شركة طيران تتيح الاستلقاء لركاب الدرجة الاقتصادية

time reading iconدقائق القراءة - 13
حجيرات الإستلقاء في الدرجة السياحية لدى \"إير نيوزيلندا\" - المصدر: بلومبرغ
حجيرات الإستلقاء في الدرجة السياحية لدى "إير نيوزيلندا" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يشارف ركاب الدرجة الاقتصادية في الطيران على تجريب أول حُجيرة استلقاء في تلك الفئة، فقد طورت شركة "إير نيوزيلندا" (Air New Zealand) ما تسميه "سكاي نيست" على مدى خمس سنوات، وأعلنت في 28 يونيو أنها ستطرحه في أنسب وقت، أي في 2024. تتميز الحجيرات بأسرّة مسطحة تماماً تعلوها فرشات حقيقية بديباج ووسائد مبردة، وستكون وراء مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة. لكن كما هو حال كل ما يتعلق بالطيران اليوم، تصاحب هذا الإعلان تورية لتفاصيل كثيرة.

أولها أن سعر تذكرة الدرجة الاقتصادية لا يشتمل بحد ذاته على استخدام هذه الحجيرات، فهو منتج منفصل يأتي شكل ثلاثة أسرّة طابقية يمكن حجز أحدها لأربع ساعات فقط، وهو الوقت الذي ترى شركة الطيران أنه يسمح للراكب بدورتي نوم مدة الواحدة بواقع نحو 90 دقيقة لكل دورة، مضافٌ إليها وقتٌ للإغفاء والاستيقاظ. ستُزوَّد كل طائرة بستة من هذه الحجيرات ويتولى طاقم الضيافة إدارة تدويرها وتعقيم الفراش واستبدال الملاءات خلال فواصل من 30 دقيقة بعد كل استخدام.

لم يُحدد بعد السعر الإضافي لاستخدام مقاعد "سكاي نيست" المسطحة، لكنها ستتاح لأي راكب في الدرجة الاقتصادية أو الدرجة الاقتصادية الممتازة وستكون الأسعار موحدة بغض النظر عن فئة التذكرة، لكن "إير نيوزيلندا" لم تقرر بعد ما إذا كانت الأسعار ستظل ثابتة أم ستتغير بناءً على حجم الطلب أو توقيت استخدامها خلال الرحلة.

قالت ليان غيرتي، رئيسة خدمات العملاء والمبيعات لدى "إير نيوزيلندا": "اقتضى بلوغ ما وصلنا إليه 170 ألف ساعة عمل في التصميم وتطويراته الصغيرة والكبيرة وللتعديلات وفي الإبداع الهندسي." أشارت غيرتي إلى أن المنتج النهائي جاء استجابة لكثير من ملاحظات العملاء، وأضافت قولها: "لم يحجم الركاب عن إبلاغنا بشكاويهم وبما نجح بشكل جيد وبما يمكننا تحسينه". بيّنت غيرتي أن المرحلة التالية من البحث ستتمحور حول ما سيرغب العملاء بدفعه لقاء تلك الخدمة.

هل هي الأولى؟

جزء آخر مما يوريه هذا الإعلان هو اعتباره أن هذه هي "أول حجيرة" من نوعها، وهذا حقيقي فقط إن التزمنا بتعريف الشركة للحجيرات، فلدى "إير نيوزيلندا" بالفعل خيار للاستلقاء في الدرجة الاقتصادية يسمى "سكاي كاوتش"، وهو يسمح للركاب بتمديد مساند للقدم في كل صف ثلاثي المقاعد من المقصورة الاقتصادية فتتسع لتتحول شبه سرير. تحظى هذه المقاعد بشعبية كبيرة لدى العائلات، فيتمكن أفرادها من الاستلقاء عبرها عرضياً في صف يحجزونه سوية. لكن يمكن لمُسافر واحد حجز هذه المقاعد مقابل 3000 دولار في رحلة من نيويورك أو شيكاغو إلى أوكلاند مقارنة مع حوالي 5000 دولار لمقعد في درجة الأعمال.

بخلاف مقاعد "SkyCouch"، لن تحتوي مقاعد "SkyNest" على فراغات مزعجة ومساند ذراع مرتفعة بين المقاعد، كما أن المراتب ستكون أسمك، لأنها مصممة خصيصاً لتكون سريراً. لكنك ستتمكن من استخدامها فقط لقيلولة نتيجة زمن الدورات التي تستغرق أربع ساعات.

لم تقرر شركة الطيران بعد ما إذا كان يمكنك حجز عدة دورات متتالية، لكن هناك احتمالية ألا يتيح الطلب ذلك، فوفقاً للتكوينات الحالية لطائرات "بوينغ" طراز "9-787"، التابعة لشركة "إير نيوزيلندا"، يوجد 248 مقعداً في مقصورة الدرجة الاقتصادية والاقتصادية الممتازة، لذا سيتنافس عديد من الركاب على 18 "سريراً" متاحاً. استناداً للأبعاد، حيث يبلغ طول الأسرة قرابة مترين، يحتمل أن تحل الحجيرات الستة محل حوالي 12 مقعداً أو أكثر.

لا استخدام مجاني

فيما يُسمح للمسافرين الذين قُدِّر لهم الحصول على صف كامل لأنفسهم باستخدام مقاعد "سكاي كاوتش" دون أي تكلفة إضافية، تقول غيرتي إن مقاعد "SkyNest" لن تكون متاحة مجاناً حتى لو لم يرغب أحد باستخدامها. يتسع كل سرير لشخص واحد فقط بغض النظر عن الوزن، وعلى عكس مقاعد "سكاي كاوتش"، لن يتمكن أي من الوالدين من مشاركة السرير مع طفله.

ستدخل مقاعد "سكاي نيست" الخدمة في 2024 على متن طائرات "إير نيوزيلندا" المتجهة لرحلات طويلة دون توقف مثل شيكاغو أو نيويورك إلى أوكلاند. ستكون مسارات نيويورك المباشرة، التي ستبدأ في سبتمبر، من بين أطول الرحلات الجوية في العالم، حيث ستستغرق 17.5 ساعة، بينما ستبدأ الرحلات التي ستستغرق 15 ساعة من شيكاغو في أكتوبر.

كل هذا جزء من محاولة لإثارة الإقبال على رحلات طويلة إلى نيوزيلندا. تمنعت الدولة عن فتح حدودها الدولية لمدة أطول من أي دولة أخرى تقريباً وتستهدف مستهلكين أكثر ثراءً ووعياً بينما تعيد التفكير باعتمادها على السياحة الجماعية. تعد استعادة النقل الجوي المناسب والموثوق أحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد لتحقيق ذلك.

لكن شركة "إير نيوزيلندا" مستعدة للقيام بدورها فهي لا تستخدام مفهوم "سكاي نيست" المستقبلي كترويج لزيادة الاهتمام على المدى القريب، بل كتذكير جيد بأن مقاعد "سكاي كاوتش" لديها توفر طريقة مريحة أكثر للتعامل مع الرحلات الطويلة جداً على من طائراتها من طراز "777" و"9-787".

تُجدد شركة الطيران وسائل الراحة في المقصورة ككل، بدءاً من درجة رجال الأعمال ووصولاً للدرجة الاقتصادية، وذلك عبر تصميمات أخف وزناً تهدف لتقليل انبعاثات الكربون، فضلاً عن التفكير باستخدام القماش لتنجيد المقاعد في مقدمة الطائرة بدلاً من الجلد، واستخدام أطباق أصغر لتقديم الوجبات. قد لا تكون هذه التحسينات جذابة، لكنها تعكس واقع مناخ الطيران اليوم الذي يتفوق فيه تقليص التكاليف أهمية عن كل ما سواه، والأهم في ذلك تقليل استخدام الوقود.

تصنيفات

قصص قد تهمك