بلومبرغ
يراهن مشغِّل مجموعة من الفنادق الشهيرة في اليابان، والمعروفة بمنتجعات الينابيع الساخنة الراقية، على أنَّ هذا المفهوم، والمحتوى التقليدي للفنادق الفاخرة يمكن له أن ينجح في الولايات المتحدة.
ويقول الرئيس التنفيذي يوشيهارو هوشينو، الذي أسست عائلته شركة "منتجعات هوشينو" (Hoshino)، التي يبلغ عمرها 107 أعوام، وتشتهر بمنتجعاتها الفاخرة في مناطق الطبيعة الخلابة في اليابان، أنَّ شركته تهدف إلى فتح موقعها الأول في الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
أوضح أنَّ الشركة قامت باستكشاف عدة مواقع، وعقدت مناقشات مع مطوِّري العقارات والمستثمرين. ومن وجهة نظره، يمكن أن تكون "ساراتوجا سبرينغز" إحدى الأماكن المثالية لافتتاح هذا المشروع، وهي تقع على بعد ثلاث ساعات بالسيارة من مدينة نيويورك وبوسطن.
الافتقار للبنية التحتية
ولتقديم مثل هذه الخدمة الجديدة، سيبحث هوشينو عن موقع في الولايات المتحدة يحمل مثل هذه الإمكانات الطبيعية، إذ توجد بالفعل ثقافة زيارة الينابيع الساخنة من أجل الاسترخاء، والعلاجات الطبيعية والمنعشة في الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من أنَّ العديد من الأماكن الأكثر رواجاً، ما تزال غير مُجهزة، وتفتقر للبنية التحتية المناسبة لإقامة المنتجعات حولها. وتقوم "هوشينو" بتصميم وتشغيل منتجعات الينابيع الساخنة، التي يمتلكها عادةً مطوِّرو العقارات والمستثمرون.
في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، قال هوشينو، وهو من الجيل الرابع في عائلته، ويدير الشركة: "هدفي الشخصي هو جلب منتجعات الينابيع الساخنة اليابانية التقليدية إلى أمريكا الشمالية، حيث هناك الكثير من مصادر وموارد الينابيع الساخنة في الولايات المتحدة".
ومن شأن الموقع الجديد في الولايات المتحدة أن يجذب الأمريكيين الذين يرغبون في تجربة الثقافة اليابانية، ولكنَّهم قد يكونوا مترددين، أو غير قادرين، على السفر دولياً. وقال هوشينو، إنَّ الشركة التي لديها مقر في هاواي، تخطط لاستئناف بحثها عن مكان مناسب بمجرد تخفيف القيود الناجمة عن "كوفيد-19".
وتدير شركة "منتجعات هوشينو" العديد من العلامات التجارية الفندقية ذات الميزانيات المتفاوتة، ولكنَّها تشتهر بمنتجعات "هيشونويا الراقية".
على الرغم من أنَّ فيروس كورونا قد غيَّر ثقافات السفر بشكل جذري، ما تزال الفرص قائمة ومتاحة، وفقاً لما قاله هوشينو، أما في اليابان، ستكون الشركة حذرة بشأن تطوير الفنادق في المناطق الحضرية بسبب زيادة العرض الناتج عن الطفرة السياحية الأخيرة، مما وضع العديد من المشغِّلين في تلك الأماكن تحت ضغوط مالية.
منتجعات متعثرة
في عام 1991، عندما أصبح هوشينو رئيساً للشركة ، بدأ في تولي إدارة المنتجعات الصحية المتعثِّرة، وتحويلها إلى إقامات فاخرة على الطراز الياباني، التي أصبحت شركة "هيشونو" مشهورة بها حالياً.
وقد تمَّ تطوير العديد منها في مواقع رئيسية، خلال حقبة فقاعة العقارات في اليابان. وفي الفترة ما قبل الوباء، ساهم الانتعاش الاقتصادي، وتدفُّق السياح في جعل المنتجعات مثل "هوشينو"، قابلة للحياة مرة أخرى.
وتستفيد الأماكن والممتلكات المترامية الأطراف التابعة للشركة من المفاهيم التي حظيت بتقدير كبير في اليابان، مثل: الطبيعة الخلابة، والمأكولات المحلية.
ومع التجهيزات الفاخرة في هذه المنتجعات، تكون الغرف في المنتجعات بسيطة، وعادة ما تحتوي على مجموعة من العناصر اليابانية، مثل أرضيات حصير من القش، وأبواب شوجي المنزلقة، بالإضافة للتجهيزات الحديثة.
وقال هوشينو، إنَّ الشركة حققت أرباح في عام 2020، مدعومةً ببرنامج دعم السفر المحلي، والطلب من المصطافين اليابانيين الذين يسافرون عادة إلى الخارج.
يذكر أنَّ اليابان تأثَّرت بعدد أقل من حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنةً بمعظم البلدان الغنية الأخرى، ولم تفرض الحكومة قيوداً صارمة على الحركة، على عكس العديد من الأماكن الأخرى.
أضاف هوشينو أنَّه يتوقَّع أن تتأثَّر فنادق منطقة طوكيو بقرار حظر "المشاهدين الأجانب" من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وأنَّ السفر والعمل في منتجعات "هوشينو" يجب أن يعود إلى مستويات ما قبل كوفيد في عام 2023.
وتدير الشركة 43 عقاراً في اليابان وثلاثة في الخارج، في هاواي، وتايوان، وبالي. وستفتتح أوَّل موقع لها في الصين هذا العام، في مقاطعة تشجيانغ جنوب شنغهاي.
وتابع هوشينو أخيراً: "لقد عملنا في الأعمال التجارية منذ أكثر من 107 أعوام، وقد حان الوقت الآن للتفكير في الــ 100 عام القادمة من تطوير فنادق الينابيع الساخنة على مستوى العالم، وأريد أن أضع حجر الأساس لهذا التوسع أثناء وجودي كرئيس لهذه الشركة".