“أبل": السماح بمتاجر تطبيقات أطراف ثالثة يفتح "أيفون" للمحتالين

time reading iconدقائق القراءة - 9
أيقونة \"أبستور\" - المتجر الإلكتروني التابع لشركة \"أبل\" - المصدر: بلومبرغ
أيقونة "أبستور" - المتجر الإلكتروني التابع لشركة "أبل" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حذَّرت "أبل" من مخاطر السماح للمستخدمين بتحميل تطبيقات من خارج متجر "أبستور" (App Store) التابع للشركة، وهي مسألة يستهدفها المشرِّعون والمنظِّمون، ولعبت دوراً بارزاً في المحاكمة ضدَّ "إبيك غيمز" مؤخراً.

وقالت الشركة يوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إنَّ اشتراط تحميل التطبيقات من المتجر يحمي المستهلكين من التعرض للاحتيال، ويحفظ أمن خصوصيتهم، ويدفع للمطوِّرين مقابل عملهم، وقد تختفي كل تلك الفوائد إذا سُمح بتحميل التطبيقات من متاجر أطراف ثالثة ذات حماية أقل، أو حصول المستخدم على تطبيق من موقع إلكتروني، أو حاسوب شخصي، وتحميله "بشكل جانبي" على الهاتف.

لا يأتي توقيت مقاومة "أبل" من قبيل الصدفة، فمن المقرر أن تناقش اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي ستة مشاريع لقوانين مقترحة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك مشروع قانون برعاية النائب الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، ديفيد سيسيلين، ورئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار، الذي إذا تمَّ تمريره سيوجب على "أبل" الانفتاح على متاجر تطبيقات الأطراف الثالثة، وتقديم جميع تكنولوجيات "أيفون" إلى صناع البرمجيات من الأطراف الثالثة.

جاء في نسخة مبكِّرة من مشروع القانون: "يخالف القانون كل شخص يشغل منصة مغلقة -في التجارة أو تؤثِّر عليها- ويقيِّد أو يعوق قدرة مستخدم تجاري على الوصول إلى المنصة نفسها أو التعامل معها، أو نظامها التشغيلي، وميزات الأجهزة، أو البرمجيات المتاحة للمنتجات والخدمات، أو خطوط أعمال مشغل المنصة المغلقة".

ونشر الاتحاد الأوروبي العام الماضي مسودة من قانون الأسواق الرقمية، الذي قد يجبر "أبل" على السماح بمتاجر تطبيقات أطراف ثالثة. وتأتي حملة المشرِّعين والمنظِّمين بعد أسابيع من محاكمة بين صانعة "أيفون"، ومصممة لعبة "فورتنايت"، وطالبت الأخيرة بإجبار "أبل" على السماح بتحميل متاجر أطراف ثالثة.

القضاء على ميزة الخصوصية

تبلغ قيمة سوق تطبيقات الهاتف المتحرِّك على متجر "أبستور" 142 مليار دولار، وفقاً لبعض التقديرات، وتدرُّ على "أبل" أكثر من 20 مليار دولار سنوياً بهامش ربح يزيد على 75%.

وقالت عملاقة التكنولوجيا الواقعة في كوبرتينو بكاليفورنيا على موقعها: "السماح بالتحميل الجانبي من شأنه أن يضعف أمن منصة "iOS"، ويعرِّض المستخدمين لمخاطر أمنية حقيقية، وليس فقط من متاجر تطبيقات الأطراف الثالثة، وإنَّما أيضاً من "أبستور"، وذلك نظراً للحجم الكبير لقاعدة مستخدمي "أيفون"، والبيانات الحساسة المرنة على هواتفهم -صورهم وبيانات الموقع، والمعلومات الصحية والمالية- والسماح بالتحميل الجانبي من شأنه أن يحفِّز تدفُّق استثمارات جديدة في الهجمات على المنصة".

قالت الشركة، إنَّ التحميل الجانبي والتنزيلات من متاجر تطبيقات أطراف ثالثة ستقضي على سنوات من ميزات الخصوصية المثبَّتة في نظام تشغيل الهاتف المحمول من "أبل"، وتجعله أشبه بنظام "أندرويد" الخاص بـ"غوغل"، مما يخلق بدائل أقل للهواتف الذكية للمستهلكين. وقالت الشركة، إنَّ التحميل الجانبي من شأنه أن "يحدَّ من نمو اقتصاد التطبيقات، ويضر المستخدمين والمطوِّرين على حدٍّ سواء" إذ سيحمل المستهلكون القلقون بشأن الخصوصية على الأرجح تطبيقات أقل.

وأضافت الشركة: "السماح بالتحميل الجانبي من شأنه أن يحفِّز تدفُّق استثمارات جديدة في الهجمات على "أيفون"، ويحفِّز الجهات الفاعلة الخبيثة على تطوير أدوات وخبرات لمهاجمة أمان أجهزة "أيفون" على نطاق غير مسبوق".

ومن المحتمل أن يجبر التشريع المقترح من قبل سيسيلين "أبل" على فتح المزيد من تكنولوجياتها الأساسية للمطوِّرين من الأطراف الثالثة، وتتيح الشركة حالياً للمطوِّرين الوصول إلى آلاف التكنولوجيات، المعروفة باسم واجهات برمجة التطبيقات أو "APIs"، للاستفادة من خاصيات "أيفون"، مثل مشغل الموسيقى، أو متصفِّح الويب، لكنَّ الشركة، التي تتعلَّل بمخاوف الخصوصية، تحظر الوصول إلى بعض الجوانب مثل البيانات الصحية، ومكوِّن التخزين الآمن في الهاتف، الذي يحتوي على بيانات المدفوعات لتطبيقات وخدمات "أبل".

على الرغم من أنَّه غير المرجَّح أن تصبح المقترحات التي تهدد شركة "أبل" قانوناً بنصها الحالي؛ فإنَّها تُظهر أنَّ أعضاء الكونغرس يبحثون عن طرق للحدِّ من هيمنة الشركات التكنولوجية العملاقة، وتبرز سعيهم إلى تعزيز تطبيق مكافحة الاحتكار.

تصنيفات