السعودية تضخ 400 مليون دولار لتوسيع انتشار منتجعات "هابيتاس" محلياً

العلاقة التجارية الفندقية الفاخرة تعد عملاءها برحلة استكشافية متعددة المراحل عبر منشآتها في أنحاء مختلفة من المملكة

time reading iconدقائق القراءة - 7
مساكن \"هابيتاس\" الصحراوية المصممة وفق معايير الاستدامة - المصدر: بلومبرغ
مساكن "هابيتاس" الصحراوية المصممة وفق معايير الاستدامة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعمل المملكة العربية السعودية على إطلاق صندوق بقيمة 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار)، لتوسيع انتشار علامة "هابيتاس" المتخصصة في الفنادق الفاخرة في أنحاء المملكة، وذلك كجزء من جهودها المتسارعة للنهوض بصناعة السياحة.

تخطط شركة الفنادق والفعاليات التي لديها جذورها ولمستها الخاصة في إنشاء مخيمات مهرجان "بيرنينغ مان" (Burning Man) أو "الرجل المحترق" في صحراء نيفادا الأميركية، لامتلاك ما يصل إلى 6 فنادق جديدة في كل أنحاء المملكة، إضافة إلى الفندقين القائمين بالفعل. لم تُنجز التفاصيل بهذا الصدد بعد، ولكن يمكن أن تتراوح المواقع من ساحل البحر الأحمر، إلى اداخل في العاصمة الرياض. أما الهدف، فهو جذب زوار جدد من حول العالم إلى المملكة العربية السعودية التي بدأت في 2019 التركيز جدياً على قطاع السياحة وجذب السياح الأجانب، إضافة إلى تشجيع المواطنين والمقيمين في المملكة على السياحة المحلية.

قال أوليفر ريبلي، الرئيس التنفيذي لـ"هابيتاس"، إن "المدهش في المملكة هو مدى التنوع الجغرافي"، مضيفاً أن الاستثمار في البنية التحتية فتح الكثير من المواقع والأماكن أمام الزوار المحتملين، بعدما كان من الصعب الوصول إلى الكثير منها قبل سنوات.

إنفاق ضخم على أهداف طموحة

توفير التمويل سيكون من خلال "الصندوق السعودي للتنمية السياحية"، الذي أُسّس في يونيو 2020 برصيد أولي يبلغ 15 مليار ريال بهدف تمويل النهوض بقطاع السياحة وتنميته. تستهدف المملكة زيادة عدد السياح إلى أكثر من الضعف، ليصل إلى 100 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، بما في ذلك السفر الداخلي؛ وزيادة حصة السياحة في الاقتصاد من 3% إلى 10%، وفقاً لوثيقة منشورة على موقع الصندوق الإلكتروني.

رفض متحدث باسم "الصندوق السعودي للتنمية السياحية" الإجابة عن أسئلة لهذا التقرير.

قال مسؤولون سعوديون إنهم سيلتزمون بضخ ما لا يقل عن تريليون دولار لإنشاء وجهات جذابة في المملكة والتوسع في قطاع السياحة. وفي هذا الإطار، يعتبر ضخ الاستثمارات في "هابيتاس" وفي مشروعات أخرى مثل إطلاق شركة طيران فاخرة جديدة، ووجهة للرياضات الإلكترونية بقيمة 500 مليون دولار، جزءاً من الاستراتيجية الشاملة. أظهرت أرقام شركة بيانات الفنادق "إس تي آر" (STR) في أبريل، أن هناك نحو 99 ألف غرفة فندقية قيد التطوير في المملكة، وفي مراحل مختلفة. كما أنفقت السعودية مبالغ ضخمة في مجالات أخرى، بما في ذلك جذب نجوم الرياضة الدوليين إلى فرقها الرياضية، بهدف الترويج للمملكة في الخارج، وتوفير خيارات ترفيهية جديدة.

اتفاقيات مع شركات كبرى وأخرى ناشئة

أبرم "الصندوق السعودي للتنمية السياحية" بالفعل اتفاقيات مع شركات كبرى مثل "هيلتون"، ومع شركات صغيرة، على غرار الشركة الناشئة في دبي "إنفي لودجز" (Envi Lodges)، لتوفير المزيد من الغرف الفندقية. في أحيان كثيرة، يقدّم الصندوق السعودي التمويل، ويحصل على حصة ملكية في سلسلة من الفنادق المخطط لها، فيما تقوم الشركات الفندقية بمنح الترخيص لعلاماتها التجارية وإدارة وتشغيل الفنادق.

يتمتع صندوق "هابيتاس" المخطط له بالحجم ذاته الذي يتمتع به الصندوق الذي أُنشئ لمجموعة "إنيسمور" التابعة لسلسة فنادق "أكور"، والتي وافقت على تطوير ما بين 10 إلى 12 فندقاً، يضم كل منها ما يتراوح بين 150 و200 غرفة، رغم أن هذه الصفقة تشمل العديد من العلامات التجارية الفندقية الفردية.

قال متحدث باسم شركة "إنيسمور" إن "الصندوق السعودي للتنمية السياحية" خصص 10% (أو 40 مليون دولار) للصندوق حتى الآن، وستكون العقارات ملكاً له. أما بالنسبة إلى شركة "هابيتاس"، فمن المرجح أن تقوم الشركة ببناء عقار واحد على الساحل الغربي للمملكة على البحر الأحمر، وآخر بالقرب من جدة، مع احتمال أن تكون الرياض موقعاً ثالثاً، حسب ما يقوله ريبلي. ويتوقع أن يأتي الزوار لمدة لا تقل عن 3 أو 4 أيام، أو ما يصل إلى أسبوعين وسيتنقّلون بين الفنادق ضمن ما يُعرف بالدوائر الفندقية، في رحلة استكشافية تسمى "رحلة اكتشاف عبر المملكة العربية السعودية".

أصبحت دوائر الفنادق شائعة بين المسافرين الذين يرغبون في رؤية جزء واسع من البلاد والاستمتاع بتجارب متنوعة مع البقاء ضمن حدود مألوفة لعلامة تجارية واحدة، مع ترتيب كل عمليات النقل واللوجستيات. إذا أُنجزت الدائرة الفندقية لـ"هابيتاس"، فقد تكون واحدة من أكثر الدوائر شمولية في العالم.

"هابيتاس"، الشركة التي نشأت من مخيمات مهرجان "بيرنينغ مان" ولديها ميثاقها الخاص الذي يتحدث عن "الأرواح المتشابهة"، قد تبدو علامة تجارية مختلفة بشكل كلّي بالنسبة إلى السوق السعودية. فالوجهات الست المعلن عنها حديثاً في المملكة، ستشكل 40% من كل الفنادق الحالية والمستقبلية لدى الشركة. في أماكن أخرى، مثل تولوم في المكسيك، أو ناميبيا، يتكون جمهورها من أشخاص ليبراليين ينزعون نحو الإبداع، حيث يرغبون في الاستمتاع بحياتهم اليومية حتى ساعات متأخرة من الليل. فهل يتمكن ريبلي من جذب هذه القاعدة من العملاء إلى بلد أنتقد سابقاً بشأن المساواة بين الجنسين والحقوق، ولا يسمح فيه بالكحول؟

حتى الآن، حققت الشركة بعض النجاح في مدينة العلا، الواحة الصحراوية في شمال غربي المملكة العربية السعودية، حيث افتتحت في 2021 منتجعاً فخماً يتميز ببركة سباحة مترامية الأطراف للجنسين. ويقول ريبلي إن نسبة الإشغال في "هابيتاس العلا" تبلغ 60% في الصين على الرغم من حرارة الصحراء؛ وأن 80% من القادمين هم من سكان البلاد.

عدم توافر المشروبات الكحولية التي تتميز بها فنادق "هابيتاس" الأخرى، من بين الأمور التي يعتقد ريبلي بأنها تقف عائقاً أمام جذب المزيد من السياح والزوار الأجانب، وهو يرى أن القرار بيد المملكة، ستكون له تأثيرات كبيرة على خطة عمله.

لكن مع ذلك، هناك ما يدفعه إلى الأمل. ففي السابق، عندما بدأ ريبلي الحديث عن افتتاح فنادقه في السعودية، اعتقد أصدقاؤه بأنه مجنون في خططه، وهو يقول اليوم: "كان هناك تغيير إيجابي للغاية في تصورات الناس".

عندما سئل عما إذا كان بإمكان الأشخاص الذين لا تربطهم علاقة زوجية أو الأشخاص المنتمين إلى "مجتمع الميم"، الحضور إلى الفنادق، قال ريبلي إنه يعتقد بأن المملكة آمنة لجميع المسافرين. أضاف: "سواء كنتم ذاهبين كزوج وزوجة، أو كزوجين من نفس الجنس، هناك حرية تامة في ما يتعلق بكيفية السفر مع الشريك". وفق موقع رسمي للسياحة السعودية، فإن غير المتزوجين يمكنهم الإقامة معاً، كما إن الزوار من المثليين مرحب بهم، ولا يُطلب منهم الكشف عن التفاصيل الشخصية، في ما يمكن أن ينظر إليه كسياسة عدم التدخل في الشؤون الشخصية للغير.

تصنيفات

قصص قد تهمك