بلومبرغ
كانت سنغافورة أحد أكثر الأماكن أماناً في العالم خلال التعافي من الوباء. والآن، تم تطعيم 96% تقريباً من السكان المؤهلين بشكل كامل، كما لم تعانِ المستشفيات من زيادة عدد المرضى فوق قدرتها الاستيعابية قطّ. لكن هذه الدولة التي تعدُّ مركزاً تجارياً وتتمتع بالحكم الذاتي، ويقل عدد سكانها بقليل عن 5.5 مليون نسمة؛ ما تزال على حافة الخطر. ففي كل مرة خُفّفت فيها القيود خلال العام الماضي، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كوفيد، وتسبّب ذلك في فرض سنغافورة لأشد إجراءات الصحة العامة صرامة في العالم.
اقرأ أيضاً: سنغافورة قد تعيد فرض قيود لمواجهة "أوميكرون"
لا يوجد تهاون في ارتداء الكمامات هنا. ستحتاج إلى واحدة منها في كل مكان، في الداخل والخارج، إلا إذا كنت تمارس الرياضة أو تأكل الطعام، وهما أمران يخضعان لرقابة صارمة. ولا يمكن لأكثر من 5 أشخاص تناول العشاء معاً على طاولة واحدة، ويستطيع أن يتجوّل ما يصل إلى 5 أفراد معاً في الهواء الطلق.
اقرأ المزيد: سنغافورة تُرحّل بريطانياً رفض ارتداء قناع الوجه
أيضاً، لا تقبل سنغافورة أي اعتذارات حول أسباب عدم تلقي اللقاح. فإذا لم يتم تطعيمك؛ لا تكلف نفسك عناء القدوم. وربما لن تستطيع دخول البلد على أي حال. وحتى إذا دخلتها، لن تتمكن من فعل أي شيء بمجرد هبوطك، وستحتاج إلى وثيقة إثبات تطعيمك، المعروضة على تطبيق الهاتف "تريس توغيذر" (TraceTogether) الإلزامي التابع لسلطات المدينة، لدخول أي منشأة تقريباً بداية من المطاعم، ومروراً بمتاجر التجزئة والفنادق، وحتى المتاحف.
اقرأ أيضاً: نجاح سنغافورة في مواجهة كورونا نموذج لا يمكن تصديره بسهولة
قد تشكّل صرامة هذه القواعد صدمة للزوار الوافدين من الولايات المتحدة وأوروبا. لكنَّها جزء من خطة الترحيب المتأني بزوار العالم مرة أخرى.
تسهيلات للملقّحين
برغم أنَّ سنغافورة حافظت على بعض القيود الحدودية الأكثر صرامة في العالم خلال معظم عام 2021، إلا أنَّ المسافرين الملقّحين الوافدين من الولايات المتحدة، وكندا، ومعظم دول أوروبا الغربية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وأستراليا، يمكنهم الآن الطيران على طرق معينة دون الاضطرار إلى الحجر الصحي. كل ما عليك فعله هو التقدم بطلب للحصول على تصريح سفر المسافر المُلقح قبل الحجز، إذ تستغرق الموافقة حوالي خمس دقائق، بالإضافة إلى الخضوع لاختبار كوفيد قبل 48 ساعة من المغادرة. وبمجرد حصولك على نتيجة سلبية في الاختبار مرة أخرى عند الوصول، يمكنك التنقل في كل أرجاء البلاد.
هناك المزيد من تسهيلات السفر في الطريق، إذ تتطلع الحكومة لإعادة فتح أبوابها أمام المسافرين من تايلاند، وكمبوديا، وفيجي، وجزر المالديف، وسريلانكا، وتركيا خلال ديسمبر الجاري، فضلاً عن دول أخرى ستتبعها.
ستعود الحشود مرة أخرى، لكنَّهم لم يصلوا إلى هنا بعد. واعتباراً من أكتوبر الماضي؛ استقبل مطار شانغي في سنغافورة 1.8 مليون مسافر تقريباً، وعند المقارنة على مستوى عام 2021، فهذا يعادل 3% تقريباً من أرقام سنة 2019. ومع تزايد الوجهات المتاحة أمام المسافرين الملقّحين؛ تتزايد أيضاً أعداد الوصول، فقد نقلت الخطوط الجوية السنغافورية، التي أضافت مسارات جديدة مع عودة كل وجهة للانفتاح مجدداً، حوالي 22% أكثر من الركاب في أكتوبر مقارنةً بشهر سبتمبر. وستعيد شركة "يونايتد إيرلاينز" (United Airlines) الرحلات من سان فرانسيسكو من دون محطات توقف خلال يناير المقبل.
حتى ذلك الحين، يتمتع المسافرون بفرصة نادرة لرؤية الدولة ذات الحكم الذاتي من دون الحشود المعتادة. وبما أنَّه يمكنك الالتزام بالقواعد؛ فإنَّها ستكون وجهة تستحق الزيارة.
مشهد تناول الطعام
في عام 2021، حازت سنغافورة على نجوم ميشلان أكثر مما حصلت عليه قبل بدء الوباء، وذاك في إشارة تؤكد ازدهار قطاع تناول الطعام هنا برغم كل الصعاب. والآن؛ مع استمرار تراجع معدلات السفر، قد تتمكن فعلاً من العثور على طاولة فارغة في مطعم.
من المطاعم المشهورة باستحالة العثور على حجز فيها؛ هناك مطعم "بيرنت إيندز" (Burnt Ends)، وهو مطعم مشويات أسترالي حائز على نجمة ميشلان واحدة، وربما يستحق الحصول على واحدة أخرى أيضاً، وقد يفوز بالنجمة الثانية في فرعه الجديد -الأكبر حجماً- في منطقة ديمبسي هيل، فقد أُعيد تجديد حفنة من مباني الحقبة الاستعمارية هناك، لتعود في ثوبها الجديد كمطاعم ومعارض فنية.
يُعرف ديف بينت، طاهي المطعم، بتنفيذه الأسطوري لطبق لحم بقر الواغيو بلاكمور، وشطائر لحم الخنزير المسحب "سانغر". لكنَّ الزبائن المطلعين يطلبون طبق اللحم المشوي الكامل، والبطاطس المقلية غير الموجودة في قائمة المطعم، والمكون من قطعة واحدة سحرية من رز التارتار والكافيار الذي يطفو فوق البطاطس المقلية برفق. ومن أجل التحلية؛ هناك سيخ من حلوى الخطمي المحترقة قليلاً، والمغطاة بحمض الليمون، ويبدو طعم هذا الطبق كما لو أنَّ نار المخيم خلطت بين حلاوة السكر والشيكولاته الممزوجة بالبرتقال.
في حي ليتل إنديا، يوجد طريق باتجاه واحد يؤدي إلى مطعم "لاغنا بيرفوت داينينغ" (Lagnaa Barefoot Dining)، وهي جوهرة مخفية يعشقها المغرمون بالتوابل. في هذا المطعم، تتوفر أطعمة الكاري في 10 مستويات من الأكل الحريف -بينما يبلغ عدد مستويات الطعام الحار 3 فقط تقريباً في أمريكا- ولن تُقدَّم لك أكثر من 6 في أول زيارة من أجل سلامتك. أما الكتابة المرسومة على الجدران؛ فساهم فيها العديد من أطقم الخطوط الجوية الفرنسية والسويسرية والبريطانية، ممن وجدوا طريقهم ذات مرة إلى مخبأ الشيف كاسافان كريشنان في الـ"بيفور تايمز" (the Before Times). ولا يمرّ وقت طويل قبل أن يقوموا بطلب وجبة العشاء من مطعمه مرة أخرى.
ما تزال الحانات مغلقة من الناحية الفنية في سنغافورة، ولكن هناك طريقة لتفادي ذلك الإغلاق. فإذا كنت تقدّم الطعام؛ يمكنك أيضاً تقديم المشروبات. لذا فمعظم الأشياء ما تزال مفتوحة عملياً. ويمكنك ارتداء زي جميل لإثارة إعجاب الآخرين في "أطلس"؛ وهو عبارة عن حانة في داخلها بهو فاخر صمِّم على طراز الفن الزخرفي مع برج متعدد الطوابق، ويضم مجموعة من أكثر من 1300 نوع من الخمور. ويعتبر المارتيني الفاخر النوع المفضل لجيسي فيدا، رئيس النادلين في الحانة، ويمكنك احتساء مشروب الفيسبر مع خمر التانغلين أوركيد المقطر محلياً كبداية جيدة.
مع ذلك؛ فعلى الرغم من كل الإشادة بمطاعمها الراقية؛ إلا أنَّ روح الأكل الحقيقية في سنغافورة موجودة لدى أكشاك الشوارع، التي يوجد فيها كوكبة من أبرز نجوم الطبخ، ممن يشكلون معاً أفضل مشاهد الطعام في العالم بتكلفة 5 دولارات أو أقل. و ماتزال هذه الأكشاك كما هي دون تغيير، على الرغم من أنَّ طوابير الزبائن، الذين ينتظرون لنصف ساعة، ويتدلون من أفضل الأكشاك، أصبحت تراعي التباعد الاجتماعي بصورة أكبر هذه الأيام. ويمكنك التوجه إلى مراكز الطعام في مناطق: "تيونغ باهرو"، أو "ماكسويل"، أو "آدم رود"، ثم دع تفضيلات الحشود ترشدك.
الثقافة تعاود التألق
تبدو سنغافورة ككل منفتحة، ولكن بحذر - مما يتيح فرصاً قليلة للانطلاق بحق.
إذا كنت ما تزال قلقاً بشأن كوفيد، فهناك الحدائق المطلة على الخليج، التي اعتادت أن تكون مليئة بالسياح، ممن يصطدمون أحياناً ببعضهم أثناء تحديقهم في السماء عند الأشجار الصناعية فارهة الطول، التي تجمع بين المعدن والكروم، ويصل ارتفاعها إلى 50 متراً (ما يعادل 164 قدماً) في الهواء الطلق. وهذه الحدائق مفتوحة حالياً، لكنَّ الحشود لم تعد كذلك.
لضمان وجود الحد الأدنى من الاتصال، تعمل حديقة الأوركيد الوطنية بسعة محدودة للغاية. ويوجد بالداخل متحف حي من بساتين الفاكهة، يضم أكثر من 3000 نوع من المزروعات المختلفة. ويبلغ سعر تذكرة الدخول 15 دولاراً سنغافورياً (ما يعادل 11 دولاراً أمريكياً) للسياح البالغين، وبقية حدائق سنغافورة النباتية المحيطة بها مجانية.
إذا كنت ترغب في البقاء بمفردك؛ تجنّب الملاعب المترامية الأطراف في شمال وغرب الحدائق. وبدلاً من ذلك، يمكنك الذهاب جنوباً، والمشي بين أزهار الهليكونيا، أو تنقية أنفك باستنشاق رحيق مجموعة فرانغيباني المعطرة.
إذا كنت بحاجة إلى إعادة دخول لطيفة، فقد وسّعت سنغافورة ملاعب الغولف بسبب الوباء. وتشكل الملاعب الخضراء مكاناً نادراً يمكنك التجول فيه لمدة 4 ساعات دون ارتداء كمامة. وإذا تمكنت من حجز موعد لمباراة؛ فإنَّ ملعب مارينا باي غولف يقدِّم جولات متباعدة اجتماعياً تبدأ من 130 دولاراً سنغافورياً للزوار الذين يأتون إليه، مع مناظر شاملة لأفق وسط المدينة. وإذا لم تتمكن من ذلك؛ فهناك فسحة للانتقال بالسيارات الرباعية، بالإضافة إلى شريط تم وضعه عمداً فوق مجموعة من السلالم للاستمتاع بالإطلالة.
برغم كثرة مسارات المشي لمسافات طويلة في سنغافورة، إلا أنَّ مسارات التنزه في الغابات يمكن أن تزدحم بالناس، خصوصاً في عطلات نهاية الأسبوع. ويرى كثيرون أنَّ اكتشاف قرود المكاك طويلة الذيل، وشاشات مراقبة المياه الملايوية العملاقة في خزان ماكريتشي ريزيرفوار يستحق المخاطرة. لكنَّ الأماكن المنعزلة تكثر على بعد ميل واحد فقط من ميناء سنغافورة، حيث يوجد هناك مسار ريدجز الجنوبي للمشي لمسافات طويلة، ويبلغ طوله 10 كيلومترات، بما في ذلك ممرات مظللة محاطة بأشجار توالانغ وجلوتونغ الشاهقة. ويمكنك البحث هناك عن الطيور المهاجرة مثل طائر "القاوند" أبيض الصدر (الذي يتم اكتشافه من خلال ظهره ذي اللون الأزرق المخضر)، وطيور "الأيورا" ذات اللون الأصفر الساطع، وطيور "حدأة البراهمية" التي تحلّق فوق الرؤوس.
على طول هذا الطريق يوجد جسر الهندرسون ويفز، أعلى جسر للمشاة في سنغافورة. وهناك محطات استراحة في الجوار، مثل مقهى وايلد سيد، ومقهي غود بير كومباني الرائج على موقع إنستغرام، الذي يقدم أكثر من 100 نوع بيرة وبيتزا "المين ديفولا".
إذا كنت ترغب في القيام بزيارة أخرى إلى هناك، فستجد أنَّ متاحف سنغافورة مفتوحة بالكامل، وعلى الأقل في الوقت الحالي، لا يكاد يوجد أي اكتظاظ للزائرين تقريباً في معظم صالات العرض. وكان المتحف الوطني، الذي يوضح تاريخ سنغافورة، من أوائل الأماكن التي فتحت معرضاً لإبراز معالم فترة كوفيد-19. وتضم محتويات هذا المعرض الآثار الحديثة، مثل: علامات التباعد الاجتماعي، فضلاً عن صور تبيّن القدرة على التكيف مع الوباء، ويبيّن السياق العام للمعرض الوباء كواحد من أزمتين كافحت فيهما سنغافورة من أجل البقاء. (الأزمة الأخرى هي الاحتلال الياباني خلال الحرب العالمية الثانية).
في متحف العلوم والفنون الأكثر تفاعلية في منطقة مارينا باي؛ يمكنك رسم سمكة وتلوينها على ورقة، ثم مشاهدتها وهي تسبح عبر محيط رقمي في معرض العالم المستقبلي التابع لشركة "تيم لاب" (TeamLab)، ومقرها طوكيو.
عادت الأحداث المباشرة أيضاً، وبسبب القيود المفروضة على جولات مَن يغني من الأجانب؛ يمكنك مشاهدة الفنانين المحليين وهم يتألقون على المسرح بأسعار تذاكر منخفضة. وفي سبلاندي، وهو مسرح بيضاوي الشكل بسقف مستدير يشبه فاكهة دوريان، ويقع أمام الخليج، غالباً ما تكون هناك عروض متعددة يومياً، وتتنوع بين الفرق الغنائية الجماعية، وحتى فرق موسيقى الجاز، وحفلات موسيقية لأوركسترا سنغافورة السيمفونية.
لكن برغم ذلك؛ تظل المسطحات المائية هي المكان المناسب للرؤية والمشاهدة. وفي فندق مارينا باي ساندز، يمكنك الوصول إلى المسبح بمساحته الشاسعة على السطح، الذي يعلو البناية المكوَّنة من 57 طابقاً في السماء، وهو مخصص لنزلاء الفندق فقط، ويتطلب الحجز مسبقاً. وهناك وسيلتان غير مباشرتين للدخول إلى هذا المسبح. الأولى: احجز موعداً عند شروق الشمس بدلاً من وقت الغروب الذي يكون الطلب عليه كبيراً، إذ يوجد وقتها عدد أقل من الأشخاص، وفرصة متدنية لهطول الأمطار، أو احجز وجبة فطور وغداء في سباغو بار آند لاونج المجاور لحمام السباحة، والذي يتمتع بالإطلالات ذاتها أيضاً، ويضاف إليها وجبة من الطاه فولفغانغ باك.
كيف تتجول هناك؟
تشتهر سنغافورة بنظافتها، وبالمقارنة مع وسائل النقل الجماعي في نيويورك أو لندن؛ فإنَّ مترو الأنفاق فيها مثالي، كما يوفر وصولاً سهلاً إلى كل المناطق الرئيسية. ويُشترط ارتداء الكمامات، والجميع يمتثل. وستلقى عواقب وخيمة، إذا لم تفعل.
تذهب الحافلات إلى أي مكان لا تذهب إليه القطارات، لكن إذا لزم الأمر؛ فإنَّ سيارات الأجرة متاحة على نطاق واسع. ولا تعمل شركة "أوبر" في سنغافورة، لكنَّ تطبيق "غراب" (Grab) المحلي يحلّ محلها.
لا تُستخدم القوارب الصغيرة على نهر سنغافورة كوسيلة نقل بقدر ما يُعتمد عليها في الرحلات البحرية الممتعة في الهواء الطلق، في حين تنقل العبَّارات المسافرين بين البر الرئيسي ووجهات الرحلات اليومية مثل شواطئ الجزر الجنوبية. وتنطبق قواعد كوفيد ذاتها الموجودة في البر الرئيسي لسنغافورة على جزرها أيضاً.
آداب كوفيد
قاعدة الكمامات في سنغافورة بسيطة، وتنصّ على حتمية ارتدائها. وهذا ينطبق على العمل في المكتب، أو الذهاب إلى الخارج. وإذا كنت ضيفاً في منزل شخص ما؛ انتظر دعوته لإزالتها قبل وضع افتراضات بضرورة عمل ذلك. وأحد التحذيرات العادلة في هذا الصدد، هو أنَّه إذا رأيت شخصاً ينتهك قاعدة هنا أو هناك؛ فلا تنضم إليه.
يكون السياح واضحين إلى حد ما في أفضل الأوقات، وهذه هي سنغافورة، ويمكن أن تكون عقوبات المخالفات شديدة. وتشكل مخالفات ارتداء الكمامات جرائم جنائية، ويمكن أن تؤدي الجرائم المتكررة أو الصارخة إلى عقوبة السجن لأسابيع أو شهور، فضلاً عن دفع غرامات تصل إلى 10 آلاف دولار سنغافوري. أما الأجانب الذين يخالفون القانون؛ فيتم إلغاء تصاريح عملهم، ويتم ترحيلهم، أو إصدار أوامر لهم بضرورة مغادرة البلاد. وأحياناً يتم التسامح مع الأخطاء الساذجة، وقد يُقدَّم تذكير ودي لمن يقع في الخطأ -لكنَّه حازم- من قبل المسؤول قبل أن يمضي الجميع إلى أحوالهم. لذا ابذل قصارى جهدك، وستكون بخير.
تذكَّر أنَّه مهما فعلت، لا تعانق أحداً. يمكن السلام بقبضة اليد على الأصدقاء، لكن المصافحة لا تُستخدم بانتظام بعد. و ماتزال عودة الاتصال الشخصي غير متوقَّعة، إنْ لم تكن شيئاً منفراً. فربما تكون سنغافورة قد عادت إلى الانفتاح مجدداً؛ لكنَّها لم تعد إلى طبيعتها الأولى بعد.