بلومبرغ
كشفت شركة "تويتر" عن خدمة الاشتراك التي طال انتظارها، حيث تقدم للعملاء الذين يدفعون رسوماً ميزات حصرية لإلغاء التغريدات، وتنظيم المنشورات. وتسعى الشبكة الاجتماعية من وراء الخطوة لتخفيف اعتمادها الكبير على عائدات الإعلانات.
المنتج الذي يطلق عليه "تويتر بلو"، سيكلف 2.99 دولاراً شهرياً للوصول إلى الأدوات بما في ذلك القدرة على "التراجع" عن منشور تم نشره علناً، وتنظيم تغريدات مرجعية يمكن حفظها كمجلدات، وقراءة سلاسل التغريدات الطويلة بسهولة أكبر. وسيحصل المشتركون أيضاً على خدمة دعم أسرع للعملاء، ويمكنهم الاختيار من بين ألوان التطبيق الجديدة، بالإضافة إلى القدرة على تعديل رمز تطبيق "تويتر" على أجهزة "آي أو إس".
يمكن أن يساعد نموذج الاشتراك في "تويتر" على تنويع أعمال الشركة، في وقت أكد الوباء على مخاطر الاعتماد الشديد على الإعلانات الرقمية. تحقق الشركة أكثر من 85% من إيراداتها من الإعلانات، ويأتي الباقي من أعمال ترخيص البيانات. في الربع الثاني من العام الماضي، حيث أدى الوباء إلى عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، وأدى إلى إلغاء الفعاليات، انخفضت مبيعات "تويتر" 19%، ويمكن أن يوفر "تويتر بلو" تدفق إيرادات أكثر اتساقاً، وإن كان أصغر.
وفي هذا السياق، قالت سارة بيكبور، المديرة المسؤولة عن منتج الاشتراكات، إن مجموعة المنتجات يتم عرضها على أكثر من 200 مليون مستخدم يومياً على تويتر، بما في ذلك الصحفيين، ومديري وسائل التواصل الاجتماعي، وأولئك الذين يستخدمون الموقع كمصدر إخباري رئيسي لهم.
وفي حين رفضت تقدير حجم المجموعة المستهدفة، قالت بيكبور إن ""توتير بلو" يستهدف العملاء الأكثر تفاعلاً وأكثر المستخدمين فائقي حماسة لدينا، والذين يرغبون حقاً في نقل خبرتهم إلى المستوى التالي. هناك شيء يميز هذه المجموعة، ونحن فعلاً نتعلم عنه".
تردد في تعديل زر التحرير
كانت شركة "تويتر" التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، تفكر منذ سنوات في بيع الاشتراكات، ولكن حتى الآن لم يتجاوز الأمر مرحلة الاختبار والبحث الداخلي. وقالت بيكبور إنه عند إطلاق الخدمة ستكون متاحة في كندا وأستراليا فقط، لكن "تويتر" تخطط للتوسع في أسواق أخرى قريباً.
ومع الخدمة الجديدة، سيتمكن المستخدمون من رؤية سلاسل الرسائل الطويلة في وضعية القراءة، التي ستعرض تغريدات متعددة كما لو كان المحتوى على شكل أطول من دون أي أزرار تفاعل.
تعمل الشبكة الاجتماعية أيضاً على إنشاء قائمة انتظار مخصصة لخدمة العملاء بهدف حل شكاوى المشتركين، وتقديم خيار "التراجع عن الإرسال" للمستخدمين الذين يدفعون ثمن الاشتراك، ما سيسمح لهم خلال نافذة زمنية قصيرة بعد نشر التغريدة بالتراجع عنها وإعادة تحريرها. ولن تكون التغريدات مرئية لأي شخص آخر حتى تنتهي هذه النافذة الزمنية المحددة مسبقاً.
ويختلف هذا عن زر التحرير، الذي طالما طالب به العديد من المستخدمين. الذي قال عنه الرئيس التنفيذي جاك دورسي مراراً وتكراراً، إن مثل هذه الميزة غير مرجحة الحدوث، وهناك مخاوف من أن قدرة "تويتر" على نشر الأخبار بسرعة ستجعل زر التعديل خطيراً لأنه سيسمح للأشخاص بتغيير تغريدة بعد أن تكون قد وزعت على نطاق واسع. وقالت بيكبور، إن ميزة التراجع عن الإرسال "ستساعد في بعض حالات الاستخدام" لأن تعمل كزر تحرير، مثل الأخطاء المطبعية، مضيفة أن الشركة تريد "البدء من هنا والحصول على ردود أفعال" قبل التفكير في الخيارات الأخرى.
في النهاية، ترغب "تويتر" في توسيع خدمة الاشتراك لتشمل المزيد من الميزات أو الامتيازات، وبحسب بيكبور، تبحث الشركة عن منتجات إضافية، وقالت إن "تويت ديك"، وهي خدمة مجانية تتيح للمستخدمين إدارة موجز لنشاطات متعددة من لوحة تحكم واحدة، يمكن أن تنتقل إلى نموذج "الاشتراك المجاني الممتاز"، مما يعني تقديم الخدمة الأساسية مجاناً أثناء فرض رسوم على الخصائص المتميزة أو إمكانية الحصول عليها.
يُذكر أن بلومبرغ أفادت سابقاً عن بعض خطط الاشتراك في "تويتر"، وتم الكشف عن تفاصيل أخرى وتغريدها بواسطة الباحثة في الشؤون الأمنية، جاين مانشون ونغ، العاملة في بلومبرغ.
ثلاث مستويات من الأسعار
تقوم "تويتر" بإنشاء منتجات اشتراك ودفع أخرى ستمكن المستخدمين المشهورين من جني الأموال من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وخلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت الشركة عن عدد قليل من الأدوات لمنشئي المحتوى، بما في ذلك ميزة الحافز المالي التي تتيح للمستخدمين التبرع للأشخاص الذين يتابعونهم، ومنتج التذاكر حتى يتمكن الأشخاص من فرض رسوم للوصول إلى غرف الصوت الحية للتطبيق، والتي تسمى "سبايسز".
أحد مشاريع تحقيق النقد التي تعمل عليها الشركة هو منتج اشتراك شهري يسمى "سوبر فولوز"، والذي سيتيح للأشخاص تحصيل رسوم من متابعيهم مقابل محتوى حصري، مثل التغريدات، أو الرسائل الإخبارية، أو الوصول إلى المحادثات الصوتية. وقالت إستر كروفورد، كبيرة مديري المنتجات، إن الشركة لم تطرح هذه الميزة حتى الآن ولكنها تخطط لتقديم ثلاث مستويات تسعير، بسعر 2.99 دولاراً و4.99 دولاراً و9.99 دولاراً شهرياً.
ويمكن أن تساعد الإضافات هذه "تويتر" على التنافس مع الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" من "غوغل"، و "سناب تشات" التابعة لشركة "سناب"، والتي تسعى أيضاً إلى جذب المبدعين بمنتجات جديدة لتوليد الأموال.
في هذا الشأن قالت كروفورد، إن جهود "تويتر" الأخيرة لطرح خيارات الدفع لمنشئي المحتوى كانت مدفوعة جزئياً بالوباء. فمع بقاء الأشخاص في منازلهم، دفعت الشركة بسرعة أكبر إلى مساحات الصوت العامة "سبايسز" كطريقة للسماح للأشخاص بالاتصال عبر الإنترنت، مما أدى بدوره إلى مزيد من المناقشات حول مساعدة المستخدمين على جني الأموال من المحتوى الرقمي الخاص بهم".
وتختم كروفورد بقولها: "هناك أيضاً حقيقة على الأرض مفادها أن الناس يتضررون حقاً، وهناك اقتصاد رقمي من الطبقة المتوسطة لا يزال قيد الإنشاء، أعتقد أن "تويتر" يمكن أن يلعب دوراً كبيراً حقاً في إنشاء ذلك".