بلومبرغ
يشهد البريطانيون الذين حجزوا إجازاتهم في بعض وجهات العطلات الأوروبية الأكثر شعبية هذا الصيف ارتفاعاً في أسعار تذاكر الطيران بمقدار الثلث تقريباً وسط الطلب المتزايد، وصعود أسعار النفط، والقيود على الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران.
ارتفعت أسعار التذاكر في الأسبوع الأول من أغسطس -شهر ذروة السفر في المملكة المتحدة- بنسبة 30% في المتوسط لأبرز 36 مساراً مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة السفر عبر الإنترنت "كاياك" (Kayak).
عادةً ما يكون سعر الرحلات قصيرة المدى أعلى 40% حيث تؤدي نهاية العام الدراسي إلى موجة سفر كبيرة للعائلات، التي يتوجه العديد منها إلى الخارج لأول مرة منذ ثلاث سنوات. تتصدّر الرحلات من لندن إلى أثينا وفارو في منطقة الغارف البرتغالية، حيث باتت التذاكر إليها بأكثر من ضعف سعر عام 2019، وقفزت أسعار التذاكر إلى لارنكا وقبرص وأليكانتي في كوستا بلانكا الإسبانية بنحو 90%.
اضطرابات السفر
بينما يستمر الطلب المكبوت في زيادة الحجوزات، تعرّض الركاب لأسابيع من الاضطرابات بعد نقص العمالة وما تسبّبت به موجة من الإضرابات في شركات الطيران والمطارات في سلسلة من حالات التأخير والإلغاء في اللحظة الأخيرة.
أدت القيود المفروضة على جداول الرحلات القصيرة لاحقاً في مطارات المملكة المتحدة مثل مطار هيثرو في لندن، وغاتويك، ومانشستر، وعلى المنافسين في القارة بما في ذلك مطار أمستردام وفرانكفورت إلى تقلّص العدد المتوفر من المقاعد ورفع الأسعار، مما سمح لشركات الطيران بتحقيق أرباح رغم استمرار الاضطراب التي يواجهها العملاء.
من جهتها صرّحت "رايان اير"، أكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في المنطقة، بأن ارتفاع الأسعار في شهري يوليو وأغسطس قد يؤدي أيضاً إلى تمديد حجوزات العطلات إلى ما بعد العطلة المدرسية التقليدية حتى سبتمبر وأكتوبر.
الرحلات طويلة المدى
ارتفعت أسعار الرحلات الطويلة أيضاً. إذ صعدت أسعار السفر إلى وجهات في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط بشكل كبير اعتباراً من أوائل أغسطس، مدفوعة بمضاعفة الأسعار من لندن إلى بانكوك، بمتوسط ارتفاع يبلغ نحو 20%. بينما تمّ إعاقة الطاقة الاستيعابية الآسيوية سابقاً بسبب القيود المستمرة لفيروس كورونا.
بينما ظلت أسعار التذاكر إلى المدن الأميركية ثابتة، بعد أن كانت من بين أكبر الرابحين قبل أسبوع، على الأرجح لأن أسعار أغسطس 2019 كانت مرتفعة أيضاً.
تشهد حجوزات الأعمال التي تأخرت مقارنة بتعافي حجوزات الاستجمام انتعاشاً قوياً، على الرغم من أن جان كريستوف توناي بوكالو، كبير مسؤولي الإيرادات في شركة "ترافيل بيرك" (TravelPerk)، المتخصصة في رحلات الأعمال، يقول إن مستويات توفير المقاعد في هذا القطاع هي "أقل حجماً" بالمقارنة مع حجوزات العطلات.