بلومبرغ
استعد لضربة البداية في مباراة الغولف، فشركة "سوينغرز" (Swingers) للغولف المصغر، التي تقدم تجربة تجمع بين ملاعب الغولف المصغرة والمشروبات وأطعمة الشارع، والتي بدأت عملها على أنه نشاط مؤقت في شرق لندن، جمعت 52 مليون دولار لتمويل توسعها عالمياً، مع قرب افتتاح مواقع جديدة في لاس فيغاس ودبي.
ساهمت شركة "كاين إنترناشيونال أدفايزرز" (Cain International Advisers) في تمويل هذا الاستثمار. ويُنتظر افتتاح موقع رئيسي للشركة على مساحة 3716 متراً مربعاً (40 ألف قدم مربع) في 2024 في منتجع "ماندالاي باي" (Mandalay Bay)، الذي سيشمل 5 ملاعب على ارتفاع 3 طوابق، مليئة بالمشروبات وأطعمة الشارع، بالشراكة مع مطاعم منطقة فيغاس. كما ستصدح أنغام الموسيقى المتنوعة من مقصورات منسقي الأغاني.
قال مات غرتش-سميث، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة "سوينغرز": "فيغاس موطن الترفيه على مستوى العالم، لذلك طالما تابعناها وطمحنا إليها". ويزعم أن شركة "إم جي إم ريزورتس إنترناشيونال" تواصلت مع "سوينغرز" لإدخال الغولف المصغر إلى منطقة "ماندالاي باي".
قال غرتش-سميث: "عادة ما تمحور تصوُّرنا حول نادي الغولف في الريف الإنجليزي، لذا، رغم أن الملاعب مغطاة، فهي تبدو كأنها في الهواء الطلق، وتغطيها النباتات والأشجار. أما فيغاس فأردنا زيادة المساحة ورفع الجودة، وفكرنا بأنه بدلاً من نادي الغولف في الريف الإنجليزي، لنجعله منزلاً ريفياً إنجليزياً، ونجعل المباريات تشبه أروع حفل منزلي حضره الناس من قبل".
توقع الشعور بأجواء أمسية على طراز مسلسل "بريدجرتون" (Bridgerton) (تدور قصته عن 8 إخوة وأخوات مترابطين من عائلة "بريدجرتون" يبحثون عن الحب والسعادة في عهد الوصاية على العرش في القرن التاسع عشر) في لحظة ما تكون في صحراء حارة في فيغاس، وفي لحظة أخرى ستجتاز هذا المدخل متجهاً إلى منزل ريفي ضخم، حسب غرتش-سميث.
أما في دبي، فيُنتظر افتتاح الموقع في جزيرة بلووترز في 2024، وأن يحصل على ترخيص يسمح بكل من المشروبات الكحولية وقائمة كبيرة غنية بالمشروبات غير الكحولية لمن لا يشربون.
سيقدم الموقع خدماته للمواطنين والوافدين الكُثر في دبي. لا تسمح مواقع "سوينغرز" الثلاثة في الولايات المتحدة إلا بدخول من بلغوا أو تجاوزوا سن واحد وعشرين عاماً.
تزايد الاهتمام بالغولف
توسعت "سوينغرز" بوتيرة سريعة على مدى الأعوام القليلة الماضية. ففي 2022 افتتحت أول موقع لها بحي نوماد في نيويورك، أسفل فندق "فيرجن هوتل"، ولها حاليّاً موقع آخر في واشنطن العاصمة.
يستقبل موقع "سوينغرز" في نيويورك ما يقارب 8 آلاف شخص أسبوعياً، حسب غرتش-سميث. تتباين أنواع العملاء بين من خرجوا في مواعيد غرامية، والمجموعات، إلى النشاط المتزايد للفاعليات التي تقيمها الشركات، إذ يرتشف لاعبو الغولف المصغر مشروب "بالوما" المثلج -سعره 17 دولاراً- خلال انتقالهم بين حُفر الملعب. تقارب تكلفة مباراة الغولف 24 دولاراً في نيويورك، ولم تُحدَّد الأسعار في لاس فيغاس بعد.
الأمر كله جزء من الاهتمام المتزايد بالغولف. وقال الاتحاد الوطني للغولف (NGF) إن أسعار مباريات الغولف زادت 5.5% في يونيو، مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي، ما يشير إلى استمرار المكاسب للشهر الثالث على التوالي.
في أكتوبر جمعت شركة "بوتشاك" (Puttshack) للغولف المصغر، ومقرها في شيكاغو، 150 مليون دولار لتمويل توسعها.
تملك "بوتشاك"، التي تعتمد على التكنولوجيا، 9 مواقع في الولايات المتحدة، و4 مواقع في المملكة المتحدة، فيما تملك "سوينغرز" حالياً 5 مواقع، 3 في الولايات المتحدة واثنان في لندن، وتنوي التوسع بعد دبي وفيغاس لتملك 15 ملعباً بنهاية 2026.
مخاوف حيال تراجع الطلب
مع ذلك، يُخشى تراجع الطلب، ففي مايو خفضت شركة "توب غولف كلاواي براندز" (Topgolf Callaway Brands)، المعروفة بساحات تدريب "توب غولف" عالية التقنية، توقعات أرباحها للعام الجاري، في إشارة إلى احتمال تراجع الاهتمام بالغولف.
يعزو غرتش-سميث أي تراجع في الاهتمام إلى استقرار السوق، وقال: "حدثت تلك القفزة الكبيرة بعد الجائحة، إذ ادّخر الناس المال، ثم أنفقوه على كثير من الفاعليات، مثل حفلات العطلات. إذا واصلنا تنفيذ استراتيجيتنا العقارية صحيحةً، وإذا ذهبنا إلى مدن كثيفة السكان مليئة بمقرات الشركات، ووجدنا سوقاً كبيرة لنستفيد منها، فسيزداد الأمل في أن لا نشهد أي تقلبات كبيرة".
قال إريك وولد من شركة "بي رايلي سكيوريتيز" (B. Riley Securities): "موجة انتعاش الغولف لم تنتهِ.،إذ تستمر زيادة عدد اللاعبين الذين يلعبون بالطريقة التقليدية ومن يلعبون الغولف المصغر وفي ساحات التدريب، في أماكن مثل (توب غولف). 80% ممن يرتادون ملاعب (توب غولف) ليسوا من لاعبي الغولف التقليديين، لكنهم يذهبون للاستمتاع بالجانب الترفيهي، ما يشجعهم على تجربة الرياضة".
من بين المؤثرين القليلين في مجال الغولف المصغر في الساحات المغطاة، أشار وولد إلى براءات اختراع "بوتشاك" لتكنولوجيا تسجيل النقاط آلياً، التي لا يمكن تقليدها.
قال وولد: "خيارات متعددة أمام العملاء الذين يرغبون في تناول مشروب والاستمتاع فقط، أما من يفوز في نهاية المطاف، ومن يحصل على الاستثمار الخارجي، ومن يثبت النمو الأعلى، وينال الفرصة الأكبر للانتقال إلى مدن جديدة، فسيصبح رائداً للتكنولوجيا قادراً على زيادة متعة التجربة وسلاستها للعملاء".
تتوقع "سوينغرز"، الشركة محدودة المُلّاك، تحقيق 60 مليون دولار إيرادات سنوية في العام الجاري، و150 مليون دولار إيراداً سنوياً بحلول 2026، ما سيؤدّي إلى تقييمها عند 500 مليون دولار تقريباً.
قال غرتش-سميث: "واضح أننا متفائلون تجاه المستقبل، وحقيقة أن مستثمرينا ضخوا مبلغاً كبيراً في الشركة تُثبِت تفاؤلهم أيضاً".