الشرق
استقبلت مطارات المغرب خلال شهر يوليو 2.3 مليون مسافر، بما يمثّل 98% من حركة المسافرين في شهر يوليو 2019 قبل جائحة كورونا، حين بلغ العدد 2.4 مليون مسافر.
يأتي هذا الانتعاش في وقتٍ تعاني عدّة مطارات محورية حول العالم، مثل "هيثرو" في لندن ومطار أمستردام، من ضعف القدرة على التعامل مع ارتفاع حركة السفر المفاجئة، فيما استفادت وجهات أُخرى من هذا الأمر، على غرار مطار دبي الدولي ومطار كازابلانكا في المغرب.
يُرجِع زوبير بوحوت، الخبير السياحي، هذا الانتعاش إلى "فصل الصيف الذي يعرف حركة سفر استثنائية، فضلاً عن قدوم المغتربين المغاربة بعد عامين من الغياب".
منذ 7 فبراير، تاريخ فتح حدود البلاد، حتى نهاية يوليو، ناهز عدد المسافرين عبر مطارات المغرب نحو 9.6 مليون مسافر، أي ما يعادل 83% من حركة المسافرين خلال نفس الفترة من عام 2019 المقدّرة بـ11.8 مليون مسافر، بحسب المكتب الوطني للمطارات.
المغرب يتفق مع "ريان إير" على فتح 37 مساراً تربط بين مواقعه السياحية و45 مطاراً أوروبياً
تؤشّر هذه الأرقام إلى انتعاش ملحوظ في القطاع السياحي، الذي يُسهم بنحو 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وفق أرقام رسمية.
لكن بوحوت اعتبر في حديثه إلى "الشرق"، أن الرقم المحقق لناحية حركة المسافرين عبر المطارات "يبقى دون المنتظر، وإن وصل لعدد قريب من مستوى ما قبل كورونا".
عودة المغتربين
يُنظّم المغرب كل عام خلال موسم الصيف حملة باسم "مرحبا"، يتم من خلالها تعزيز النقل الجوي والبحري لضمان تنقل سلس للمغتربين المقيمين في أوروبا.
ونوّه محمد سملالي، رئيس الاتحاد الوطني لوكالات السفر، بأن "المغتربين يسهمون بشكل كبير في انتعاش السياحة، ويتجلّى ذلك في إقبالهم على المدن الساحلية التي تسجل نسبة تعافٍ تصل إلى 100%".
بالنسبة لانتعاش عدد المسافرين عبر المطارات تحديداً، لفت سملالي لـ"الشرق" إلى أن "السفر عبر الطائرة بالنسبة للمغتربين في أوروبا أرخص خيار، لأن التنقل عبر السيارة مكلف جداً نظراً لارتفاع أسعار المحروقات".
ومع أن نسبة مهمة من المغتربين لا تلجأ إلى الفنادق، إلاّ أنهم يُسهمون في زيادة نشاط المطاعم والمنتجات السياحية، لاسيما في المدن الساحلية.
يؤكّد بوحوت أن المغرب بإمكانه تحقيق رقم أكبر من حيث عدد المسافرين "لو تمّ تعزيز المعروض من الرحلات الجوية"، وهو أمر يشدّد على أهميته أيضاً السملالي.
كان المغرب وقّع اتفاقيات مع شركات طيران منخفضة التكلفة لزيادة الرحلات إلى البلاد، كما اتفق مع مواقع للحجز العالمي لتحفيز المملكة كوجهة سياحية، إضافةً إلى إطلاق حملة ترويجية في 20 دولة تحت شعار "المغرب أرض الأنوار" لاستقطاب السياح الأجانب.
تحتل حركة النقل الجوي مع أوروبا المرتبة الأولى بـ7.1 ملايين مسافر، للفترة ما بين فبراير ويوليو، تليها وجهة الشرق الأوسط والشرق الأقصى بـ615 ألف مسافر، ثم أفريقيا في المرتبة الثالثة بـ456 ألفاً.
5 معوّقات تكبح انتعاش العقارات السكنية في المغرب
توقّعات متباينة
يستحوذ مطار محمد الخامس الدولي في كازابلانكا، الأكبر في البلاد، على النصيب الأوفر من الحركة الجوية بحوالي 3.6 ملايين مسافر منذ بداية العام، يليه مطار مراكش بـ2.2 مليون مسافر، ثم أكادير بـ791 ألف مسافر.
يتوقّع المكتب الوطني للمطارات، الذي يدير أكثر من 25 مطاراً في المغرب، أن يستعيد نشاط النقل الجوي بحلول نهاية العام 75% من الحركة المسجلة في عام 2019 القياسي.
في حين يرى زوبير بوحوت أن تحقيق نسب أعلى لحركة المسافرين عبر مطارات المملكة "رهن بزيادة عدد الرحلات، فإذا لم يتمّ تعزيز المعروض من السفر، سيطال تأثير ذلك أيضاً نسبة الإشغال في الفنادق، التي لن تتجاوز مع نهاية العام 70% ممّا تمّ تحقيقه عام 2019"، على حدّ قوله.
في المقابل، يُبدي محمد سملالي تفاؤلاً بخصوص حركة الشهور المقبلة، متوقعاً أن يتزايد توافد السياح الأجانب إلى المغرب بشكلٍ أكبر ابتداءً من شهر سبتمبر ووصولاً إلى عطل أعياد الميلاد.