المالديف تحتضن أكثر من مئة منتجع.. إليك أين يجب أن تحجز؟

time reading iconدقائق القراءة - 14
حتى لو كنت معتاداً على التبذير خلال العطلة، عليك أن تنفق هنا بحكمة.. فحتى الفنادق الصغيرة تبدأ غرفها بـ500 دولار - AFP
حتى لو كنت معتاداً على التبذير خلال العطلة، عليك أن تنفق هنا بحكمة.. فحتى الفنادق الصغيرة تبدأ غرفها بـ500 دولار - AFP
المصدر:

بلومبرغ

كلّ الأقاويل التي سمعتها عن جزر المالديف صحيحة. مياهها فعلاً فيروزية متلألئة، وشواطئها الفريدة من نوعها ترقى لتزيين البطاقات البريدية، فيما تقدم عزلتها الاستثنائية ملاذاً ملائماً للنجوم الملاحقين من كاميرات الصحافة. لا عجب إذاً أن تشكل السياحة منذ زمن طويل ركيزة اقتصاد المالديف. فحتى بداية عام 2020، شكل القطاع السياحي 28% من الناتج الإجمالي المحلي، وأسهم بـ60% من العملات الأجنبية الداخلة إلى البلاد. إلا أن انهيار قطاع السفر الدولي في ظلّ الوباء كانت له تبعات مزلزلة لا قدرة للبلاد على تحمّلها.

اقرأ أيضاً: أفضل الشواطئ غير المُكتشفة بالعالم.. لم تزدحم بالسياح بعد

كانت خطوة إعادة فتح الحدود مبكراً في يوليو 2020 محفوفة بالمخاطر، إلا أن معظم أصحاب الفنادق يتفقون اليوم على أن الأمر كان يستحق المجازفة. فمنذ ذلك الحين، تلقى نحو 73% من سكان المالديف اللقاح المضاد لفيروس كورونا (تم منح عمّال الفنادق الأولوية باعتبارهم من العاملين على الجبهات الأمامية)، وتمكّن القطاع السياحي من التعافي بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بمعدلات عام 2019، متجاوزاً التعافي في جزر سيشل (حيث تراجع القطاع السياحي بنسبة 61% مقارنة بـ2019) وإندونيسيا (بنسبة 90%).

اقرأ المزيد: المخيمات السياحية تتحول سريعاً لأفضل المنتجعات بالعالم

كان من السهل على المالديف أن تروج لنفسها على أنها مكان ملائم للسفر وسط وباء كورونا، إذ لطالما استهدفت المسافرين الأثرياء الباحثين عن ملاذات للراحة ذات تباعد اجتماعي. فغالباً ما يستأثر كلّ منتجع بجزيرة خاصة به، ما يجعل كلّ مكان إقامة مركز عزل فاخراً بحدّ ذاته.

في النتيجة، تواصلت أعمال التطوير في المالديف بسرعة قياسية، حيث تم افتتاح نحو 12 منشأة جديدة منذ بداية الوباء، ومن المرتقب استحداث فنادق جديدة ذات ميزانيات ضخمة تابعة لعلامات تجارية مثل "أليلا" (Alila ) و"سيكس سنسز" (Six Senses). وسوف يتم قريباً افتتاح محطة دولية جديدة في مطار فيلانا الدولي في العاصمة ماليه، ما يرفع القدرة الاستيعابية للمطار إلى 7.5 ملايين راكب في السنة. (في عام 2019، زار المالديف عدد قياس من السياح بلغ 1.7 مليون).

اقرأ أيضاً: قطاع السياحة العالمي.. بوادر انتعاش تلوح في الأفق والرهان الأكبر على اللقاح

كلّ هذه التغييرات والتحسينات تعني أن التخطيط لرحلة إلى المالديف ربما يثير حيرة حتى الأشخاص الذين زاروها من قبل.

من القواعد الجديدة إلى المنتجعات الحديثة.. في ما يلي لمحة عن كلّ ما يتم التخطيط له:

تحديث قواعد الدخول والتنقل

قد تكون شروط الدخول المرتبطة بإجراءات كوفيد-19 الجزء السهل من لوجستيات السفر إلى المالديف. فعلى كلّ سائح وافد أن يملأ "تصريح صحة المسافر" في غضون 24 ساعة من وصوله إلى المالديف. وعند بلوغ نقطة الهجرة، عليه أن يقدم دليلاً على فحص "بي سي آر" سلبي خضع له في غضون 96 ساعة قبل السفر. إذاً، لا داعي لأي تطبيقات خاصة أو جوازات سفر صحية، ولا داعي حتى لأن تكون الإثباتات مطبوعة على ورق، بل تكفي صورة بسيطة على الهاتف.

إلا أن التعقيدات تكمن في التنقل داخل المالديف. فالرحلات ذات المسافات الطويلة إلى ماليه كثيرة وعادةً ما تكون بأسعار مقبولة، إلا أن الرحلات القصيرة على متن الطائرات المائية التي من الصعب تفاديها يمكن أن تعرقل أيام السفر، كما أن تكلفتها صادمة، إذ تتراوح بين 250 و400 دولار في الاتجاه الواحد، وغالباً ما تستغرق وقتاً أطول ممّا يخبركم به طاقم الفندق.

على الرغم من أن المنتجع الذي سوف تقيمون فيه ربما يقع على بعد 40 دقيقة جواً من المطار، إلا أن الطائرة قد تستغرق ساعات قبل أن تقلع، وقد تنزل ركاباً آخرين في محطات توقف عدة على الجزر. أمّا المنتجعات القريبة من المطار، فيمكن الوصول إليها على متن قوارب سريعة، ولكن هذه أيضاً تصل تكلفتها إلى مئات الدولارات.

حتى إذا كنت معتاداً على التبذير في خلال العطلة، استعد لدفع أسعار باهظة، مقابل خدمات لا غنى عنها. وفي بعض المنتجعات الأكثر ترفاً، يمكن أن تصل تكلفة إضافة جلسة تدليك ورحلة استكشافية ووجبة غداء وعشاء مع مشروب إلى ألف دولار على الشخص الواحد. تقريباً كلّ شيء في المالديف مستورد، وتفرض على الكحول ضريبة باهظة جداً. وفي العادة، تكون الفنادق مضطرة لتغطية تكلفة الإقامة والطعام (بالإضافة إلى السفر) للعديد من موظفيها.

أفضل أماكن الإقامة

على الرغم من سحر المنتجعات البالغ عددها نحو مئة في المالديف، لكنها قد تبدو كلّها متشابهة نوعاً ما. إلا أن المنتجعات الستّة أدناه تتميز عن غيرها، بعضها جديد والبعض الآخر كلاسيكي، وهي تستحق لفتة خاصة.

ملاذ الاستجمام الصحي الأكثر جاذبية "جوالي بينغ" (Joali Being)

فتح هذا المنتجع الـ"منغمس في الطبيعة" أبوابه في منتصف شهر نوفمبر، من دون أن يمسّ بالغطاء الشجري للجزيرة، وهذا أمر نادر في المنتجعات، حيث غالباً ما يتم قطع الأشجار أو تقليمها على الأقل.

هنا، تشكل الغابة جزءاً من تجربة الضيف تماماً كما البحر. يمكن للنزلاء أن يسلكوا "مساراً استكشافياً صوتياً" يزخر بالموسيقى التفاعلية، وأن يزورا ملجأ السلاحف في المنتجع، أو يستأجروا مركب صيد "دهوني" تقليدي" للخروج إلى المياه.

يسهم كلّ ذلك في تبنّي مفهوم شامل للصحة والعافية، يضاهي ذلك الذي تعتمده أفضل المنتجعات الصحية العالمية، ولكن بطابع طبي أقل.

في ما يخصّ الرحلات الاستكشافية، يتم التخطيط لها بعد مشاورات مكثفة، ويتم تحديد الأنشطة المناسبة لمعالجة أي اعتلال يعاني منه الزبون، من قلّة الوضوح الذهني إلى اضطرابات النوم.

في قسم العطّار في الفندق، يبتكر أخصائيو الأعشاب مستحضرات تجميل وأنواعاً مميزة من الشاي لمعالجة المشكلات الهرمونية. وفي مطعم "فلو" في الهواء الطلق، يجلس الزبائن تحت أسقف معلقة بالغة الارتفاع، ليتناولوا أطباقاً معدّة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم الغذائية.

لكن يبقى تعريفك للمعافاة هو الأهم هنا، سواء كان ذلك يعني ممارسة اليوغا في ساعات الفجر الأولى والقيام بالتمارين الرياضية القاسية، أو تدليل نفسك بجلسات تدليك والغطس في المياه. أسعار الغرف تبدأ من 2142 دولاراً.

للنشاط عنوان: باتينا مالديف (Patina Maldives)، جزر فاري

في منتجع باتينا مالديف، يتم صنع حلوى الزنجبيل والجنسنغ الغنية بالفيتامينات التي تُقدم لدى تحضير الغرفة للخلود إلى النوم، في داخل الفندق باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.

يضمّ المنتجع 90 فيلا تتمتع كل واحدة منها بحوض سباحة خاص، ومصممة بجدران زجاجية تفتح من ثلاث جهات من أجل دمج الداخل مع الخارج.

يمكن للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة أن يحصلوا على دروس غطس مجانية للتعلم عن البيئة. ويسهم كلّ حجز فندقي في عمل الخير، بما أنه يتم التبرع بـ1% من إجمالي الأرباح التشغيلية لصالح جمعيات خيرية محلية.

تم افتتاح منتجع "باتينا" قبل ستةّ أشهر، وهو يعدّ الأكثر ابتكاراً نظراً لأنه يشكل مساراً يقود إلى وجهات أوسع. إذ يقع المنتجع ضمن مجمّع "فاري مارينا"، وهو عبارة عن أرخبيل من صنع الإنسان يضمّ ثلاثة منتجعات جزيرية خاصة يتوسطها "مركز تلاقٍ اجتماعي"، ما يعني أنه يمكن للنزلاء أن يتلاقوا مع الضيوف الذين ينزلون في فندق "ريتز–كارلتون" المجاور أو في فندق "كابيلا" الذي سيفتتح أبوابه قريباً، ليستمتعوا بأي من المطاعم الـ17، كما يمكنهم أن يتسوقوا في مجموعة واسعة من المتاجر الفاخرة على الجزيرة الرئيسية.

وللحصول على جرعة من الثقافة، يمكن للمستكشفين النهاريين أن يزورا جناح "سكاي سبيس جيمس توريل"، وهو جناح ذو كوة في السقف، يستضيف من حين إلى آخر صفوف اليوغا.

أما بالعودة إلى الواحة الخاصة بالفندق، فيستطيع النزلاء أن يستمتعوا بأنشطة مثل دروس القرع على طبول "بودوبيرو" الفلكلورية، أو زرع الحيد المرجانية في بحيرة الفندق.

أسعار الغرف تبدأ من 2181 دولاراً.

جزيرة المتعة: "فينولهو بآ أتول مالديف" (Finolhu Baa Atoll Maldives)

تشتهر المالديف كجنة للأزواج الذي يقضون شهر العسل. لذا قد يشعر الأصدقاء الذين يسافرون معاً كمجموعة بأنهم ربما يفسدون سحر المكان. ولكن، لا داعي للقلق حيال ذلك في "فينولهو بآ أتول مالديف". فمنذ أن نزلت عارضة الأزياء، كارا ديليفين مع بعض الصديقات والأصدقاء المتألقين في الفندق، واستمتعوا بإقامة واستخدام خاص، ثم نشروا مغامراتهم على "إنستغرام"، اكتسب هذا المنتجع الذي خضع لأعمال ترميم مؤخراً سمعة على أنه وجهة ممتعة للجميع. ويتضمن برنامج الفعاليات التي يقيمها المنتجع حفلات يحييها منسق موسيقي وعروض بهلوانية مسائية وحفلات شهرية للاحتفال باكتمال القمر تقام عند الضفة الرملية البعيدة ضمن المنتجع. احجز إقامتك في وقت الاحتفال القمري حتى تشاهد الألعاب النارية وتستمتع بمشروب مفتوح والموسيقى التي تصدح طوال الليل.

في الوقت ذاته، تقدم الفيلات مترامية الأطراف ملاذاً للراحة. فأماكن الإقامة المفعمة بنفحات الأخضر والبرتقالي، تتزين بمصابيح على شكل دمعة وأنسجة محبوكة، وغالباً ما تضمّ أحواض سباحة خاصة.

أسعار الغرف تبدأ من 520 دولاراً.

المنتجع البيئي الأول من نوعه: "سونيفا فوشي" (Soneva Fushi)

لم تكن "الاستدامة" مصطلحاً شائعاً في قطاع الفنادق حين فتح "سونيفا فوشي" أبوابه في عام 1995. مع ذلك، لطالما شكل احترام البيئة ركيزة أساسية ارتكز إليها هذا المنتجع الرائد المؤلف من 72 فيلا مستوحاة من مغامرات، روبنسون كروزو لمنح النزلاء متعة لا متناهية.

فهنا، صُمم حوض الاستحمام العميق الكائن في الهواء الطلق عند الشاطئ على شكل بحيرة مزخرفة، فيما يحرص الفندق على أن تدخل المبادرات الخضراء في كلّ أوجه العمل حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من تجربة الزبون. يمكن للزوار أن يتابعوا دروساً في نفخ الزجاج تهدف إلى إعادة تدوير القوارير الزجاجية من المنتجعات المحلية، كما يمكنهم زيارة الحدائق العضوية الواسعة على الجزيرة حتى يقطفوا الخضروات التي سيتم استخدامها لإعداد وجبة غدائهم.

تشمل التقديمات الفاخرة الأخرى في "سونيفا فوشي"، فيلات فوق الماء مجهزة بمنزلقات مائية تم افتتاحها مؤخراً وتبدأ مساحتها من 6297 قدماً مربعة، حيث تعدّ من بين الأكبر في العالم.

أسعار الغرف تبدأ من 1780 دولاراً.

الوجهة الأروع في عالم التصميم: "شوفال بلان راندهيلي" (Cheval Blanc Randheli)

ينتمي هذا المنتجع إلى مجموعة فنادق "شوفال بلان" القليلة جداً التابعة لـ""إل في إم إش" (LVMH)، إذ لا توجد إلا خمسة منها حول العالم. ويعرف فندق "راندهيلي" بالتصميم النموذجي لفيلاته الـ45 الواسعة التي تحمل توقيع المصمم البارز في عالم الفنادق الفاخرة، جان ميشال غاثي.

تم تقسيم كلّ فيلا بواسطة ألواح خشب سنديان مرتفعة مصممة بشكل دائري، أمّا الأثاث فقد صنع من الخيزران وعرق اللؤلؤ. هنا، كلّ شيء ذو جودة عالية، حتى الرائحة المميزة للمنتجع العابقة بنفحات الهال والأخشاب الشاطئية، هي من ابتكار مسؤول العطور في "ديور".

يبدو المكان أشبه بخلفية جلسة تصوير لعروض الأزياء، حيث يحيط سعف النخيل المتناسق بحوض السباحة الرئيسي مربع الشكل الذي تبرز أسفله الأرضية الزمردية المتلألئة. يقع هذا المنتجع في جزيرة خاصة ويضمّ أجنحة لممارسة التأمل مواجهة للمياه.

تحت الثريا البلورية البراقة في مطعم "لو 1947"، سوف يستمتع الزبائن بمذاق طبق التونة الحمراء مع ميل فوي البطاطا والكريم بروليه بنكهة الفانيليا مع فاكهة الباشن وعشب الليمون. وبما أننا نتحدث عن " إل في إم إش"، فإن المنتجع يوفر أيضاً فرصة التسوق المترف (وباهظ التكلفة) لانتقاء مقتنيات حصرية من ماركات من طراز "أورليبار براون" (Orlebar Brown) و"هوبلو" (Hublot).

أسعار الغرف تبدأ من 2200 دولار.

الإقامة الشاملة بأبهى حلّتها: "كودادو مالديف برايفت آيلند" (Kudadoo Maldives Private Island)

شعار فندق "كودادو"، "أيّ شيءٍ، في أيّ وقت، وفي أيّ مكانٍ" هو بحق دعوة مفتوحة لتتنعّم على مدار الساعة بشتى وسائل الترفيه. يكفي أن تعبّر نفسك عما تتوق إليه حتى تغوص في رحلات بحرية لا تُعد ولا تُحصى لتشاهد الدلافين أو لتشقّ البحار في الجت سكي، ولتستمتع على ضفة رملية منعزلة عن العالم بعلاجات السبا التي تغدق عليك من كل صوب، بينما يقدّم لك الخدم كؤوس الشمبانيا، الواحدة تلو الأخرى، وحبات الساشيمي. كلّ هذه الخدمات مشمولة بتسعيرة الغرفة في الليلة بدءاً من 3800 دولار، بما في ذلك المدلكون المتوافرون حتى في منتصف الليل عند الطلب.

اللافت هو أن الكثير من النزلاء يفضلون الجلوس والاسترخاء ببساطة، فربما يسهم جوّ السكينة السائد هنا في اخماد بعض من جموحهم.

يضمّ منتجع "كودادو" 15 فيلا ضخمة فوق الماء تقدم مثالاً نموذجياً عن طراز البساطة اليابانية المعروفة بالـ"مينيماليزم"، المتمثل في أسرّة بأربعة أعمدة مصنوعة من خشب الأرز غير المصقول، ترتفع عن الأرضية لإطلالة أفضل على المحيط. لا يوجد فندق آخر يقدم خدمات الإقامة الشاملة ويصل إلى هذا المستوى من التميز والطموح، ما مكّن "كودادو" من إثبات نفسه سريعاً كمنتجع كلاسيكي، على الرغم من أنه فتح أبوابه قبل عام فقط من بدء وباء كورونا.

مع ذلك، إذا كانت الإقامة الشاملة المترفة تستدعي تسعيرة باهظة، إلا أنه يوجد خيار آخر، فالغرف في "كونستانس موفوشي" (Constance Moofushi) بسيطة التصميم إلا أن وقوع المنتجع على الرمال الناعمة على مقربة من الشعب المرجانية الملونة، يجعل التكلفة نحو 650 دولاراً في الليلة. هذا هو السرّ الذي يمكّن الزوار من العودة إلى المالديف مرّة بعد مرّة.

تصنيفات

قصص قد تهمك