بلومبرغ
تواصل "ماريوت انترناشونال إنك" توسعها في قطاع منتجعات الخدمة الشاملة، مضيفة حوالي 7000 غرفة في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، في خطوة توضح كيف تخطط الفنادق العملاقة للتعافي من أزمة السفر الناتجة عن كوفيد-19.
ووقعت "ماريوت" اتفاقية لإضافة 19 منتجعا مملوكا لمجموعة "صن وينغ ترافل" (Sunwing Travel Group) بما في ذلك فنادق في المكسيك، وجامايكا، وكوستاريكا. وتراهن أكبر شركة فنادق في العالم على أن حملات التطعيمات ستحرر طفرة في السفر الترفيهي.
وقال توني كابوانو، الرئيس العالمي لخدمات التنمية والتطوير والعمليات في "ماريوت": "هذه صفقة كبيرة تساعدنا حقاً على تعزيز مكانتنا في مجال نعتقد أنه سيواصل النمو سريعاً.. وهناك طلب مكبوت هائل على هذه الوجهات".
وستواصل "صن وينغ" الواقعة في تورنتو امتلاك الفنادق، بما في ذلك منتجعات "بلانيت هوليوود بيتش ريزورت كانكون" المكون من 566 غرفة، و"رويالتون بونتا كانا ريزورت آند كازينو" في جمهورية الدومينيكان. وستنضم الفنادق إلى مجموعة "ماريوت أوتوغراف كوليكشن"، وهي علامة تجارية تسمح للفنادق المستقلة بالوصول إلى برامج الولاء وأنظمة الحجوزات، وتضاعف الصفقة محفظة منتجعات الخدمة الشاملة لماريوت، وفقاً لبيان صدر الثلاثاء.
عوامل عودة الانتعاش
وتضررت فنادق منطقة البحر الكاريبي بشدة من الوباء، وتراجعت نسبة الإشغال إلى 30% في 2020، بانخفاض بنسبة 64% عن العام السابق، وفقاً لمزودة بيانات الفنادق "إس تي آر" (STR). ولكن قرب هذه الوجهات من المسافرين الأمريكيين يبشر بالخير للمنطقة خاصة مقارنة بالفنادق التي تعتمد في تعافيها على السفر لأغراض العمل.
وقال مايكل بيليساريو، محلل في "روبرت دبليو بايرد آند كو" (Robert W Baird & Co)، في مذكرة بحثية، إنه على المدى البعيد، يحتاج قطاع الفنادق لعودة المسافرين إلى الطرقات، ولكن في الوقت الحالي، فإن الطلب المكبوت على السفر الترفيهي هو أفضل رهان على تعافي نسبة الإشغال.
وتستكشف "ماريوت" طرق التعافي من تأثير الوباء بدون قائدها، ومديرها التنفيذي الذي قاد الشركة منذ 2012، أرني سورنسون، بعدما قالت الشركة مؤخراً إنه سيقلل جدول أعماله للخضوع لعلاج سرطان البنكرياس. ويعد كابوانو واحداً من بين مديرين تنفيذيين يديرون عمليات الشركة اليومية.
وبالنسبة لماريوت، تسجل الصفقة مع "صن وينغ" الخطوة المقبلة في حملتها التي بدأت قبل أن يزلزل كوفيد-19 قطاع الضيافة العالمي. وأنفقت الشركة الكثير على منتجعات الخدمة الشاملة في صيف 2019، وأعلنت عن خطط لشراء منتجعين آخرين بما في ذلك فندق "ريتز كارلتون" في ولاية ريفييرا ناياريت المكسيكية.
وتمثل هذه الصفقات علامة فارقة لـ"ماريوت" ونموذج أعمالها، فعلى مدار عقود، كانت منتجعات الخدمات الشاملة مجال أساسي للمشغلين المتخصصين الذي يقدمون مكانا للإقامة ووجبات وغيرها من البنود بسعر واحد للمسافرين ذوي الميزانية المحدودة.
ومع رواج مفهوم الخدمة الشاملة بين المسافرين، ارتأت أكبر شركات الفنادق في العالم أن أعضاء برنامج الولاء الذين يجمعون نقاط من خلال رحلات العمل قد يرغبون في إنفاقها على منتجعات الخدمة الشاملة.
ويبدو النموذج جذاباً بشكل خاص لشركات الفنادق في الوقت الحالي الذي يتفوق فيه الطلب على السفر الترفيهي على الحجوزات من قبل جنود الشركات ورواد المؤتمرات.
وقدم الوباء تحدياً تاريخياً لقطاع السفر، ويقول كابوانو: "نرى أخيراً الضوء في نهاية النفق.. ونريد أن نكون مستعدين للاستفادة بالكامل عندما يعود الارتفاع في الطلب".