يمكن أن تكون أكثر فتكاً، حيث يصعب تقييمها والتعامل معها عندما يدخل الظلام.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، ظلت سفن الصيد المحلية راسية في الميناء ليلة الأحد بسبب توقعات الطقس السيئ.
وفي تعليقه عمّا إذا كان من الممكن توقع المأساة ومنعها، قال سالفو كوسينا، رئيس وكالة الحماية المدنية في صقلية: "ربما يكون من الممكن التنبؤ باحتمالية حدوثها، لكن من المستحيل تحديد موقع وتوقيت الظاهرة بشكل دقيق".
درجات حرارة قياسية
بلغت درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط مستوى قياسياً الأسبوع الماضي، مع تغير المناخ الذي أدى إلى حدوث عواصف على نحو أكثر وأشد.
وقال كوسينا إن "البحر أكثر دفئاً بكثير من السنوات الماضية ولديه إمكانات قوية جداً، وهذا يزيد من شدة الحوادث الجوية".
ووفقاً لصحيفة "لا ستامبا"، تسعى السلطات في تيرميني إيميريسي بصقلية، لأخذ رأي الخبراء حول كيفية استسلام سفينة كبيرة مثل "بايزيان" لإعصار. يقول التقرير إن المدعين يعتقدون أن غرقها ربما يكون ناجماً عمّا يُسمى بالسحب لأسفل، أو هبة رياح هبوطية هائلة.
وبحسب الصحيفة، فهناك احتمال آخر، وإن كانت احتماليته أقل، وهو أن السارية ربما تعرّضت لمشكلات هيكلية. وربما دفعت العاصفة "بايزيان" إلى صخرة أو منطقة ضحلة المياه، ما أحدث أضراراً في جسمها وتسبب في غرقها.
ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن السلطات القنصلية تقوم بتقديم المساعدة.