
بلومبرغ
تخطط شركة "تايوان سيميكوندكتور مانيفاكتشورينغ" (TSMC) لاستثمار 100 مليار دولار في مصانع إنتاج الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو إعلان من المتوقع أن يكشف عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض في وقت لاحق من يوم الإثنين، وفقاً لمصدر مطّلع على الأمر.
تُعد "TSMC" الشركة الرائدة عالمياً في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، كما أنها شريك التصنيع الرئيسي لكل من "إنفيديا" و"أبل". من شأن هذا الاستثمار أن يعزز تعهد ترمب بجعل الولايات المتحدة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من المقرر أن يحضر سي سي وي الرئيس التنفيذي لشركة "TSMC" للبيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم الإثنين بحسب بيان للشركة. ذكر البيان أن الشركة تتطلع إلى لقاء الرئيس الأميركي، ومناقشة الرؤية المشتركة للابتكار والنمو في قطاع أشباه الموصلات، من دون الخوض في تفاصيل إضافية بشأن خطط الاستثمار.
لم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض حول هذه الخطوة بينما أفاد أحد المطلعين رافضاً الكشف عن هويته، بأن تفاصيل الخطة لم يتم الكشف عنها رسمياً بعد.
التوسع في الاستثمار الأميركي وسط ضغوط تجارية
سبق أن خصصت "TSMC" مبلغ 65 مليار دولار للاستثمار في مصانع إنتاج الرقائق في أريزونا لكن من غير الواضح ما إذا كانت حزمة الـ100 مليار دولار الجديدة تشمل هذا الإنفاق، أو أنها إضافة جديدة. ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإعلان المرتقب يندرج ضمن استراتيجية أوسع لدعم صناعة الرقائق الأميركية.
مع ذلك لا تزال استثمارات "TSMC" بحاجة إلى موافقة الحكومة التايوانية حيث أكد مسؤولون تايوانيون أن الحكومة ستراجع بدقة أي استثمارات خارجية في تقنيات الرقائق المتقدمة. لم يعلق المتحدث باسم الرئاسة التايوانية على هذه الخطوة خارج ساعات العمل الرسمية.
يأتي هذا الإعلان في وقت يدرس فيه ترمب فرض رسوم جمركية على قطاعات واسعة تشمل أشباه الموصلات والأخشاب والسيارات والأدوية، وذلك لمعالجة ما يعتبره اختلالات تجارية عالمية تضر بالولايات المتحدة. ربما تؤثر أي رسوم على الرقائق بشكل كبير على تايوان التي تنتج ما يقرب من 90% من الرقائق الأكثر تقدماً في العالم لا سيما تلك المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
تهديدات الرسوم الجمركية
وجّه ترمب مراراً انتقادات إلى تايوان متهماً إياها بسرقة صناعة أشباه الموصلات الأميركية، وهدد بفرض رسوم جمركية على الرقائق المصنّعة في الخارج في خطوة تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي. يدفع المسؤولون الأميركيون نحو هذا الاتجاه خاصةً في ما يتعلق بالتقنيات الأساسية في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
يفضّل ترمب فرض الرسوم الجمركية لدعم صناعة الرقائق الأميركية بدلاً من تقديم الإعانات الحكومية، وهو نهج يختلف عن سياسة الرئيس السابق جو بايدن الذي أقرّ قانون الرقائق والعلوم عام 2022 لتحفيز الصناعة المحلية. ساهم هذا القانون في حصول "TSMC" على منح بقيمة 6.6 مليار دولار لدعم إنشاء ثلاثة مصانع في فينيكس.
اهتمام أميركي بالاستحواذ على مصانع "إنتل"
سبق أن تواصل مسؤولون في إدارة ترمب مع "TSMC" لبحث إمكانية استحواذها على حصة مسيطرة في مصانع شركة "إنتل" وفقاً لتقارير "بلومبرغ". لا تزال هذه المحادثات في مراحلها الأولية لكن الهدف منها هو مواجهة التدهور المالي لـ"إنتل" الذي دفعها إلى تسريح العمال وتقليص خطط التوسع العالمية.
خلال الولاية الأولى لترمب دفعت مخاوف الأمن القومي إدارته إلى جذب "TSMC" للاستثمار في الولايات المتحدة. عندما أعلنت الشركة لأول مرة عن مصنعها المتقدم في أريزونا في عام 2020 قالت إدارة ترمب آنذاك إن الرقائق المنتجة في المصنع ستُستخدم في تطبيقات متعددة من الذكاء الاصطناعي إلى مقاتلات "F-35".
حالياً أصبح أول مصنع للشركة في أريزونا قيد التشغيل، وحقق إنتاجه المبدئي معدلات تفوقت على المصانع المماثلة في تايوان، ما يعزز قدرة الولايات المتحدة على منافسة الصين في سباق أشباه الموصلات.