17 فكرة أولية حول موجة بيع الأسهم بسبب "DeepSeek"

بساطة نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني وقلة تكلفته تغريان بالتحول إليه من "تشات جي بي تي" وغيره

time reading iconدقائق القراءة - 12
واجهة تطبيق \"ديب سيك\" على شاشة هاتف أيفون - بلومبرغ
واجهة تطبيق "ديب سيك" على شاشة هاتف أيفون - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ما الذي يشغل بال جو اليوم؟

كتبتُ الأسبوع الماضي هنا في النشرة الإخبارية حول مدى سهولة انتقالي من استخدام "تشات جي بي تي" إلى نموذج "ديب سيك" (DeepSeek) للطلبات العشوائية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي أقوم بها خلال اليوم.

بالنسبة لي، الاستنتاج الرئيسي في هذه المرحلة هو الافتقار التام لأي ارتباط أو التزام طويل الأمد مع أي من تطبيقات الدردشة الذكية هذه. لا أتذكر أي منتج تكنولوجي استخدمته طوال حياتي بدا بهذا القدر من البساطة والتجريد من الخصوصية بهذه السرعة. حتى شيء بسيط مثل تطبيق تقويم، أو تطبيق لتدوين الملاحظات يفرض تكاليف انتقال أعلى مقارنة بروبوت محادثة بالذكاء الاصطناعي.

على أي حال، نحن هنا اليوم فيما تشهد السوق تراجعاً بسبب "ديب سيك"؛ إذ تهبط أسعار أسهم علامات تجارية تكنولوجية بارزة بشكل عام بسبب ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة هذا.

اقرأ المزيد: "DeepSeek" تضرب أسهم التكنولوجيا وتهددها بخسارة 1.2 تريليون دولار

إليكم مجموعة من الخواطر العشوائية التي تدور في ذهني حالياً، من دون ترتيب محدد:

1. ظهور نموذج قوي من الصين

ظهور نموذج قوي مثل "ديب سيك" يعزز السرد القائل إن السباق نحو تحقيق "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، مهما كان معناه، يشبه المشروع الوطني لتطوير القنبلة النووية. لا يهم أن لا أحد يمكنه تحديد ماهية "AGI"، أو لماذا هو مهم، أو ما الذي سيعنيه تحقيقه من الناحية الاستراتيجية.

الجميع يتبنى فكرة وجود سباق عالمي لا تمكن خسارته. هذا السرد كان قائماً حتى قبل الضجة حول "ديب سيك"، وهو أيضاً السبب وراء حديث الرئيس دونالد ترمب وعدد من شركات التكنولوجيا عن استثمار بقيمة نصف تريليون دولار في كيان جديد يُسمى "ستارغيت". بينما أسهم هذه الشركات تنخفض اليوم، يمكن توقع تدفق كبير من الأموال العامة بها في السنوات المقبلة للفوز بهذا السباق.

2. مخاطر التركيز في مؤشرات السوق

في حلقة البودكاست يوم الجمعة، ناقشنا مع كيفين موير (المعروف بـ"The Macro Tourist") المخاطر الكبيرة لتركيز الاستثمارات في المؤشرات الرئيسية هذه الأيام. حسناً، المستثمرون في صناديق "SPY" أو "QQQ" يشعرون اليوم بالجانب السلبي لهذا التركيز. أي شخص يستثمر في مؤشر واسع النطاق في الولايات المتحدة يدرك اليوم أنه كان يراهن بشكل كبير على عدد محدود من الأسماء التقنية الكبرى. 

3. سهولة التحول إلى "ديب سيك"

الأمر لا يقتصر على روبوت المحادثة. لم أواجه أي مشكلة في توصيل برنامج اللغويات الذي أعمل عليه بـ"DeepSeek API". استغرقت العملية حوالي خمس دقائق فقط. أود الإشارة إلى نقطتين هنا: في تجربتي المحدودة، كان الناتج سيئاً ولم يعجبني. ولكن من ناحية أخرى، كانت التكلفة منخفضة جداً (جزء صغير مقارنة بتكلفة استخدام واجهة "أوبن إيه آي"). نشرت تغريدة صغيرة حول هذا، ويمكنك الاطلاع على المشروع الذي أعمل عليه كهواية.

4. السباق نحو "الذكاء الفائق"

أعود سريعاً إلى فكرة سباق التسلح. أحد الاحتمالات هو أن هذه الضجة تثبت سردية "الذكاء الاصطناعي العام أو لا شيء" بالنسبة لمختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى. ربما تصبح الاستخدامات اليومية الأساسية للذكاء الاصطناعي مجانية تماماً وسلعة رائجة، بينما يصبح تحقيق الذكاء الفائق هو الشيء الوحيد الذي يهم.

اقرأ أيضاً: الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي في الصين بقيادة "DeepSeek"

5. مفارقة جيفونز

الجميع يتحدث فجأة عن مفارقة جيفونز، التي يٌثار النقاش بشأنها عادةً في سياق أسواق الطاقة. الفكرة هي أنه عندما تصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فإنك لا تقلل من استهلاك المصدر، بل تُوظِّف مكاسب الكفاءة للتوسع في أنشطة جديدة، ما يؤدي إلى زيادة الطلب.

هذا بالتأكيد أمل "إنفيديا" وأي شركة توفر البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بأن الجميع سيستخدم إنجازات "ديب سيك" المبهرة، ويزيدون وتيرة السباق، دون تأثير على إجمالي الطلب على الحوسبة. سنرى ذلك. في الوقت الحالي، حيث انخفض سهم "إنفيديا" بحوالي 13% عند افتتاح التداولات. من الواضح أن المستثمرين لا يطمئنون إلى مفارقة جيفونز حالياً. 

6. عوامل الزخم والخوف

 بغض النظر عن كيفية انتهاء هذا الوضع، ليس من المفاجئ أن يتخارج المستثمرون من كل شيء. هناك أساسيات حقيقية دفعت هذه الأسهم إلى الارتفاع، لكن هناك أيضاً الكثير من عوامل الزخم (MOMO) والخوف (FOMO) التي تلعب دوراً هنا، وهذا واضح للجميع. ربما يختلط الحابل بالنابل من خلال بيع أسهم قيّمة مع أخرى غير مهمة، لكن اليوم ليس الوقت المناسب للتفكير في ذلك.

7. التقدم الصيني في أشباه الموصلات

احتمال آخر مع تراجع أسهم أشباه الموصلات هو أن الأمر لا يتعلق فقط بنماذج الذكاء الاصطناعي التي أصبحت الصين بارعة فيها، بل ربما يحتاج الناس إلى أخذ التقدم الصيني في أشباه الموصلات بجدية أكبر؟ (على فكرة، هناك كتاب جديد حول "هواوي" بدأت قراءته وهو رائع حتى الآن).

8. الرأسمالية والأسواق في الصين وأميركا

لست معجباً بسرديات "التبرير الكامل" التي يرويها البعض عن طريقة عمل الرأسمالية والأسواق في الصين والولايات المتحدة. السردية العامة تقول إن "ديب سيك" تم تطويره كمشروع فرعي لشركة حاسوب كَمّي صينية.

والجاذبية في هذه القصة تكمن في أن النظام الصيني لا يمنح أولوية كبيرة للمكاسب المالية، ما دفع المبتكرين إلى بناء شيء جوهري. ربما تكون هذه القصة صحيحة، لكن أعتقد أنه ينبغي الحذر من الروايات التي تبدو مُرضية للغاية. كما أن القصص الشائعة حول تعثر الشركات الأميركية العملاقة في التصنيع (مثل بوينغ وإنتل) بسبب تركيزها المفرط على المساهمين، ليست مقنعة بما يكفي.

9. تشبيه من قطاع الطاقة

على الرغم من ذلك، الناس يتحدثون عن مفارقة جيفونز، ولكن هناك تشبيه آخر من قطاع الطاقة قد يكون مناسباً هنا: "المرض الهولندي"، وكيف تصبح الاقتصادات متضررة بسبب ثروات الموارد الفورية (مثل اكتشاف النفط).

في هذه الحالة (وأفكر هنا في شركات التداول الكمّي) من المثير للاهتمام أن الأميركيين العاملين في التداولات الكَمّية أصابتهم فتنة الثروات الفورية التي تولدها العملات الرقمية (سام بانكمان-فريد النموذج الأبرز في هذا الصدد). عليك أن تتساءل عمّا إذا كانت الرواتب الهائلة من العملات الرقمية التي حصل عليها الأشخاص في هذا القطاع التكنولوجي في السنوات الأخيرة قد سبّبت استنزافاً للمواهب، أو تشتيتاً عن أمور أكثر أهمية.

اقرأ أيضاً: 5 تريليونيرات في العالم خلال 10 سنوات مع تسارع نمو الثروات

10. ترهل التكنولوجيا الأميركية؟

إضافة إلى ذلك، من السهل السخرية من التكنولوجيا الأميركية والحديث عن أنها أصبحت مترهلة ومتراخية وغير جادة في مواجهة المنافسة.

لكنني لا أعتقد أن هذا الرأي صحيح. الكثير من الإنجازات الضخمة في الذكاء الاصطناعي جاءت بشكل مباشر وليدة الأبحاث البحتة التي أجرتها شركات مثل "ألفابت". من الواضح أن هذه الشركات تعيد استثمار أرباحها بدرجة عالية. لذا، مرة أخرى، أعتقد أن السرديات الجاهزة ليست مفيدة هنا.

11. إمكانية حظر "ديب سيك"

تطبيق "ديب سيك" قفز إلى المرتبة الأولى في متجر تطبيقات "آبل" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبدأت فوراً الأحاديث عن "حسناً، هل سنقوم بحظره أيضاً مثل تيك توك؟".

هذا السؤال يفتقر إلى الفهم. "ديب سيك" هو برنامج مفتوح المصدر. بالطبع، يمكنك تقنياً حظره من متجر التطبيقات، ولكن لا يمكنك منع أي شخص من تشغيل التكنولوجيا على جهازه الخاص، أو الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات الخاصة به. لذا، هذا تفكير غير مجدٍ. الأمر ليس مثل "تيك توك" في هذا الجانب.

12. الرقابة على "ديب سيك"

الكثير من النقاش يدور حول الرقابة على روبوت المحادثة "ديب سيك". نعم، فالتطبيق لن يجيب عن أسئلة تتعلق بميدان "تيانانمن"، أو موضوعات مشابهة. لكن من جهة أخرى، النسخة مفتوحة المصدر من البرنامج (التي يمكنك تشغيلها على جهازك الخاص إذا أردت) لا تخضع للرقابة. لذا يمكنك طرح أي سؤال عليها، حتى تلك الأسئلة التي لا يمكن طرحها على النسخة المستضافة على الإنترنت في الصين أو التطبيقات الرسمية.

مع ذلك، في نهاية المطاف، هذا لن يؤثر كثيراً. إذا فكرت في التطبيقات التجارية للذكاء الاصطناعي، هناك عدد قليل جداً من الاستخدامات التجارية التي تتطلب طرح أسئلة عن التاريخ السياسي للصين. هذا الجانب قد يزعج البعض، لكنه من غير المحتمل أن يغير الكثير من الواقع التجاري.

13. تهديد للبرمجيات مغلقة المصدر

بالنظر إلى التراجع العام في أسهم التكنولوجيا، يبدو واضحاً أن برنامجاً مفتوح المصدر قوياً كهذا يشكل تهديداً لنماذج البرمجيات مغلقة المصدر (مثل "أوبن إيه آي").

لكن ليست كل الشركات تنفق المال لبناء نماذج مغلقة المصدر. على سبيل المثال، برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بـ"ميتا"، المعروف باسم "لاما" (Llama)، هو مفتوح المصدر جزئياً لأن الشركة تُعتبر مستخدماً للذكاء الاصطناعي، وتريد أن تكون التكلفة منخفضة لتلبية احتياجاتها. ربما في مرحلة ما سيصبح التمييز أكثر وضوحاً بين من يتضرر فعلاً ومن لا يتضرر.

اقرأ أيضاً: زوكربيرغ: "ميتا" تعتزم استثمار 65 مليار دولار بمشاريع الذكاء الاصطناعي العام الحالي

14. ارتفاع الأصول المالية 

على الرغم من ذلك، هناك حقيقة اقتصادية كبرى تتعلق بالاقتصاد الأميركي، وهي أننا لدينا عقد اجتماعي غير رسمي، حيث من المتوقع أن ترتفع الأصول المالية بمرور الوقت.

ارتفاع الأصول هو الطريقة التي ندفع بها تكاليف الجامعة، والتقاعد، وما إلى ذلك. كانت هناك مخاوف كثيرة بشأن المنافسة مع الصين في مجال السلع المصنعة على مدى السنوات الأخيرة، لكن التصنيع ليس ما يدفع سوق الأسهم الأميركية للارتفاع. عندما نتحدث عن التكنولوجيا الكبرى والبرمجيات، فإننا نتحدث هنا عن صلب الطريقة التي يمول بها الناس حياتهم. هذا أمر كبير ومهم!

15. المال لا يكفي لحل بعض الأزمات

أحد اقتباساتي المفضلة لتريسي ألواي هو أن الأمر لا يصبح "أزمة" إلا عندما لا يمكنك حل المشكلة بالمال.

كانت جائحة كوفيد أزمة لأن المال وحده لم يكن كافياً للتعامل معها. وكانت صدمات سلسلة التوريد أزمة لأن المال وحده لم يكن قادراً على حل المشكلة.

لا ضمان هنا بأن مجرد ضخ المزيد من الأموال في شركات التكنولوجيا الأميركية سيكون كافياً للحفاظ على تنافسيتها في مجال الذكاء الاصطناعي (فضلاً عن مجال أشباه الموصلات) إذا كان يُنظر إلى أنها متأخرة. تطوير رأس المال البشري (المواهب) يستغرق سنوات طويلة. ووضع الحوافز الصحيحة ليس شيئاً يمكن تحقيقه بلمسة سحرية بين عشية وضحاها. هذه أمور كبيرة تتحرك ببطء.

16. مكانة متوقعة للصين

هناك الكثير من الصخب على وسائل التواصل الاجتماعي (وربما في بريدك الإلكتروني) حول هذه القصة. أعتقد أنه من الجدير بالذكر أن هناك مراقبين مطلعين لا يتبنون بالضرورة الفكرة القائلة إن ما حققته "ديب سيك" إنجاز غير مسبوق.

على سبيل المثال، موقع "ChinaTalk" لديه حجة منطقية تشير إلى أن الصين (أو "ديب سيك" تحديداً) ربما وصلت إلى المكان المتوقع لها بناءً على تقنيات الأجهزة التي تمتلكها البلاد، والتأثير المتأخر للقيود على التكنولوجيا.

من المنطقي أيضاً التشكيك في القصة الرسمية حول كيفية بناء هذا المشروع بتكلفة منخفضة كمشروع فرعي لشركة تكنولوجيا كَمّية. ليس لدي رأي نهائي حول هذا. البعض قد يصف هذا بأنه "تهرب"، لكن كل هذا مجرد استعراض ومحاولة من الناس للظهور بصفة أنهم أكثر استعداداً وواقعية من غيرهم.

17. المنافسة في المستقبل

مرة أخرى، جزء من الدرس المستفاد هنا هو أن الأمر لا يتعلق بالبرمجيات فقط. من السهل التغاضي عن السيارات ذات الهامش المنخفض أو الألواح الشمسية، وعدم القلق كثيراً بشأن هيمنة الصين هناك. لكن إذا اعتُبرت "هواوي" منافسة لشركة "إنفيديا"، فإن هذا سيثير الكثير من الأسئلة والقلق بشأن المنافسة في المستقبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك