رويترز
تهدِّد موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا بتقويض ازدهار سياحي تشهده دبي، قدَّم إنقاذاً لاقتصادها المتضرر، لكن مع وجود القليل جداً من الأماكن المفتوحة أمام الزوار على مستوى العالم؛ يأمل قطاع الضيافة في الإمارة باستمرار توافد السياح.
ولم تفرض دبي حتى الآن - وهي واحدة من المقاصد القليلة التي لا تزال مفتوحة أمام المسافرين الدوليين منذ يوليو - أشدَّ القيود لمكافحة الفيروس، وذلك بعد تسجيل أعداد قياسية يومية للإصابات في الإمارات، آملة أن تجنِّبها التطعيمات تكرار العزل العام الذي فرضته العام الماضي.
وقال أوليفر كلوث النائب الأول لمدير المبيعات وتنمية الأعمال بالمحيط الهندي لدى "آر.آي.يو"، إنَّه بعد زيادة عدد الزوار في ديسمبر، شهدت سلسلة فنادق "آر.آي.يو" "تباطؤاً كبيراً" في حجوزات يناير في دبي، بعد أن شدَّدت بعض الدول قيود الدخول على القادمين من الإمارات.
واختفى السياح البريطانيون والإسرائيليون بشكل كبير من الشواطئ الرملية بالمدينة، بعدما طالبت المملكة المتحدة وإسرائيل القادمين من البلد الخليجي بالخضوع لحجر صحي، وعلَّقت الدنمرك، ثم بريطانيا، الرحلات القادمة من الإمارات.
وجاءت تلك الخطوات مع ارتفاع عدد الإصابات اليومية في الإمارات إلى ثلاثة أمثاله على مدار الشهر الماضي، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 3966 حالة في 28 يناير، إذ تكافح البلاد الآن أكبر تفش للفيروس منذ بداية الجائحة.
ولا يكشف البلد الخليجي عن عدد الحالات المسجَّل في كل إمارة، لكن بعض الأطباء أبلغوا رويترز أنَّ المستشفيات الخاصة في دبي باتت تستضيف المرضى للمرة الأولى في شهور.
وإلى جانب إلزام السكان بوضع الكمامات في الأماكن العامة وبالتباعد الاجتماعي، حدَّت دبي أكثر من طاقة الاستيعاب في المطاعم، وعدد المشاركين في اللقاءات الاجتماعية، وحظرت العروض الترفيهية الحية، كما حدَّت من طاقة الاستيعاب في الفنادق، ومراكز التسوق، وأعادت إلزام جميع المسافرين القادمين إليها بالخضوع لفحص يثبت عدم إصابتهم بالفيروس.
بإمكاني العيش من جديد
وأشار بعض ملَّاك الحانات والمطاعم إلى أنَّ عدد الزوار بدأ يتضاءل تدريجياً في أوائل يناير، لكن يمكن لهذا أن يكون مرتبطاً بنهاية موسم ذروة السفر الشتوي، وليس بارتفاع مستويات الإصابة بالفيروس، كما أنَّ السياح والسكان ما يزالوا يرتادون شواطئ دبي الرملية، ومخيماتها الصحراوية، ونواديها، ومطاعمها قبل حلول الصيف بطقسه الحار والرطب.
وتحدَّثت رويترز مع عشرة سياح أتوا من بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وروسيا البيضاء، وتركيا، ومصر، وقد قالوا جميعاً، إنَّهم يشعرون بأمان نسبي في دبي.
وقال خالد قاضي (37 عاماً)، وهو سمسار تأمين من باريس: "كلُّ شيء مغلق في باريس. يجب أن نعود إلى المنزل في السادسة مساء. لكن هنا لا يوجد حظر تجول، لذا فمن الجميل جداً الاستمتاع بالقهوة، والمطاعم، والترفيه".
أما آنا، وهي إيطالية عمرها 35 عاماً، فقد غادرت دبي في الآونة الأخيرة إلى لندن، وعادت لتعمل عن بعد خلال الشهور القليلة المقبلة، لقضاء وقت مع رفيقها الذي يعيش في الإمارة.
وقالت "أشعر أنَّ بإمكاني العيش من جديد؛ لأنَّني عندما كنت في لندن لشهرين، كنَّا في عزل عام، عزل عام مشدد جداً. لذا لم نستطع الخروج كثيراً".
وفي ظل وجود القليل من المقاصد المفتوحة أمام المسافرين، يحدو التفاؤل الحانات والنوادي باستمرار الإقبال على دبي.
وقال حنا قزّي، المدير العام لمنتجع "نيكي بيتش دبي": "يأتي سياح، معظمهم أوروبيون إلى هنا, وهم راغبون في الفرار من العزل العام، يريدون قليلاً من الحياة العادية".
تعليق الرحلات
وقال تشارلي ويفينج الشريك المدير لدى "إل.آي.في.آي.تي هوسبيتاليتي" المشغلة لنادي شاطئ "كوف" في دبي الذي يحظى بشعبية: "لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه".
لكن إذا قررت دول أخرى تعليق الرحلات القادمة من الإمارات، فسيكون هذا بمثابة ضربة قوية لدبي في وقت تستعدُّ فيه لاستضافة معرض إكسبو 2020 العالمي المؤجَّل.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارة على أسئلة بشأن إستراتيجيتها في التعامل مع الموجة الجديدة للفيروس.
وقال جيمس سوانستون الاقتصادي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى "كابيتال إيكونوميكس"، إنَّ التعافي الاقتصادي للإمارة سيتأجَّل إذا واصل عدد الإصابات الارتفاع، وفُرضت إجراءات أكثر صرامة.