بلومبرغ
يمكن أن يتوقع المصطافون الأوروبيون، المتطلعون إلى تجنب فوضى المطار هذا الصيف، دفع أسعار قياسية لاستئجار سيارة.
سجلت الأسعار، التي بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2021، ارتفاعات جديدة هذا العام مع تأثر المناطق الساحلية في أوروبا على نحو خاص بمعدلات التضخم.
كان بإمكان المسافرين في إسبانيا استئجار سيارة بقيمة تزيد قليلاً عن 20 يورو (20 دولاراً) في اليوم قبل الوباء، لكن سيتعين عليهم دفع ثلاثة أضعاف هذا المبلغ على الأقل هذا الصيف. شهدت إيطاليا وكرواتيا ارتفاعاً بأكثر من 180% في الأسعار، بحسب بيانات جمعتها بوابة مقارنة أسعار تأجير السيارات "شيك 24" (Check24).
استمرار الارتفاع
تعليقاً على الأمر، قال أندرياس شيفلهولز، المدير الإداري لـ"شيك 24"، إن الأمور قد تزداد سوءاً بالتالي يجب على المسافرين في اللحظة الأخيرة التصرف بسرعة. وأوضح أنه "مع اقتراب مواعيد الاستلام، ستستمر الأسعار في الارتفاع".
تأتي الأسعار المرتفعة نتيجة تسارع السفر في حقبة ما بعد الوباء، بعد أن كانت محصنة من ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق ومخاوف الركود. تعافت الإقامات الليلية في منطقة اليورو إلى مستويات ما قبل كوفيد في مايو، وفقاً لمؤشر تتبع السياحة لدى "أكسفورد إيكونوميكس". كذلك، سيواصل عدد المصطافين الارتفاع مع بدء العطلات المدرسية الأوروبية.
أثار انتعاش السفر من جديد بالفعل فوضى في المطارات الأوروبية. وتشير بيانات جمعتها وكالة السفر "هوبر" (Hopper) إلى أن أكثر من 60% من الرحلات الجوية تشهد تأخيرات ويتم إلغاء ما يصل إلى 8% في بعض أكثر المراكز ازدحاماً في القارة.
مطار هيثرو
رداً على ذلك، وضع مطار هيثرو في لندن حداً أقصى لحركة الركاب اليومية لمدة شهرين وطلب من شركات الطيران التوقف عن بيع تذاكر جديدة لموسم الصيف. وتسبب خفض عدد الموظفين في بداية الوباء في معاناة المطارات وشركات الطيران لمواكبة الأمن ومناولة الأمتعة، الأمر الذي أدى إلى ظهور طوابير طويلة وتراكم أكوام من الأمتعة في غير محلها.
كذلك، تقلصت أحجام شركات تأجير السيارات خلال فترة تفشي الوباء، ولم يعد الكثير منها إلى قوتها المشهودة قبل كوفيد حتى مع انتعاش الطلب. للعام الثاني على التوالي، أدت أزمة سلاسل الإمداد التي يغذيها النقص العالمي في أشباه الموصلات إلى الحد من إنتاج السيارات وترك شركات صناعة السيارات مع عدد أقل من السيارات التي يمكن بيعها لشركات التأجير.
قال شيفلهولز، من "شيك 24"، إن "العديد من شركات تأجير السيارات خفضت أسطولها خلال الوباء ولا يمكنها العودة إلى أحجام الأسطول العادية الآن مع ارتفاع الطلب".
تظهر تقارير الشركة أنه من بين أكبر شركات التأجير في أوروبا، تمكنت مجموعة "أفيس بادجت" (Avis Budget Group) و "سيكست" (Sixt SE) فقط من العودة إلى مستويات أسطولها في عام 2019. كما لم تعد مجموعة "يوروب كار موبيليتي" (Europcar Mobility Group) وشركة "هيرتز غلوبال هولدينغز" (Hertz Global Holdings)، اللتان تقدمتا بطلب حماية من الإفلاس وسط انهيار صناعة السفر في عام 2020، إلى حجمهما السابق بعد.
في الوقت نفسه، تمكنت بعض شركات تأجير السيارات من جني أرباح غير متوقعة من تعافي الطلب. وقال ألكسندر سيكست، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "سيكست"، إن الأسعار لن تنخفض في أي وقت قريب.
وأضاف: "نعتقد أن الأسعار ستكون عند هذا المستوى على الأقل في معظم أوقات عام 2023". وأوضح أن تكاليف الإقامة السياحية والسفر الجوي والسيارات الجديدة ارتفعت جميعها في الأعوام الأخيرة، فيما اتسمت أسعار تأجير السيارات بالركود لمدة عقد، لكن "هذه التعديلات الأخيرة ستستمر".
لم يتوقع سيكست تراجعاً وشيكاً في اهتمام المصطافين. وقال إنه بالرغم من ارتفاع التكاليف نتيجة لارتفاع أسعار الوقود، فإن "توقعات الطلب لهذا الصيف لا تشهد انخفاضاً كبيراً".