بلومبرغ
دفع تدهور الروبل الروسي وإلغاء الرحلات الجوية ومشكلات التحويلات المالية عديداً من السياح الروس والأوروبيين إلى إلغاء رحلاتهم إلى تايلندا، ما يوجِّه ضربة إلى جهود إنعاش القطاع السياحي في الدولة الآسيوية.
قالت شارينتيب تيافورن، المالكة الشريكة لمنتجع "بيمالاي" (Pimalai) في بوكيت، إنّ استبعاد عديد من المصارف الروسية من نظام "سويفت" عرّض مشغلي الرحلات السياحية لمشكلات في تحويل الأموال. وأشارت إلى إلغاء بعض الرحلات الجوية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما غيّر عديد من شركات الطيران الأوروبية مساراتها الجوية التي تربطها بجنوب شرق آسيا.
روسيا تغلق مجالها الجوي أمام الرحلات القادمة من بلغاريا وبولندا والتشيك
احتل الروس نصيب الأسد بين عدد المسافرين إلى تايلندا في يناير، وأكبر عدد من المتقدمين للحصول على تأشيرات دخول جديدة، بموجب برنامج الدخول دون حجر صحي، الذي أطلقته البلاد في الشهر الماضي. وزار 1.5 مليون روسي تايلندا قبل الوباء في عام 2019، وأنفقوا 3.3 مليار دولار، ما شكل ثالث أكبر مصدر للإيرادات السياحية في البلاد حسب البيانات الرسمية.
كان من الشائع في الوجهات السياحية البحرية في بوكيت وباتايا رؤية الأحرف الكِريلية على المطاعم والمنتجعات وحتى المشاريع العقارية، بهدف منح الروس شعوراً بأنه مرحَّب بهم في دولة كانت السياحة تسهم بخُمس ناتجها الإجمالي المحلي قبل وباء كورونا.
عرقلت الحرب والعقوبات مجدداً مساعي تايلندا لإنعاش هذا القطاع الحيوي.
عقبة التحويلات
قالت شارينتيب: "تلقينا رسائل إلكترونية من عملاء ومندوبي مبيعات في روسيا أبلغونا أنهم قد لا يتمكنون من تحويل الأموال إلى تايلندا بسبب العقوبات، لذا يتوقع أن يكون لذلك تأثيرات مستقبلية أيضاً". وأضافت: "نشعر بالقلق أكثر حيال الرحلات الجوية من أوروبا إلى تايلندا التي قد تضطر إلى تغيير مساراتها، ما سيجعل سفر الأوروبيين إلى تايلندا أكثر صعوبة وتكلفة".
الروبل الروسي يهوي إلى مستوى قياسي جديد أمام الدولار
على الرغم من أن الحكومة التايلندية لا تزال تتوقع مجيء السياح الروس، فإنها تتخوف من أن يحدّ تدهور الروبل قدرتهم على الإنفاق، وفق ما قاله أنوتين شارنفيراكول نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة يوم الاثنين.
كانت تايلندا، ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، قد اختبرت عدّة خطط لإعادة إحياء قطاعها السياحي الذي جذب 40 مليون زائر أجنبي في عام 2019، وحقق إيرادات تتجاوز 60 مليار دولار. وكان آخر إجراءات اتخذتها الدولة يوم الثلاثاء إلغاء فحص "RT-PCR" الثاني للمسافرين، وتخفيض الحدّ الأدنى المطلوب للتغطية التأمينية.
"ستاندرد تشارترد": تعافي السياحة في تايلندا سيستغرق ثلاثة أعوام
قد تخسر تايلندا إيرادات سياحية بما يوازي 0.2% من الناتج الإجمالي المحلي في أسوأ السيناريوهات في حال لم يأتِ سيّاح روس جُدد لبقية العام، حسب وحدة "كرونغسري البحثية" في بنك "أيودهيا" (Bank of Ayudhya).
تحدي كورونا
حالياً، تفرض تايلندا -التي تواجه موجة إصابات متحور "أوميكرون"- على الزوار الذين تلقوا اللقاح أن يقوموا بحجز فندقي مسبق والخضوع لفحص "RT-PCR" قبل تقديم طلب الحصول على تأشيرة. وقد وصف بيل هاينيكي، المؤسِّس ورئيس مجلس إدارة شركة "ماينور إنترناشيونال" (Minor International) أكبر مشغلي الفنادق والمطاعم في البلاد، هذه الإجراءات الشهر الماضي بـ"المُرهِقة"، ودعا إلى تخفيفها.
من جهته، استبعد رئيس مجلس السياحة في تايلندا شامنان سريساوات أن يكون للنزاع الروسي–الأوكراني تأثير طويل المدى على تدفق السياح، بما أن معظم المسافرين هم من الأثرياء ولن يتأثروا بتدهور الروبل.
القطاع السياحي في تايلندا لن يتعافى قبل عام 2026
قال شامان: "ستكون العراقيل الرئيسية أمام السياحة في تايلندا هذا العام هي وباء كورونا والسياسة التي تتبعها الحكومة حالياً في جذب السياح". وأضاف: "على الحكومة أن تزيل القيود المتبقية لاستقبال مزيد من الزوار، لأن السياحة هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى تعافٍ اقتصادي".